تعتبر مشكلة ضعف القراءة والكتابة من التحديات المهمة التي يواجهها طلاب الصفوف الأولى في العديد من البلدان ،وتعد القراءة والكتابة أساسيين في عملية التعلم والتطور الأكاديمي والاجتماعي للأطفال، ولذلك فإن وجود حلول جذرية لهذه المشكلة يعد أمرًا ضروريا لذلك تواصل موقع صدي البلد مع عدد من خبراء التعليم للكشف عن الاسباب وما الحلول النهائية .
أكد الدكتور حسن شحاتة استاذ المناهج بجامعة عين شمس، على أهمية مواجهة ضعف القراءة والكتابة بين طلاب الصف الأولي وتقديم حلول فعالة لهذه المشكلة التي تؤثر على تحصيلهم الدراسي وتطورهم الشخصي.
أشار الدكتور حسن شحاتة إلى ، أن ضعف القراءة والكتابة لدى طلاب الصف الأولي يُعد تحديًا كبيرًا يتطلب اهتمامًا وجهودًا مشتركة من المعلمين وأولياء الأمور والمجتمع بأسره. ولتحقيق هذا الهدف، قدم الدكتور حسن شحاتة عدة حلول جذرية يمكن تنفيذها في البيئة المدرسية والمنزلية.
أولًا بناء قاعدة قوية للقراءة والكتابة منذ الصفوف الأولى. يجب تعزيز المهارات الأساسية مثل التمييز بين الحروف وتعلم الأصوات الأساسية والكلمات الأولى. يمكن تحقيق ذلك من خلال استخدام أساليب تعليمية تفاعلية ومبتكرة تحفز الطلاب وتجذب انتباههم.
ثانيًا- توفير بيئة داعمة في المنزل لتعزيز مهارات القراءة والكتابة لدى الأطفال. ينبغي أن يكون هناك وقت محدد للقراءة اليومية في المنزل، وتشجيع الأهل على قراءة القصص لأطفالهم ومشاركتهم في نقاشات حول الكتب. كما يمكن توفير الورش والألعاب التعليمية التي تعزز المهارات اللغوية.
ثالثًا- تبني أساليب تدريس مبتكرة في الصف الدراسي. يمكن استخدام الألعاب والأنشطة التفاعلية والمواد المرئية والمسموعة لجعل الدروس شيقة وممتعة وتشجيع الطلاب على المشاركة الفعالة في النشاطات التعليمية. كما ينصح بتنظيم جلسات قراءة جماعية ومسابقات كتابة قصص قصيرة لتعزيز مهارات القراءة والكتابة وتنمية خيال الطلاب.
رابعًا- ضرورة توفير دعم إضافي للطلاب الذين يعانون من صعوبات في القراءة والكتابة. يمكن تخصيص جلسات فردية أو صغيرة مع المعلمين لمساعدتهم على تطوير مهاراتهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم. كما ينصح بتوظيف الموارد الإلكترونية والتقنية في عملية التعليم لتوفير تجارب تعليمية متنوعة وشيقة.
ومن جانبه قالت الدكتورة امل شمس استاذ بكلية التربية جامعة عين شمس ، على أهمية العمل الجماعي والشراكة بين المعلمين وأولياء الأمور والمجتمع لمواجهة ضعف القراءة والكتابة لطلاب الصف الأولي ،مؤكدة إن توفير بيئة تعليمية مناسبة تشجع الطلاب على التعلم والتطور اللغوي يعد أمرًا حاسمًا لمستقبلهم الأكاديمي والشخصي.
وأشارت الدكتورة امل شمس ، إلي ضرورة توظيف أساليب تدريس متنوعة ومبتكرة في الصفوف الدراسية الاولى كما يجب أن تكون الدروس مشوقة ومليئة بالأنشطة التفاعلية التي تعزز مهارات القراءة والكتابة لدى الطلاب ، يمكن استخدام الألعاب والأدوات التعليمية التفاعلية لجعل العملية التعليمية أكثر متعة وفاعلية.
وشددت الدكتورة امل شمس علي ،تكثيف التدريب على القراءة والكتابة في الصفوف الأولي ز تخصيص وقت كافٍ لممارسة القراءة بشكل يومي، وتشجيع الطلاب على كتابة القصص والمقالات القصيرة وعند تقديم التدريب، يجب توفير تعليمات وتوجيهات واضحة ومناسبة لمستوى الطلاب.
لافتة ، أن مشكلة ضعف القراءة والكتابة تعتبر لدى طلاب الصفوف الأولى في المدارس تحديًا هامًا يواجهه نظام التعليم .
كشفت الدكتورة أمل شمس،اسباب ضعف القراءة والكتابة وتقدم ايضا بعض النصائح للتغلب على هذه المشكلة.
1- يعود ضعف القراءة والكتابة لطلاب الصفوف الأولى إلى نقص التحضير المسبق ،لذلك يجب أن يتم توفير بيئة مناسبة للأطفال قبل دخولهم المدرسة، تشجعهم على استكشاف الكتب والقراءة الجماعية مع العائلة.
2.- قدرة الطلاب على الانتباه والتركيز هي عامل مهم في تطوير مهارات القراءة والكتابة و يجب توفير بيئة خالية من التشتت والضوضاء، وتعزيز التركيز من خلال استخدام أساليب تفاعلية ومشوقة في عملية التعلم.
3- يعتبر الدعم المنزلي والتشجيع من الأسرة عاملًا مهمًا في تعزيز مهارات القراءة والكتابة لدى الأطفال. ينبغي للأهل أن يقرؤوا للأطفال بانتظام، وأن يخصصوا وقتًا للممارسة اليومية للكتابة والقراءة في المنزل.
4 - استخدام التقنيات الحديثة بشكل غير فعال يمكن أن يكون سببًا لضعف القراءة والكتابة ويجب أن تكون التكنولوجيا وسيلة مساعدة ومحفزة للتعلم، وينبغي توجيه الأطفال لاستخدام تطبيقات وموارد تعليمية ملائمة.
5.- توفير برامج تعليمية متكاملة ومناسبة للصفوف الاولي
ينشر موقع صدي البلد ، تفاصيل خطة وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، لمواجهة ضعف «القراءة والكتابة»، حيث سيتم البدء الفورى في تطبيق خطة عمل عاجلة (قصيرة إلى متوسطة الأجل) وذلك بهدف تعزيز مهارات القراءة والكتابة لطلاب الصف الرابع الابتدائى بالنظام التعليمى الجديد.
وتأتى الخطة الخاصة بتحسين مهارات القراءة والكتابة بالتعاون مع البنك الدولى، بعد نتائج التقييم الوطنى والدولى للقرائية بعد جائحة كورونا والتى تكشف مواطن الضعف في القراءة والكتابة لدى الطلاب في المرحلة الابتدائية وتحديد بعض الفجوات التعليمية ورصد أسبابها ومظاهرها كبداية لوضع خارطة طريق لسد تلك الفجوات، وتحديد خطوات إجرائية للتعامل مع هذه المشكلة.
وأكدت الوزارة على أهمية إجراء عملية تقييم لمعرفة مدى تحقق الأهداف المبتغاة من التطوير، ومعرفة المعوقات التي حالت دون تحقق هذه الأهداف على الوجه الأكمل، مشيرا إلى أن قمة التحول في التعليم كانت قد أصدرت نتائج حول الفاقد في التعليم على مستوى العالم، والذى يمثل ٧٠% من الدول ذات الدخل المتوسط، من الطلاب الذين لا يجيدون القراءة والكتابة.
وأكدت التقييمات أن ٣٠٪ من الأطفال في مصر دون المستوى في القراءة والكتابة، حيث أكد الدكتور أيدن كليركن منسق البنك الدولى أن النتائج الرئيسية لمصر في القراءة والرياضيات والعلوم، من خلال اختبارات PIRLS وTIMSS وهما اثنتان من أكبر الدراسات في العالم حول التحصيل التعليمى، تقدم بيانات عالية الجودة وموثوقة.
وأوضح أيدن كليركن أن Timss هو اختبار دولى يطبقه مركز «قياس»، بالتعاون مع المنظمات الدولية المشرفة عليه، في أكثر من ٦٠ دولة، لقياس اتجاهات تحصيل الطلبة في مادتى الرياضيات والعلوم، ودراسة أوجه الاختلاف بين النظم التربوية في تلك الدول، لتحسين عملية التعليم والتعلّم، وتُعقد كل ٦ سنوات، للحصول على بيانات شاملة عن المفاهيم والمواقف التي تعلمها الطلبة في المادتين، في الصفين الرابع الابتدائى والثانى الإعدادى، ومقارنة المؤثرات النسبية للتعليم والتعلم في الصفين، باختبار نفس الطلبة في الصف الرابع ثم اختبارهم بعد 4 سنوات وهم في الصف الثانى الإعدادى.
وأضاف أن Pirls هي دراسة التقدم الدولى في القراءة، وتمثل دراسة دولية تعقد كل 5 سنوات، تتضمن اختبارا يقيس تراكم مهارات القراءة المكتسبة لطلبة الصف الرابع في المدارس الحكومية والخاصة ولغة التدريس ومقارنتها بقدرات أقرانهم في الدول الأخرى المشاركة في هذه الدراسة.
وأشار «أيدن» إلى أن مصر شاركت في تلك الاختبارات في القراءة pirls، والتى تمت خلال السنوات من ٢٠١٦ إلى ٢٠٢١، وقد حصل نصف الطلاب على قياس أقل من منخفض من الأطفال بعمر 10 سنوات الذين لا يستطيعون قراءة وفهم قصة بسيطة، «فقر التعلم (مهارات القراءة)»، بينما حصل ربع الطلاب على قياس منخفض، وحصلت فئة قليلة على المستوى المتقدم، أما بالنسبة لاختبارات Timss للطلاب حتى ١٤ عامًا تعد مصر في المستوى المتوسط.