صرح الدكتور إسلام أبو المجد، رئيس الهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء، بأن خطة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي التي أطلقها الدكتور أيمن عاشور، والتي تتمثل في الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي في مارس الماضي، تقوم على 7 محاور أساسية أهمها الابتكار والاستدامة والتكامل والتعاون.
وأضاف أبو المجد لـ"صدى البلد"،أن الهيئة تشارك في عدد من المشروعات للارتقاء بالمنظومة في مصر، آخرها التعاون مع وزارة الزراعة في مشروع رصد المحاصيل الاستراتيجية في الدولة سواء المحاصيل الشتوية أو الصيفية، وذلك بالتعاون مع وزارة معنية بالأمن الغذائي المصري، وذلك يعطي إشارة بأن الهيئة كفء وقادرة من خلال قدرتها العلمية والبحثية والتكنولوجية على أن تساهم مع الوزارات في مثل هذه المشروعات القومية.
[[system-code:ad:autoads]]
وأوضح أن “خطة الوزارة تدعم التعاون مع الهيئات، ولكن نريد أن نستفيد أكثر من تعاون الدولة مع الهيئات الأخرى داخل مصر وخارجها، كما أن هناك تعاونا داخليا مع جهات وقطاعات معينة مثل التعاون مع شركات البترول وعلوم الفضاء بعض الجهات السيادية في الدولة مثل الهيئة الهندسية، كما نتعاون مع بعض الوزارات والهيئات، من بيها المشروعات القومية مثل التوسعات الزراعية في الدلتا واللوجستيات التي تتم في ساحل البحر الأحمر، فكل ما يمكن أن يساهم في استخدام هذه التكنولوجيات مع قطاعات الدولة نشارك به”.
وأشاررئيس الهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء، إلى أن الهيئة تحرص على تقديم التدريب اللازم للطلاب المصريين، والمساهمة في رفع تنافسية المؤسسات التعليمية المصرية للمستوى العالمي.
وفي هذا الإطار، انتهت شعبة التدريب والدراسات المستمرة بالهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء من التدريب العملي لـ 233 طالبًا في مرحلة البكالوريوس من جامعة القاهرة كلية الآداب شعبة جيوماتكس.
وأوضح الدكتور إسلام أبو المجد، أن الاستثمار في الشباب يمثل واحدًا من أهم أهداف الهيئة، لإعداد كوادر شابة مدربة على أحدث التقنيات العلمية، والتدريب على مشروعات حقيقية، تمثل تحديات على أرض الواقع، مشيرًا إلى الاهتمام بتكثيف التدريب الميداني للطلاب لتأهيلهم، وصقل مهاراتهم، والارتقاء بقدراتهم وخبراتهم؛ لتلبية احتياجات المجتمع ولتحقيق مبادئ وأهداف التنمية المستدامة في كل المجالات.
وأكد أهمية مشروع حساب التغيرات الجغرافية على مستوى الدول، مثل التغيرات في الرقعة الزراعية والعمرانية لبعض دول حوض النيل، مثل: إثيوبيا، وأوغندا، ومصر خلال العقدين الماضيين، وبحساب الرقعة الزراعية تم تقدير التغير في حساب المياه، سواء السطحية أو الجوفية، وكانت من أهم نتائج هذا المشروع أنه تم زيادة الرقعة الزراعية في إثيوبيا، والسودان، وفي بعض دول حوض النيل؛ وتأثير ذلك على المياه المتاحة الجوفية والسطحية التي سوف تصل إلى مصر.
من جانبها، أكدت الدكتورة صفاء حسن، رئيسة شعبة التدريب والدراسات المستمرة بالهيئة، دور الشعبة في دعم الباحثين من خلال التدريب المتخصص، وتوفير برامج توجيهية جديدة، تمدهم بالاطلاع على أحدث تقنيات الاستشعار من البعد وعلوم الفضاء، وتمكنهم من الاطلاع على أحدث التطورات في العالم.
وقالت إنه تم تدريب الطلاب على مشاكل فعلية، بمشاركة 11 دكتورًا من الهيئة، حيث تم تقسيم الطلبة إلى مجموعات، كل مجموعة تتكون من 20 طالبًا.
وتم خلال التدريب مناقشة مشروع عن التغيرات المكانية والمناخية في بحيرة البرلس؛ وهي إحدى البحيرات الهامة في محافظة البحيرة، فتم رصد التغيرات على الرقعة الزراعية، وعلى حدود بحيرة البرلس، باستخدام أحدث بيانات وتقنيات الاستشعار من البعد، مثل: تعلم الآلة والتعلم العميق، والتي تم استخدامها للتأكد من دقة المعلومات المستنبطة من صور الأقمار الصناعية.
كما تمت مناقشة مشروع آخر باستخدام صور الأقمار الصناعية لمراقبة وتحديد المناطق الأثرية بمحافظة الوادي الجديد، وآخر لتحديد ملوحة التربة وتأثيرها على الإنتاجية للزراعات المختلفة.
كما تم تدريب الطلاب على مشاريع مساحية، وكيفية استخدام أجهزة الرفع المساحية المتطورة المتقدمة التي تمتلكها هيئة الاستشعار، كما تم تدريبهم على تحليل وتدقيق المعلومات باستخدام الليزر الأرضي والجوي، واستخدام مثل هذه البيانات في محاكاة المناطق العمرانية في شكل مجسم ثلاثي الأبعاد.
وشمل التدريب كذلك مشروعًا آخر خاص بتلوث الهواء، فتم استخدام بيانات الأقمار الاصطناعية في رصد التغير والتلوث في الهواء.
يذكر أنه تمت دعوة لجنة محكمين على مستوى وزارة التنمية المحلية ممثلة في الدكتور بدر مصطفى، مستشار وزير التنمية المحلية، والدكتور عدلي أنيس، رئيس قسم الجيوماتيكس، وتم اختيار لجنة من الأساتذة بالهيئة الدكتور إلهام محمود، والدكتور هرماس، والدكتور أشرف حلمي، رئيس شعبة تحليل البيانات، وذلك لتحكيم الأبحاث ومشروعات الطلبة المتدربين؛ وتم اختيار أفضل 7 مشروعات من أصل 11 مشروعًا، بتقييم من اللجنة المحكمين، وتم تكريمهم بشهادات تقدير.
وأكد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم والبحث العلمي، حرص الوزارة على تدريب الباحثين والطلاب في المجالات التكنولوجية الحديثة، من أجل ضمان خريج متميز يواكب متطلبات سوق العمل، فضلًا عن توفير الفرص للباحثين والخريجين بمرحلتي البكالوريوس والدراسات العليا للتدريب على أحدث التقنيات العلمية، والاطلاع على المستجدات التي تشهدها العلوم بمختلف الجامعات والجهات البحثية العالمية.