أصبحت قدماها تقوم بدور الذراعين، قصة عزيمة حظيت بها "جنة"، وحولت حياتها إلى جنة إصرار وتحدٍ على الأرض.
وُلدت بدون ذراعين ولكن الله حباها بقدمين تتمتعان بليونة خارقة بوجه مبتسم، وعينين لامعتين بالتحدى والقوة رغم سنها الصغير، جسدها النحيف بداخله روح الأبطال وقلب مُفعم بالأمل.
بدأت الطالبة “جنة ”تمسك القلم بأصابع قدميها وترسم الأشجار والمنازل، وفى منتصف الوقت تمسك كأس الماء لتشرب، لوهلة تشعر وكأن قدم الطفلة "جنة" ذراعًا يتحرك بكل ليونة نصب عينيك، وهذا يجعلك تتعجب من هبة الله وقدرته في منح هذه الطفلة الذكاء والليونة بالقدم لتقوم بمهامها من أكل وشرب ورسم والمذاكرة مثلها كمثل أى طفل بذراعين.
بث مباشر :
https://fb.watch/o5UC62jE8D/?mibextid=v7YzmG
وقالت الطفلة جنة محمد عبد الجواد، طالبة بالصف الثانى الإبتدائى بمدرسة السيدة خديجة بدمنهور، محافظة البحيرة، خلال لقائها مع موقع "صدى البلد": “وُلدت بدون ذراعين، وماما علمتنى أكتب وأرسم بقدمى، بحب مدرستى ومادة الرياضيات، ونفسى أطلع دكتورة أطفال وأعالجهم”.
وأضافت: "آكل وأشرب طبيعى بقدمى ولا أشعر بالضعف أو العجز ودائمًا أبتسم ومعى ألوانى وأدوات الرسم".
وقالت أميرة أحمد زين الدين، والدة الطفلة جنة، عن الرضا بحالة ابنتها: "ابنتى ولدت بدون ذراعين وليست هناك أى عوامل وراثية لذلك، ولكن الله إذا أحب عبدًا ابتلاه، وطفلتى جنة هبة ونعمة من الرحمن".
وأضافت: "بدأت أهتم بوضع جنة وأتابع مع الأطباء منذ ولادتها، وعندما كبرت حرصت على تعليمها التحكم بأصابع قدميها لتعمل بوظيفة الذراعين".
وأوضحت: “ابنتى عندما تحدثت أولى كلماتها قالت أين ذراعى ولماذا ليس لدي ذراع مثل إخوتى؟ وفى هذه اللحظة شعرت بأن الله يختبر صبري على ابتلاء ابنتى، ولكنى بدأت أشرح لها أن هذه حكمة الله ولا بد أن نرضى، وأن الله يحبك واختارك لأن تكونى مميزة، وبالفعل استجابت جنة لكلامى وأدركته ومنذ هذا اليوم وهى تحارب كالأبطال وتفوقت دراسيًا ودائما تبتسم”
واختتمت والدة "جنة" حديثها قائلة: "الأطباء نصحونى بعدم تركيب أطراف صناعية فى هذا العمر لابنتى "جنة" لأن حجم العضلات والعظام سيتغير، لذلك سنظل نتابع حالتها حتى يحين وقت تركيب الأطراف، وأعلمونى أن سيكون ثمنها باهظًا، لذلك أتمنى أن يكون هناك طبيب يتبنى حالة جنة للإشراف عليها ويحقق حلمها بأن يكون لديها ذراع حتى لو كانت صناعية".