قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أرشدنا إلى كل ما فيه خير وفلاح في الدنيا، بأن الله- سبحانه وتعالى- جعلبحكمته لكل شيء في هذه الدنيا سببا.
وتابع: فجعل الولد يأتي بالزواج، والمريض يشفى بالدواء، وكذلك جعل القضاء يرد بالدعاء، والعمر يزيد بالبر، كما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث: "لا يرد القضاء إلا الدعاء"، أي: الأمر المقدر، فالدعاء يكون سببا في عدم نزول البلاء المقدر لذلك الشخص، وقيل: رده هو تهوين وتخفيف ما نزل على العبد منه.
[[system-code:ad:autoads]]
وأضاف: “ولا يزيد في العمر إلا البر”، أي: الطاعات، والإحسان إلى الوالدين والأرحام وسائر الناس؛ فهي سبب في زيادة العمر، وقيل: الزيادة المعنية هي البركة في وقته وعمره، وكل من رد القضاء بالدعاء.
وبين أن زيادة العمر بالبر- إنما هما من الأمور المكتوبة للشخص عند الله سبحانه وتعالى في اللوح المحفوظ، وقد سبقت في علم الله سبحانه وتعالى، لكن الأمر فيها من باب الأسباب والمسببات، كالدواء للمريض، ونحو ذلك، وكذلك من شأن ذنب أن يحرم العبد من الرزق ، حيث إن الذنوب والمعاصي من أكبر أسباب ضيق الرزق وكدر العيش.
آية في القرآن تجلب الرزق وتسد الدين
أكد العلماء أن تقوى الله عز وجل والأخذ بالأسباب من أهم أبواب الرزق، وأداء حقوق العباد و شكر الله -تعالى- على النعم، لقوله -تعالى-: (لئن شكرتم لأزيدنكم). "إبراهيم:7"، وكثرة الاستغفار والصدقة وصلة الأرحام، وتقوى الله عز وجل أفضل أبواب سعة الرزق قال الله تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب). "سورة الطلاق
ووردت آية كريمة في القرآن تجلب الرزق تؤكد على أهمية الاستغفار فهو من أوسع أبواب الرزق قال الله تعالى: (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا* يرسل السماء عليكم مدرارا* ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا)، "سورة نوح: 10-12" كل مسلم عليه أن يكثر من الاستغفار، حتى يزيد الله من رزقه.
ونصح عدد من العلماء بقراءة سورة الواقعة لأنها تجلب الرزق لما روى الهيثمي في معجم الزوائد أن عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - قال: قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة الواقعة فلما بلغت فروح وريحان قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فروح وريحان يا ابن عمر، ومن أصح ما جاء في فضائل وأسرار سورة الواقعة ما روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة أبدا وقد أمرت بناتي أن يقرأنها كل ليلة»، وقراءة الواقعة باب من أبواب الرزق كما في الحديث؛ من قرأها لم يفتقر ومن داوم عليها استغنى؛ حيث سميت في موضع آخر بسورة الغنى، وفي صحة ذاك الحديث نظر.
اقرأ المزيد:
افضل طريق للاستغفار فضلها كبير في جلب الرزق
موانع الرزق
وأضافت الدكتورة دينا أبو الخير، في بث مباشر على صفحة موقع صدى البلد، أن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا، وعلى المسلم أن يحرص أن يكون ماله كله من الحلال الصافي.
وأشارت إلى أن من أهم الأمور التي تمنع الرزق عن المسلم، هو البخل والشح، وهذه الصفة موجودة كثيرة في مجتمعنا، لأن كثير من النساء تشتكين من أزواجهن بسبب هذه الصفة.
وذكرت أن الرجل الذي يحرم من العطاء والكرم، هو بالتأكيد محروم من أهم أنواع الرزق، فالبخل والشح من موانع الرزق، والعكس أن الكرم والعطاء من أهم أنواع الرزق.
واستشهدت بما ورد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكا تلفا) متفق عليه.
وأكدت أن المسلم الذي ينفق ماله ويعطي المحتاجين من حوله، فالله تعالى يزيده ويبارك في ماله وأولاده، أما البخيل والشحيح فيؤدي هذا الأمر إلى قلة الرزق وعدم البركة فيه.
ما هي الذنوب التي تمنع الرزق؟
وأوضحت، هناك ذنوب تمنع الرزق، ومنها قطع الرحم فهي من الأمور التي تمنع الرزق، بدليل قول النبي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: من أحب أن يبسط له في رزقه، وأن ينسأ له في أثره, فليصل رحمه. أخرجه البخاري.
كما أن الإعراض عن ذكر الله من الأمور التي تمنع الرزق وتجلب ضنك المعيشة، لقول الله تعالى (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا).
وأكدت دينا أبو الخير، أن عدم إخراج الزكاة، من ضمن موانع الرزق، فمن لم يخرج حق الله في ماله، فوالله لن يرزقه الله من ماله.
كما كشفت الدكتورة دينا أبو الخير، الداعية الإسلامية، عن موانع الرزق في الإسلام والأمور التي لو فعلها المسلم ستمنع عنه الرزق.
وقالت دينا أبو الخير، في بث مباشر لصفحة موقع صدى البلد، على فيس بوك، إن أول موانع الرزق في الإسلام، هي عدم الأخذ بالأسباب، وعدم السعي وراء الرزق في الأرض.
وأشارت إلى أن الله- تعالى- هو الرزاق، وعلى المسلم السعي وراء الرزق، وأن يتوكل على الله في طلب الرزق، ويحذر من التواكل في طلب الرزق، والفرق بينهما كبير.
وذكرت أن التوكل على الله هو التوجه إلى الله بالدعاء، مصاحبا السعي والعمل والجد والاجتهاد لطلب الرزق، أما التواكل فهو السكون والتخاذل وعدم السعي وراء الرزق.
واستشهدت بحديث النبي الذي يقول فيه (لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصا وتروح بطانا).
وذكرت دينا أبو الخير، أن السبب الثاني من موانع الرزق، هو الاعتماد على الأسباب، لأن هناك فئة من الناس تعتمد على الأسباب وتترك الخالق الرازق- جل وعلا-.
وأوضحت، أن هناك من يعتمد على علم أو مال أو سلطة، أو طالب يدخل الامتحان وقد اجتهد وذاكر جيدا، فهنا قد اعتمد على نفسه و "من اعتمد على نفسه ضل" ولكن على المسلم في هذه الحالة أن يأخذ بهذه الأسباب مع التقرب إلى الله والمحافظة على العبادات والدعاء إليه- عز وجل.