الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل يجوز للرجل صلاة الفجر في المنزل؟.. 10 حقائق ينبغي معرفتها

صلاة الفجر في المنزل
صلاة الفجر في المنزل

لا شك أن ما يطرح استفهام هل يجوز للرجل صلاة الفجر في المنزل ؟، هو أهمية تلك الصلاة المكتوبة وفضلها العظيم ، حيث إن صلاة الفجر هي أولى صلوات النهار ، والتي لا ينبغي لعاقل تفويتها أيًا كانت الظروف ، وإن كنا نتفق على فضل أدائها العظيم في البيت أو المسجد ، فهذا بالنسبة للمرأة، لكن لايزال السؤال مطروحًا عن هل يجوز للرجل صلاة الفجر في المنزل سواء كان منفردًا أو جماعة أم يجب أن يؤديها في المسجد ؟.

هل يجوز للرجل صلاة الفجر في المنزل

قال الشيخ عمرو الوردانى، أمين الفتوى ومدير إدارة التدريب بدار الإفتاء المصرية، إن مسألة صلاة الرجال في المسجد الأصل فيه، اختلاف العلماء، فهناك من جعلها فرض كفاية، وهناك من جعلها سُنة.

وأوضح «الورداني» خلال البث المباشر لدار الإفتاء، في إجابته عن سؤال: « هل يجوز للرجل صلاة الفجر في المنزل
؟، ما حُكم صلاة الرجل في المنزل؟، برجاء ذكر السند الشرعي والدليل؟»، أنه على كل حال الصلاة في المسجد لها فضيلة عظمى سواء في السير إلى المسجد، أو صلاة الجماعة، منوهًا بأن كل خطوة يخطوها الرجل إلى المسجد إحداها تحُط خطيئة، والأخرى ترفع درجة، وصلاة الرجل في الجماعة تفوق صلاته منفردًا في بيته.

وأضاف أن صلاة الرجل في بيته منفردًا أو في جماعة صحيحة، لكن لا أحد يترك فضل صلاة الجماعة في المسجد، والتي هي من شعائر المسلمين التي يظهر بها دين اللإسلام، ففي صلاة الجماعة يد الله فوق الجماعة وينظر إليهم ويذكرهم فيمن عنده.

صلاة الفجر

 فَرَضَ الله تبارك وتعالى على المُسلمين رِجالًا ونساءً أداء خمس صلواتٍ بشكلٍ يوميّ، وجَعَل الله تعالى الصلاة واجبةً في أوقاتٍ مُحدّدة، وتختلف الصلوات في عدد الركعات من وقت صلاةٍ لأخرى، وفرضُ صلاة الفجر أقلّ الصلوات عددًا ولكن هي أكثرها أهميّةً؛ فصلاة فرض الفجر ركعتان فقط، إلا أنّها تحتلّ الأهميّةَ والمَكانة الأكبر بين جميع الصّلوات لزيادة المشقّة فيها عن غيرها من الصلوات.

 وتُعدّ سُنّة الفجر من أكثر السّنن تأكيدًا، فقد كان النّبي -صلى الله عليه وسلم- يُداوم عليها في الحضر والسفر، ويُصلّيها ركعتين قبل ركعتي الفرض. إنّ صلاةَ سنة الفجر هي عبارةٌ عن ركعتين خفيفتين يؤدّيهما المُسلم بعد أذان الفجر؛ بحيث يُصلّيهما قبل إقامة صلاة الفجر، فعن أم المؤمنين حفصة -رضي الله عنها- (أنّ رسول الله -عليه الصلاة والسلام- كان إذا سكت المؤذن من الأذان لصلاة الصبح، وبدا الصبح، ركع ركعتين خفيفتين قبل أن تقام الصلاة). 

آخر وقت صلاة الفجر

 قال الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن آخر وقت صلاة الفجر ، إن صلاة الفجر فرض عَين على كل مسلم ومسلمة ذكرًا كان أو أنثى بالغًا عاقلًا، وهي من أهمّ الصلوات المكتوبة وأقربها إلى رب العزة تبارك وتعالى، منوهًا بأن وقت الصلاة نوعان.

وأوضح «شلبي» في إجابته عن سؤال: « ما آخر وقت صلاة الفجر ، لتكون حاضرًا وليست قضاءً؟» ، أن الصلوات يتم الحكم عليها بأمرين، إما الأداء حاضرًا أو القضاء، مشيرًا إلى أن أداء صلاة الصبح حاضرًا فيبدأ وقتها منذ أذان الفجر وينتهي مع طلوع الشمس، والذي قد يتراوح ما بين الساعة والساعة والنصف أكثر قليلًا أو أقل.

وتابع: أيًا ما يكون هذا الوقت، فهو يكون وقت أداء صلاة الصبح حاضرًا وهو الوقت الطبيعي الذي ينبغي الحفاظ عليه، وفي حال خروج هذا الوقت، حيث استيقظ الشخص بعد طلوع الشمس، فهل قضاء صلاة الصبح لها وقت محدد؟، فقال العلماء أن القضاء يكون ممتد الوقت ولا آخر أو حد له، فقد يُقضى اليوم أو بعد ألف عام.

 وأضاف: إلا أنه لا ينبغي على الشخص أن يؤخر القضاء، لأنه قد ينسى وقد يموت قبل القضاء فيضع نفسه في حرج، فعليه أن يبادر بقضاء ما فاته من صلوات بمجر أن يتذكر ، منوهًا بأن هذه نصيحة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أنه قال: « فَإِذَا نَسِيَ أَحَدُكُمْ صَلاَةً، أَوْ نَامَ عَنْهَا، فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا».

وقت صلاة الفجر الحقيقي

يعد  وقت صلاة الفجر الحقيقي ووقت صلاة الصبح هما وقت واحد لأن صلاة الصبح وصلاة الفجر هما تسميتان لصلاةٍ واحدةٍ، فلا فرق بين كلٍ من الفجر والصبح، وقد ورد في الأحاديث النبوية الشريفة إطلاقُ التسميتين على الصلاة نفسها، فقد رُوي عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: «مَن صلَّى الصُّبحَ في جَماعةٍ فَهوَ في ذمَّةِ اللَّهِ تعالَى»، وعن وقت صلاة الفجر الحقيقي ورُويت أحاديث عنه -عليه الصلاة والسلام استخدم فيها لفظ صلاة الفجر، جاء في الحديث الشريف: «فضلُ صلاة الجميعِ صلاةَ أحدِكم وحدَه، بخمسةٍ وعشرين جزءًا، وتَجتمع ملائكةُ الليلِ وملائكةُ النهارِ في صلاةِ الفجرِ».

وقت صلاة الفجر الحقيقي هو الوقت الذي يكون فيه المسلمون نائمين، ولذلك فإنّ مَن يُصلّي الفجر يُجاهِد النفس جهادًا عظيمًا لينتصر على لذّة النوم والراحة، فيضطرّ لقطع النوم والراحة وأداء ما فرض الله تبارك وتعالى عليه ابتغاءً لمَرضاته تعالى، وطلبًا لمحبّته ومغفرته ورحمته وطمعًا بجنته، لذا كان أداء صلاة الفجرالحدّ الفاصل بين الإيمان والنفاق. 

متى ينتهي وقت صلاة الفجر

 يَبْدَأ وقت صلاة الفجر من طلوع الفجر الصادق، وينتهي بطلوع الشمس، لحديث عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: «وَوَقْتُ صَلاَةِ الصُّبْحِ مِنْ طُلُوعِ الْفَجْرِ مَا لَمْ تَطْلُعِ الشَّمْسُ» أخرجه مسلم.

وأكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن من شروط صحة الصلاة دخول وقتها المحدد لها شرعًا، وتحديد مواقيت الصلاة بيَّنها القرآن الكريم قال تعالى: «إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا» (النساء:103)، وقد بين الرسول -صلى الله عليه وسلم- المواقيت بيانًا واضحًا لا لبس بعده، ففي حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما بيان وقت كل صلاة وجاء فيه أن وقت الصبح من طلوع الفجر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ووقت صلاة الصبح من طلوع الفجر ما لم تطلع الشمس» (رواه مسلم).

 فضل صلاة الفجر في أول وقتها

ورد في فضل صلاة الفجر في أول وقتها أن لها عدة فضائل؛ فالمُحافظة عليها فيها مَرضاةٌ لله سبحانه وتعالى، ومن فضائلها: حضور الملائكة لصلاة الفجر؛ فقد وَرد عن رسول الله عليه الصلاة والسلام: «تجتمِعُ ملائكةُ اللَّيلِ وملائكةُ النَّهارِ في صلاةِ الفَجرِ، وصلاةِ العَصرِ، فيجتَمِعونَ في صَلاةِ الفجرِ، فتصعَدُ ملائكةُ اللَّيلِ، وتَثبتُ مَلائكةُ النَّهارِ، ويجتمِعونَ في صلاةِ العَصرِ، فتصعَدُ ملائكةُ النَّهارِ، وتثبُتُ ملائكةُ اللَّيلِ، فيَسألهُم ربُّهم: كيفَ تَركتُم عِبادِي؟ فيقولونَ: أتَينَاهم وهُم يُصلُّونَ، وتركنَاهُم وهم يُصلُّونَ، فاغفِرْ لهم يومَ الدِّينِ».

فضل صلاة الفجر 

1. تجلب الرزق الواسع يقول عليه الصلاة والسلام: «اللهم بارِكْ لأمتي في بكورها، وكان إذا بعث سَرِيَّةً أو جيشًا بعثهم أولَ النهارِ، قال : وكان صخرٌ تاجرًا فكان يبعثُ في تجارتِه أولَ النهارِ فأثْرَى وكثُرَ مالُه».

2. تطرح البركة في الرزق.

3. طيب النفس وصفائها.

4. حصد الحسنات صلاة الفجر في وقتها وفي جماعة لها فضل وثواب عظيم كما أنها من أسباب تحصيل الأجر الجزيل العظيم.

5. الحفظ في ذمّة الله، فهو ضمان الله -سبحانه وتعالى- وأمانه وعهده، وليس لأحدٍ أن يتعرّض للمصلّي بسوء.

6. شهادة الملائكة له وتشريف من الملائكة برفع أسماء من صلّى الفجر لله عز وجل.

7. دعاء الملائكة واستغفارها لمن يصلي الفجر.

8. أجر قيام الليل فصلاة الفجر تعدل قيام ليلة كاملة.

9. دخول الجنة لمن يصلّي الفجر، يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : (مَن صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ).

10. أجر حجة وعمرة .

11. صلاة الفجر تجعل الإنسان فى ذمة الله سبحانه وتعالى طوال اليوم.

12. رؤية الله سبحانه وتعالى فصلاة الفجر لها في الإسلام مكانةٌ عظيمةٌ؛ فهي من أهمّ الصلوات المكتوبة وأقربها إلى رب العزة تبارك وتعالى، فـ صلاة الفجر تُظهر قُرب المسلم من خالقه؛ حين يقوم وينهضُ من نومه في وقت الفجر «وهو وقت يكون الناس فيه نيامًا»، فيقوم ويتوضّأ ويَخرج في هذا الوقت في ظُلمةِ الليل متجاوزًا برد الشتاء وحر الصيف؛ ليُطيع الله تعالى، وليقوم بما أمره به ربُّ العزة تبارك وتعالى من صلاة الفجر .

13. هي خير من الدنيا وما فيها إذا التزم المسلم بها؛ وذلك لِعِظَم فضلها وأجرها عند الله سبحانه وتعالى، فقد وَرَدَ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «ركعَتا الفَجْرِ خَيرٌ مِنَ الدُنيا وما فيْها ».

14. صلاة الفجر في جماعة أنها النّور التّام للعبد المسلم المؤمن يوم القيامة، وهذا الفضل والأجر لمن يشهد صلاة الفجر مع الجماعة، فقد جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «بشّرِ المَشائيْنَ فيْ الظُلمِ إلى المَسَاجدِ بالنُور التّامِ يومَ القيْامَة».

15. صلاة الفجر تجعل المسلم بحماية الله ورعايته، فقد رُوِيَ عن النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- أنه قال: «مَنْ صَلّى الصُبحَ فَهوَ فيْ ذِمَة الله».

16. صلاة الفجر من أسباب النّجاة من النّار.

17. فيها البشارة بدخول الجنّة؛ فقد ورد عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنه قال:«مَن صلَّى البردَينِ دخَل الجنةَ»، متفق عليه، والمقصود بالبردين هنا هما صلاتي الصّبح والعصر، وقد ثبت الترغيب في أن يؤدّي المسلم صلاة الصّبح في جماعة.

18. أنها ضمانُ للمسلم -بالتزامه بـ صلاة الفجر - بقاءه في صفّ الإيمان والأمن من النفاق.

19. تقي من عذاب الله وغضبه وعقابه.

20. الدعاء بعدها مستجاب ، لأنها في أفضل الأزمنة ، كما أنها من الصلوات المكتوبة التي يستجاب بعدها الدعاء.

حكم صلاة الفجر

ورد أن صلاة الفجر فرض عَين على كل مسلم ومسلمة ذكرًا كان أو أنثى بالغًا عاقلًا، وهي من أهمّ الصلوات المكتوبة وأقربها إلى رب العزة تبارك وتعالى، كما أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد أخبرنا بفضل الصلاة في أول وقتها، كما نبهنا إلى أن صلاة الفجر تعد من الصلوات التي لها فضل عظيم، وينبغي اغتنامه وعدم تفويته أيا كانت الظروف، و لا يجوز تأخير صلاة الفجر عن وقتها بخروج الوقت بعد طلوع الشمس؛ لقول الله تعالى: «فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا (103)» النساء، ومن هنا فإن من أخذ بأسباب الاستيقاظ لصلاة الفجر؛ من النوم مبكرًا والقيام بالسنن المتعلقة بالنوم وإعداد المنبه أو الطلب من الأهل أن يوقظوه؛ ثم لم يستيقظ بعد ذلك، فلا إثم عليه؛ لأن ابن عباس روى أن رسول الله قال : « إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استُكرهوا عليه » حديث حسن.