مقاطعة المنتجات الأجنبية، حملة أطلقها المصريون لمقاطعة كافة المنتجات الأجنبية بمختلف أنواعها، وذلك تزامنًا مع أحداث حرب غزة وقصف العدوان الإسرائيلي عليها، ليمتنع المصريون عن شراء المنتجات الأجنبية والاتجاه إلي المنتجات المحلية المصرية.
واتجه المصريون للبحث عن المنتجات المصرية المحلية، لشرائها بدلًا من المنتجات الأجنبية، لتبرز بعض المنتجات المصرية وتتفوق علي المنتجات الأجنبية، ومنها مشروبات "سبيرو سباتس" الغازية.
مشروب "سبيرو سباتس"
وتعيش الشركة المصرية القديمة سبيرو سباتس أيام ازدهار جديدة، حيث ارتفع الإقبال عليها خلال الأيام القليلة الماضية. وتعد سبيرو سباتس واحدة من أقدم الشركات المصرية المتخصصة في إنتاج المشروبات الغازية، ولها تاريخ يمتد لأكثر من مئة عام. وفي هذا التقرير، سنلقي نظرة على نجاحاتها الحديثة ومكانتها في السوق المصرية.
وعقب تجربة أكثر من منتج مصري بديلًا عن المشروبات الغازية الأجنبية المختلفة، نال مشروب "سبيرو سباتس" الغازي إعجاب عدد كبير من قبل المواطنين والمحبين للمشروبات الغازية.
وبدا رواد السوشيال ميديا، السؤال عن أماكن ومنافذ بيع مشروب "سبيرو سباتس" الغازي، ليتصدر "سبيرو سباتس" تريند مواقع التواصل الاجتماعي، ويحقق أرباحًا خيالية في مدة زمنية قصيرة داخل السوق المصري.
أول زجاجة "حاجة ساقعة" في مصر
وتفاجأ بعض من المواطنين ورواد السوشيال ميديا، بأن مشروب "سبيرو سباتس" الغازي يعد أول زجاجة "حاجة ساقعة" في مصر، وهو منتج مصري مطروح في السوق منذ 100 عام.
وكان أول ظهور لمشروب "سبيرو سباتس" عام 1920، وتعد شركة "سبيرو سباتس" أول شركة للمشروبات الغازية في مصر، ومتوفر "سبيرو سباتس" بعدد من النكهات المختلفة في السوق، ومنها: التفاح، العنب، الاناناس، اليوسفي، الليمون، والخوخ.
تاريخ "سبيرو سباتس"
ويرجع اسم "سبيرو سباتس" نسبه لاسم مؤسس وصاحب مصنع "سبيرو سباتس" في مصر، والذي كان منشأه في اليونان عام 1885، وجاء إلى مصر في الـ15 من عمره، وبدأ الخواجة اليوناني "سبيرو سباتس" في مصنعه عام 1920.
وكانت أول زجاجة غازية يتم إنتاجها في مصر ليمونادا سباتس، وكان ديوان الملك فاروق يستخدم منتجات مصنع "سبيرو سباتس" من الصودا والليمون داخل أروقته، كما استخدم الزعيم الراحل جمال عبدالناصر منتجات مصنع "سبيرو سباتس" تشجيعًا للصناعات الوطنية.
زيادة 300% من مبيعات الشركة
وقال يوسف طلعت، رئيس مجلس إدارة شركة "سبيرو سباتس"، أنه عقب الاتجاه الملحوظ من قبل المواطنين لشراء منتج "سبيرو سباتس" ارتفعت مبيعات الشركة بنسبة 300%.
وأشار طلعت، إلى أن والده طلعت عطوان قد اشترى الشركة من اليوناني سبيرو سباتس عام 1998 وكانت هي المشروب المفضل لدى الشعب المصري والمشاهير منهم أم كلثوم وعبد الحليم، واستمرت الشركة في إنتاجها الضخم إلى عام 2014 إلى أن توقفت بسبب موت الأب صاحب الشركة والظروف الاقتصادية حينها، إلى أن عاد الجيل الثالث، الأبناء، مينا يوسف مرقس عام 2019 إلى تطوير الشركة وإطلاقها بشكلها الحديث.
وتابع رئيس الشركة، أنه عقب زيادة الطلب علي المنتج، تم وضع خطة لتغطية الطلبات علي مستوي محافظات الجمهورية بأكملها، ومن المقرر طرح مشروب كولا ودايت لتر في الأسواق خلال الفترة المقبلة.
وقال: "نحن نعمل على مدار 24 ساعة لتلبية احتياجات السوق، ولدينا القدرة على ذلك". وأشار إلى أنهم نجحوا في توسيع تواجدهم إلى مناطق جديدة في مصر وجلبوا المشروب إلى أماكن لم يكن متوفرًا فيها من قبل. كما بدأت بعض سلاسل المطاعم في التعاقد معهم كبديل للمشروبات الأخرى.
أسعار سبيرو سباتس ثابتة ولم تتغير
وأشار أحد المسئولين داخل شركة "سبيرو سباتس"، إلى أن المنتج متوافر داخل السوق المصري وعليه طلب كبير، والشركة تعمل علي توفير المنتج بنسبة كبيرة داخل السوق المصري.
وعقب أن أسعار منتجات الشركة ثابتة ولم تتغير، والمنتج المصري متواجد في السوق منذ زمن ولم يختفي في أي وقت، وما يحدث الآن من زيادة الطلب عليه هو ارجاع المنتج المصري لمكانته مرة أخري.
"سبيرو سباتس" تعلن عن وظائف خالية
وأعلنت شركة "سبيرو سباتس" عن حاجتها لتعيين 56 وظيفة داخل الشركة، بعدد من المحافظات المختلفة، وذلك عقب زيادة معدل الإنتاج لزيادة الطلب عليها في السوق المصري.
واألنت شركة "سبيرو سباتس" في بيان لها، أنها تحتاج 15 مندوب بيع تجزئة برخصة أو بدون في القاهرة والجيزة والإسكندرية، و8 مشرفين بيع جملة القاهرة والجيزة ومحافظات وجه قبلي «الصعيد» ومحافظة البحر الأحمر، و4 محاسبين خبرة إناث أو ذكور، و4 مدخلين بيانات إناث أو ذكور، و4 مناديب تحصیل، و2 مندوب کبار عملاء، و2 أخصائي موارد بشرية إناث أو ذكور، ومدير حركة للسيارات، ومدير مبيعات للتصدير.
نجوم الوسط الفني وحملة المقاطعة
وعلق عدد من نجوم الوسط الفني، علي حملة المقاطعة التي دشنها المصريون، لدعم المنتجات المصرية والامتناع عن المنتجات الأجنبية علي غرار أفعال جيش العدوان الإسرائيلي وحربهم علي فلسطين.
وعلقت الفنانة داليا مصطفي، علي حملة مقاطعة المنتجات الأجنبية عبر حسابها الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "انستجرام"، كاتبة: "لو سمحتوا اعملوا مقاطعه لكل اللي زي ستاربكس وماكدونالدز لوريال وغيرهم انا فعلا استغربت امبارح وانا ماشيه ولقيت ناس قاعده عند استاربكس وصله دهشور في زايد شئ غريب احنا مش في ادينا حاجه بس علي الاقل نعمل مقاطعه لكل اللي معاهم مهما كان على الاقل لما تتسأل يوم القيامه ترد باللي قدرت عليه”.
كما علق الفنان محمد صبحي، علي حملة مقاطعة المنتجات الأجنبية، في تصريحات تليفزيونية له: "هناك أصوات كثيرة خرجت على الفيسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي تنادي بالمقاطعة، انت بتعمل مقاطعة للمصريين، هم اشتروا بس الماركة، الجدعنة إعمل مبادرة قول للمصريين اللي بيعيشوا في الخارج وعددهم كبير والعرب اللي عايشين في الخارج في أوروبا وأمريكا قاطعوا الحاجات دي تقع بره”.
في الختام، يجدر بالذكر أن الصناعة المصرية لديها القدرة على التنافس مع المنتجات المستوردة بنجاح. إن وجود شركات مصرية تقدم منتجات عالية الجودة وبأسعار تنافسية يجعلها قادرة على الاستغناء عن المنتجات المستوردة بشكل كبير.
إن تجربة شركة سبيرو سباتس تعكس قصة نجاح لشركة مصرية تاريخية تمكنت من التجديد والتنافس في السوق بنجاح. بفضل جودة المنتج والتفرد في النكهات والالتزام بالقيم المصرية، نجحوا في استعادة مكانتهم في القلوب والأذهان. ومن المتوقع أن يستمر نجاحهم وتوسيع تواجدهم في الأسواق المصرية وخارجها.