قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

حروب مترو غزة| الجحيم ينتظر جيش الاحتلا.ل تحت الأرض.. أشباح كتائب القسا.م لا تنام

كتائب القسام بمترو غزة
كتائب القسام بمترو غزة
×

منذ اليوم الأول لعمليات طوفان الأقصى، وأعلنت القيادة الحاكمة بالكيان الإسرائيلي أن هدفها الذي تسعى إليه هو القضاء نهائيا على حماس، وأجمع كافة المتابعين، أنه لتحقيق هذا الهدف، فإنه يجب على إسرائيل أن تخوض معركة الوحل برمال غزة، وبالأخص معارك مترو غزة، وأنفاق على عمق يصل إلى 20 مترا تحت الأرض، وإن كانت الصواريخ والمدفعية والقصف الجوي يمه الأرض أمام التحرك البري، فإنها أسلحة لن تكون مجدية في حروب تحت الأرض، فكيف يتكون طبيعة تلك المعركة وأسلحتها؟.

[[system-code:ad:autoads]]

ذلك هو السؤال الذي بحثت عنه صحيفة الاندبندنت البريطانية، وتكشف لها عند صياغة رؤية الخبراء، أن جنود الجيش الإسرائيلي ينتظرهم كوابيس مؤلمة داخل تلك المعركة، وأن أشباح كتائب القسام صاحبة السطوة الأكبر داخل تلك الأنفاق، ومن معها من عناصر الفصائل الفلسطينية المسلحة الأخرى، سوف يكونون أصحاب اليد العليا في تلك المعركة كونهم يخوضونها على أرضهم التي صنعوها بأنفسهم، حتى خلصت الصحيفة إلى أنه يمكن أن تطيح أنفاق "حماس" التي تتمدد تحت الأرض بالعملية البرية الإسرائيلية في غزة، وعدم تحقيق أهدافها.

تلك المرة الأهداف متغيرة

كان الهدف من التوغلات القصيرة للجيش الإسرائيلي في عامي 2014 و2009 هو القضاء على مخازن أسلحة سرية لـ "حماس"، وليس "تدمير" الحركة بأكملها، وهو ما صرح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنه هو الهدف الوحيد هذه المرة، وسيكون هذا تدريباً على حرب المدن من الوزن الثقيل، وبطبيعة الحال، يعرف مقاتلو "حماس" عن طبيعة الميدان في غزة وشعابه أكثر بكثير من الغزاة الإسرائيليين. كما أن لديهم ترسانة من الأسلحة لا يعرف الجنود الإسرائيليون حجمها، بما في ذلك آلاف الطائرات المسيّرة.

وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن "حماس" ستعمل سراً من خلال شبكة معقدة من الأنفاق تحت الأرض تعرف باسم "مترو غزة"، وسوف يستخدمونها لتخزين الأسلحة ومراكز الاتصالات وإخفاء أكثر من 200 رهينة قاموا بأسرهم في الأراضي الإسرائيلية في 7 أكتوبر، وسيستخدمون الأنفاق أيضاً كمحطة انطلاق لكي ينصبوا كمائن للإيقاع بالجنود الإسرائيليين فيما يشق هؤلاء طريقهم بعناية وبطء عبر شوارع غزة.

آخر شهود العيان ... شبكة عنكبوتية

آخر من شاهد تلك الأنفاق من طرف الكيان الإسرائيلي كانت إحدى الأسيرات التي تم الإفراج عنهم، والتي وصفت ما رأته في رحلتها الحربية بقطاع غزة، والعمليات الإسرائيلية واسعة النطاق تهدف لرصد ما وصفته إحدى الأسيرات اللواتي أطلق سراحهن أخيراً بأنه "شبكة عنكبوتية" من الأنفاق، وكانت ولا تزال تمثل أولوية قصوى، وقد حرص هؤلاء الجنود وقادتهم في معرفة كل تفصيلة جمعتها أجهزتها الاستخباراتية، أو ما روته أسيرتهم، أو ما قاله جنود حماس المأسورين في سجون تل أبيب.

ولكن في هذه الأثناء، سيكون الجنود على الأرض عرضة لهجمات مفاجئة من مقاتلي "حماس " الطالعين من تحت الأرض، وقد بدأوا الآن في دخول بعض هذه الأنفاق على أمل أن يتمكنوا من الحؤول دون هجمات كهذه، ووفقا لما تحدث به الخبراء لصحيفة الـ "اندبندنت"، فإن هناك صعوبة التنقل في هذه الأنفاق والمشكلات التي لا تعد ولا تحصى التي تواجه إسرائيل [في سياق محاولتها نسف هذه الأنفاق].

1370 نفقا على عمق يصل لـ20 مترا

أمضت "حماس" أكثر من 15 عاماً في بناء شبكة من الأنفاق تحت أراضي القطاع، تُعرف باسم "مترو غزة" منذ انتخابها للسلطة في القطاع في عام 2006، وتزعم وزارة الخارجية الإسرائيلية أنه ما لا يقل عن 1370 نفقاً شُيد منذ عام 2007، ويتراوح عمقها في الغالب بين 10 و20 متراً تحت الأرض كما يصل ارتفاعها إلى مترين، وهنا يقول كولين بي كلارك، مدير البحوث في "مجموعة صوفان"، وهي شركة استشارات استخباراتية، إن القتال في هذه الأنفاق هو أشبه بـ "سيناريو كابوسي" بالنسبة إلى إسرائيل.

ولفت كلارك إلى "أن الاستعداد للقتال في مثل هذه التضاريس أمر صعب للغاية وسيقتضي [جمع] معلومات استخباراتية واسعة النطاق حول خريطة شبكة الأنفاق، وهي معلومات لا يملكها الإسرائيليون"، وتابع "أن تطهير الأنفاق هو سيناريو كابوسي بالنسبة إلى الجنود الذين يقومون بذلك، وهي عملية بطيئة ومنهجية مثلها مثل حرب المدن التي تجري على الأرض".

طائرات بدون طيار أرضية .. أجهزة ستلجأ إليها إسرائيل

وزاد بي كلارك "من الممكن استخدام إسرائيل لعدد من الأسلحة المختلفة عن أسلحة المرحلة السابقة، ومنها طائرات من دون طيار أرضية متنقلة، وكذلك مركبات أرضية غير مأهولة، وغيرها من الميزات الاستخباراتية لرسم خرائط للأنفاق والتعرف [إلى أمكنة] الفخاخ المتفجرة قبل إرسال الجنود لتطهيرها".

وأضاف: "يمكن أيضاً استخدام بعض الذخائر التي يتم إطلاقها من الجو، ويُشار إليها باسم "خارقة للتحصينات"، غير أن هذا النوع من الذخائر يستخدم بشكل أساسي لاستهداف القيادات الرئيسة ونواة التحكم الرئيسة، كما أن كثافة التضاريس الحضرية في غزة قد تحدّ من الاعتماد عليها بسبب الأضرار الجانبية التي يتوقع أن تنجم عن ذلك".

تلك هي التهديدات المتزامنة المتوقعة

ووفقا لتقرير الصحيفة البريطانية، فإنه سيكون على الجنود الإسرائيليين أن يجتازوا سلسلة من الخطوط الدفاعية التي أقامتها "حماس"، وتشتمل هذه الدفاعات على الألغام ومواقع كمائن و[قواعد إطلاق] قذائف الهاون، طبقاً لمراجعة حديثة أجراها ناداف موراج، وهو مستشار أمني إسرائيلي سابق، وثمة شكوك تنتشر على نطاق واسع بأن المناطق ستكون أيضاً مفخخة، بما في ذلك الأبواب المحملة بالمتفجرات، كما سيتمركز القناصة في أماكن مموهة، لكي يطلقوا النار على الجنود وهم يشقون طريقهم في الشوارع.

"مسيّرات، مسيّرات، مسيّرات" ... وتواجه القوات الإسرائيلية في غزة أيضاً تهديداً من الطائرات من دون طيار، فإن المراقبة التي تقوم بها "حماس" عن طريق المسيّرات ستزيد من احتمالية تعرّض موقع الإسرائيليين للخطر، ومن الممكن أن يدخل الجنود [بالصدفة] في مناطق مزروعة بالألغام، أو يسيروا في منطقة تقع في مرمى القناصين، أو يجدوا أنفسهم فجأة وسط مجموعة من مقاتلي "حماس" الذين يسترشدون بتوجيهات تصلهم عبر البث المباشر من مشغلي الطائرات من دون طيار.

الخطر الجوي سيكون فعالا

وستكون الدبابات وناقلات الجنود المدرعة وكاسحات الألغام الإسرائيلية أيضاً في مرمى الذخائر التي ترميها مسيّرات رباعية المراوح، وقد أظهر مقطع فيديو من 7 أكتوبر أن الطائرات الرباعية المراوح قد استخدمت بشكل ناجح [من قبل حماس] في استهداف دبابة إسرائيلية، ولكن الأمر الأكثر أهمية من كل ما عداه هو أن القوات الإسرائيلية ستضطر إلى البحث بشكل مستمر للتحقق من عدم وجود مسيّرات انتحارية وهي رشيقة وخفيفة الحركة، ونظراً لصغر حجمها وسرعتها، من الصعب إسقاطها، وسيتم نشر هذه الطائرات من دون طيار ذات الاستخدام الواحد، والمحملة بالمتفجرات، لتوجيه ضربات للغزاة على غرار الهجمات الانتحارية.

وقال فيديريكو بورساري، وهو خبير في حرب المسيّرات، لصحيفة "اندبندنت" إن هذا التهديد الجوي يشكّل ضغطاً كبيراً على الجنود، وأضاف "إذا كنت في خطر وتجازف بالتعرض [إلى الاستهداف] بالمسيّرات من الأعلى، فإن الضغط [الذي ترزح تحته] سيكون كبيراً للغاية"، وزاد "سيكون لها [المسيّرات] عواقب مهمة بالنسبة إلى أداء القوات الإسرائيلية."

دخول الأنفاق ليس نهاية المطاف.. تلك مخاطر المرحلة الثانية

وقال الخبراء إن [الغزاة] في المرحلة الثانية من الهجوم الإسرائيلي، التي تبدأ بمجرد السيطرة على مواقع "حماس" الرئيسة، سيحافظون على وجود لهم [سيرابطون] في القطاع، أقله بشكل موقت، وهذا ينطوي على مشكلات جديدة، قد كتب السير توم بيكيت، الفريق المتقاعد من الجيش البريطاني، في مقال لـ "المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية" (IISS)، قائلاً إنه "بمجرد أن تتوقف [إسرائيل] عن الهجوم وتبدأ في الاحتلال، فإنها ستفقد زمام المبادرة جراء تحولها إلى قوات متمركزة في مواقع ثابتة".

فهذا يعني أنهم سيواجهون تهديداً متزايداً من المتمردين المختبئين بين المدنيين أو في الأنفاق التي لم تكتشف في المرحلة الأولى من الهجوم، جراء التزامها الهدوء إلى حد كبير [وهي مصدر خطر كامن]، وإلى أن يتم إنقاذ جميع الرهائن وتحييد "حماس"، سيكون من الصعب على القوات الإسرائيلية أن تغادر القطاع إلا إذا أرادت أن تخفق في تحقيق هدفها المعلن المتمثل في تجريد هذه الحركة من القدرة على "إحياء" نفسها [تجديد صفوفها] من جديد.

مهمة أخيرة حتى لا تدعي حماس النصر

وقال ديفيد ماكوفسكي، خبير العلاقات العربية- الإسرائيلية في معهد واشنطن، إن هذا "السقف العالي" الضروري لنجاح إسرائيل يعني أن هناك "سقفاً منخفضاً" أمام "حماس" لادعاء النصر، وفي حديثه مع الصحيفة البريطانية، أوضح أن بإمكانهم [مقاتلي حماس] "الظهور" في أعقاب الهجوم والترويج لنجاتهم على أنها نجاح.

وهذا يسلط الضوء على حاجة إسرائيل إلى القضاء بطريقة أو بأخرى على التهديد الذي تمثله "حماس" قضاءً مبرماً من دون البقاء لوقت طويل في موقف ضعيف داخل القطاع، ويشتمل ذلك على إنجاز المهمة شبه المستحيلة المتمثلة في تطهير الأنفاق.