الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عبد المعطي أحمد يكتب : أكتوبر رحل وجاء نوفمبر

عبد المعطي أحمد
عبد المعطي أحمد

رحل شهر أعظم انتصار، وجاء شهر ابتلعته شهوة أكتوبر وظلمته، نعم ظلمته، لأن نوفمبربكل المقاييس شهر عايش واحدة من أخطر الفترات وأهمها، فيه بدأت حرب الاستنزاف الثانية (80 يوما فى الثغرة)، وفيه اكتملت دائرة حصار الثغرة بقوات عظيمة، مشاة ومدرعات وصاعقة ومظلات، وفيه تأكدت القيادة المصرية تماما أن قوات العدو فى الثغرة باتت لنا والقضاء عليها يقينا عندنا، وفيه صدرت الأوامر من القيادة إلى الوحدات التى أحكمت حصارها للعدو فى الغرب بفتح ثغرات فى حقول الألغام التى حصن العدو نفسه بها وهذا معناه القرار التالى للقيادة أمر الهجوم وتصفية الثغرة
ولو أن الأمور سارت كما خططت القيادة، وصدر أمر القتال أقسم بالله ما خرج للعدو جندى واحد على رجليه من الثغرة التى كان للعدو فيها قوات ليست بالقليلة وخسارتهم تعنى نهاية حكايتهم التى بدأت عام 1948 بفلسطين.


وفى مثل هذا الوقت قبل خمسين عاما بدأ فتح الثغرات فى حقول ألغام العدو، كنا فى منطقة اسمها"أم كتيب"، وربما كانت أصعب مناطق الثغرة على العدو وليس علينا، لأنها منطقة كثيرة الهضاب والتلال، الأمر الذى جعل هناك تداخلا للقوات بيننا وبين العدو، وتلك ميزة لنا لأننا لا نخاف ورعب لهم لأنه لا ساتر ترابى يختفون وراءه ولا خط بارليف يحميهم، لذلك كانت حقول الألغام البديل الوقائى الدفاعى لهم، وفتحنا طرقا لنا فيها، والوحدات المقاتلة المصرية باتت فى قبضتها"روح" دولة الصهاينة ممثلة فى قواتهم المحاصرة بالثغرة، وهذه الوحدات دخلت فى منافسة من يرفع ويجلب أكبر عدد من ألغام العدو؟ هذا التحدى وتلك المنافسة ضحيتها حقول ألغامهم لدرجة وصول الأمر لدخول الحقل الواحد ثلاث مرات فى الليلة الواحدة، علما بأن اقتحام حقول ألغام العدو مقيد بتعليمات مستحيل تجاهلها.

مؤكد أن الله كان معنا فى دفاعنا عن أرضنا وعرضنا وشرفنا من أول يوم فتح للثغرات، وقبل أن ينتهى نوفمبر كانت المهمة قد انتهت، والثغرات التى أردناها تمت، والألغام التى زرعوها ما أردناه منها أصبح عندنا، والقائد الأعلى للقوات المسلحة الرئيس أنور السادات تلقى تمام استعداد القوات المسلحة التى فى قبضتها الثغرة، وفى انتظار امر تصفية الثغرة.


رحل نوفمبر وهو شاهد على أن نهايتهم باتت قريبة. كل عمليات حرب الاستنزاف الثانية نجحت وألحقت خسائر فى العدو، وأكدت قوتنا وأبرزت مهاراتنا وشجاعتنا، وكشفت معاناة العدو من تداخل القوات الذى حرمه من تدخل طيرانه ومدرعاته، والأهم من كل هذا وذاك أن المعركة القادمة الفاصلة ستكون فى أغلب مناطق الثغرة، معارك رجل لرجل، وهم يعرفون النتيجة مقدما.


وجاء شهر ديسمبر، ورجال القوات المسلحة المصرية التى فى قبضتها الثغرة ينتظرون قرار تصفيتها، بينما أقمار أمريكا وطائرات تجسسها رصدت الموقف الصعب الذى فيه العدو، وكان كل هم أمريكا خروج قوات الصهاينة من الثغرة سالمين، وجرت مفاوضات ومساومات وضغوط وانتهى الأمر بالتهديد، وانتهى ديسمبر وجاء يناير، وعقد الرئيس السادات اجتماعا لقادة القوات المسلحة، بعده جاء وزير خارجية أمريكا فى ذلك الوقت هنرى كيسنجر، والتقى الرئيس السادات فى أسوان، وفى هذا اليوم قالها كيسنجر للسادات صراحة وعلى المكشوف: إن قررتم تصفية الثغرة أمريكا ستدخل الحرب.


فى هذا اليوم توصل الرئيس السادات وكيسنجر إلى اتفاق وهو الأرض كل الأرض مقابل خروج الصهاينة من الثغرة أحياء بل وكل سيناء مقابل تأمين خروج قواتهم من الثغرة.


انسحبوا عندما وجدوا أن التخلى عن الأرض الحل الوحيد لخروجهم من الثغرة أحياء، وعندما وجدوا أنفسهم فى قبضة جيش مصر القوى.


• حتى لا ننسى فى 28 أكتوبر 1974 قرر مؤتمر القمة العربى السابع بالرباط اعتبار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعى والوحيد للشعب العربى الفلسطينى.


• عندما تضيق بك الدنيا فاعلم أن الفرج قريب وأن الله يستجيب الدعاء، وإذا اشتد الكرب هان، ونحن فى أزمات وقلق اِعلم أن الله يدبر أمورنا كلها.