في يوم واحد استشهد 42 فردا من أسرة أمريكيةذات أصول فلسطينية في غارات للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة، مشاهد لن يصدقها عقل أو يتقبلها قلب.
وعلى بعد آلاف الأميال من وحشية الحرب في غزة، لا يصدق طارق حمودة وزوجته منال فقدان ثلاثة أجيال من عائلتهما.
ويقول الزوجان الأمريكيان الفلسطينيان، اللذين يعيشان في مابل جروف بولاية مينيسوتا، إنه مر أكثر من أسبوع منذ أن علموا بمقتل 42 من أقاربهم في الحرب المستمرة بين قوات الجيش الإسرائيلي وقوات المقاومة في غزة، وما زالوا غير قادرين على فهم الأخبار بشكل كامل.
فاجعة أسرة أمريكية من أصول فلسطينية بسبب الحرب
وذكر طارق حمودة وزوجته منال وهما أمريكيان من أصل فلسطيني، بقطاع غزة أن عائلة زوجته فقدت في يوم واحد، 42 فردًا من 3 أجيال مختلفة، خلال قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة بداية من 7 أكتوبر حتى اليوم، وذلك بحسب ما ذكره موقع «ktvz».
وفي تصريحات صحفية أجراها «طارق»، أوضح أن أشقاء زوجته بالكامل بما فيهم أطفالهم، تعرضوا للقصف في منزلهم بحي الشيخ عجلين في مدينة غزة، ووثقه مقطع فيديو نُشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التقطه أحد الجيران يُظهر أن كل ما تبقى من مجمع العائلة المكون من ثلاثة مبانٍ، عبارة عن أكوام من الركام والتراب، كأطلال متفحمة وأنقاض.
وفاة 42 فردًا من أسرة واحدة
وأوضح «حمودة» أن زوجته «منال»، منذ أن وصلها خبر استشهاد عائلتها وهي في حالة من الصدمة: «حتى الليلة الماضية، كانت لا تصدق ما حدث لأسرتها وتٌنكره، وتشعر بالأسى الشديد حيالهم، فقد كانت تحب أسرتها بشكل كبير وأمضت الصيف الماضي معه».
بينما أضاف إياد أبو شعبان، ابن عم الزوجة منال، الذي يعيش في جنوب فلوريدا، أن الاحتلال لم يقتل واحد أو اثنين، وإنما دمر العائلة بالكامل، بداية من الأطفال بعمر 3 أشهر حتى كبار السن 77 عامًا، كما كان من ضمن الشهداء ابنه أحمد وعمه عصام أبو شعبان وزوجته ليلى، وهو ما وصفه بالإبادة الجماعية: وفقا له: «الغارات لم تقتل فردين أو ثلاثة، بل 42 شخصًا من عائلتنا، وهو الأمر الذي لم نصدقه حتى الآن».
وأشار أبو شعبان، إلى أنه قبل أن تشن قوات الاحتلال الإسرائيلي غاراتها على مجمع العائلة اتصلوا بالأسرة ليخبروهم بوجود نشاط عسكري في المنطقة، إلا أنهم لم يُطلبوا منهم إخلاء منزلهم على الإطلاق.
الحرب في غزة
وأعلنت إسرائيل الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر، بعد أن اخترقت قوات حماس الجدار الذي يفصل غزة عن إسرائيل وقتلت أكثر من 1400 شخص، واسرت أكثر من 220 آخرين، وفقًا للسلطات الإسرائيلية.
وردًا على ذلك، شنت إسرائيل غارات جوية مدمرة على قطاع غزة، وتقول إنها تريد تدمير حماس التي تحكم المنطقة الساحلية، لكن 2.2 مليون فلسطيني يعيشون هناك، غير قادرين على الهروب بسبب إغلاق المعابر الحدودية الإسرائيلية والمصرية، وقد وقعوا في مرمى النيران المتبادلة.
وتسببت الغارات الجوية الإسرائيلية في مقتل ما لا يقل عن 9000 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 21000 آخرين، وفقًا لأحدث الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في رام الله، المستمدة من مصادر في القطاع الذي تسيطر عليه حماس.
ويقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن 1.4 مليون شخص آخرين نزحوا داخليًا، بعد أن حذر الجيش الإسرائيلي السكان في شمال غزة بضرورة التحرك جنوبًا.
وقد دعا الناشطون وجماعات حقوق الإنسان والمسؤولون الدوليون جميعًا إلى وقف إطلاق النار، لكن الحرب مستمرة، وشهدت مرحلة جديدة من العمليات البرية الخطيرة.