قلعوا البنات وعوروا الولاد| قرار عاجل من النيابة في واقعة حفلة المنصورية.. حكاية سهرة “قلبت كارثة”

شهدت منطقة المنصورية التابعة لمحافظة الجيزة، واقعة غريبة وليلة رعب عاشها طلاب مدرسة دولية بعد تعرضهم لاعتداءات من جانب مجهولين. تلك الليلة ستظل خالدة في ذاكرة الكثيرين وتثير تساؤلات عديدة حول سلامة الأماكن العامة وضرورة تعزيز الأمان.

الحادثة المروعة

وتداول رواد مواقع التواصل صورًا لحادثة مروعة تعرض لها طلاب مدرسة دولية. كانوا يشاركون في حفل نظمته إحدى الشركات المتخصصة للاحتفال بإنجازاتهم ومناسباتهم الخاصة. ولكن بعد انتهاء الحفل وخروج الحضور، تعرض الطلاب لهجوم مفاجئ من قبل مجموعة مجهولة.

الواقعة حسب شهود العيان

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورًا وفيديوهات لهذه الحادثة المروعة، والتي أطلقوا عليها "حفلة المنصورية". وفي هذه الفيديوهات، يظهر عدد من الشباب والفتيات وهم يتعرضون للاعتداء أثناء احتفالهم في حفلة تابعة للمدرسة الخاصة بهم.

وكان الأمر مروعًا بالفعل، حيث أشارت إحدى أولياء الأمور إلى أن ابنتها شهدت تلك اللحظات الصعبة. وعلى الرغم من أنها بخير، إلا أن الخوف والقلق لا يزالان يراودانها وعائلتها. إنها ليست فلسطين أو طابا أو نويع، بل هي القاهرة، عاصمة مصر، وهؤلاء هم أبناؤنا وبناتنا، وأصدقاء أبنائنا وبناتنا.

التحديات التي تواجه الأهالي

ليس الخطأ فقط على الأهالي الذين سمحوا لأبنائهم بحضور تلك الحفلة، ولكن البعض لم يكن يعلم بمدى خطورة الموقف. من الضروري أن تتحمل البلدية والجهات المعنية مسؤوليتها في تأمين مثل هذه الفعاليات والتحقق من تراخيصها.

تداول الأمان

قامت أجهزة الأمن بفحص الصور والفيديوهات المتداولة عن هذه الواقعة المروعة. وقد تبين من خلال المعلومات أن الحفل أُقيم في منطقة نائية ومعزولة، دون أي إخطار للأجهزة الأمنية.

الضحايا

وتشير المعلومات إلى أن الفتيات والشباب الذين شاركوا في الحفل تتراوح أعمارهم ما بين 16 و18 عامًا، وقد تجاوز عددهم 2000 طالب. كانوا معتادين على إقامة الحفلات بالتعاون مع إحدى الشركات المنظمة، وسبق أن أُقيمت حفلات سابقة لهم بمناطق أخرى.

تدخل وزارة الداخلية

قامت وزارة الداخلية بالكشف عن تفاصيل الواقعة، وأشارت إلى أن رواد مواقع التواصل قاموا بنشر مقاطع فيديو وصور على موقع "تيك توك" تضمنت ادعاءات بتعرض المتواجدين بالحفل للاعتداء من قبل بعض قاطني المنطقة وإطلاق أعيرة نارية عليهم.

السرقة والعنف

وأكد متداولو الواقعة أن الأمور لم تقتصر على إطلاق النار فحسب، بل تمتد أيضًا إلى محاولات سرقة الفتيات وضرب الشباب. إن هذه التفاصيل المرعبة تجسد حجم الخطر الذي تعرضوا له.

تدخل الأمن

وبعد تداول هذه المعلومات وتداولها على نطاق واسع، أصدرت الجهات المعنية بالتحقيق في واقعة حفل المنصورية بمنطقة عزبة العرب بأبو رواش بالجيزة قرارًا بحبس 12 متهمًا على خلفية التعدي على مرتادي الحفل في الفيلا.

وقد تم أيضًا إصدار قرارات بإخلاء سبيل اثنين من الطلبة الذين شاركوا في تنظيم الحفل، بينهم نجل صاحب الفيلا التي استضافت الحفل، بكفالة قدرها 100 ألف جنيه.

كما تم إخلاء سبيل صاحب الفيلا نفسه بكفالة قدرها 50 ألف جنيه، واثنين من الطلاب الذين دعوا لحفل المنصورية بكفالة قدرها 100 ألف جنيه. وهناك أيضًا قرارات بإخلاء سبيل اثنين من أصحاب الشركة المنظمة للحفلة بكفالة قدرها 50 ألف جنيه، واثنين من ناشري مقاطع الفيديو عبر تيك توك بكفالة قدرها 10 آلاف جنيه.

تأتي هذه القرارات بناءً على التحقيقات التي أجرتها الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية حيث تم تداول مقاطع فيديو وصور على موقع التواصل الاجتماعي تيك توك، تحتوي على ادعاءات بأن المشاركين في إحدى الحفلات بالفيلا تعرضوا للاعتداء من قبل سكان المنطقة وتم إطلاق أعيرة نارية وقتل شخص واختطاف آخرين وسرقة ممتلكاتهم.

ومن جانبه، أوضحت التحقيقات أن الواقعة تمثلت في حدوث مشادة كلامية بين مشاركين في الحفل وبعض أهالي المنطقة، وتطورت المشادة إلى مشاجرة بين الطرفين. كما تم التحقق من عدم صحة المعلومات التي تم تداولها بشأن وقوع إطلاق نار أو عمليات خطف، حيث لم ترد أي بلاغات أو تسجيلات بمستشفيات وصول مصابين نتيجة للواقعة.

بناءً على هذه المعلومات، تم اتخاذ الإجراءات القانونية ضد القائمين على الاعتداء على مرتادي الحفل وكذلك ضد مالك الفيلا وأصحاب الشركة المنظمة للحفلة بسبب عدم الامتثال لتراخيص تنظيم الحفلات. كما تم اتخاذ إجراءات قانونية ضد الأشخاص الذين نشروا مقاطع الفيديو التي احتوت على ادعاءات كاذبة وأثارت البلبلة.

حلول وتوصيات

نجد أن هذه الواقعة تجعل من الضروري أن يكون هناك مزيد من التوعية حول أمان الأماكن العامة وأهمية توفير الإجراءات الأمنية المناسبة للحفلات والفعاليات العامة. يجب أيضًا على الأهالي توخي الحذر والتأكد من سلامة المكان الذي يذهب إليه أبناؤهم.

تأتي هذه القضية لتسليط الضوء على أهمية التحقق والتحقيق الدقيق قبل اتخاذ الإجراءات القانونية، وأيضًا لتذكير الجميع بأهمية نشر المعلومات بحذر والتحقق من مصداقيتها على وسائل التواصل الاجتماعي لتجنب تضليل الجمهور وأثارت البلبلة.

إن حادثة "حفلة المنصورية" تبقى حادثة مروعة تستوجب التحقيق الجاد واتخاذ الإجراءات القانونية ضد المسؤولين عنها. تجسد هذه الواقعة أهمية تعزيز الأمان في الأماكن العامة ومراعاة سلامة الشباب والفتيات. إن السلامة العامة هي أمر لا يمكن التنازل عنه.