قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر إن ما يمارسه الاحتلال الصهيوني الغاشم الآن في غزة من قصف مكثَّف، وقتل، وقطع للكهرباء والإنترنت، وتدمير لكل مظاهر الحياة، وحجب كلِّ مصادر الحقائق والمعلومات حول ما يحدث من مجازر وجرائم حرب، لهو إرهابٌ أعمى، وانتهاكٌ واضحٌ لكل المواثيق والأعراف القانونية والإنسانية.
وطالب شيخ الأزهر في بيان له، دول العالم بإدانته واتخاذ الإجراءات الحاسمة لوقفه فورًا، ولن يرحمَ التاريخ كل مَن تخاذلوا في الدفاع عن الفلسطينيين الأبرياء، وكلَّ مَن دعم استمرار هذا الإرهاب الصهيوني.
وتابع وواجب على الأمة العربية والإسلامية وكل أحرار العالم التكاتف لإيجاد حلٍّ فوري لإنقاذ هذا الشعب المظلوم الذي يُمارسُ ضده مجزرة إنسانية لم يعرف التاريخ الإنساني مثيلًا لها.
نداء عاجل من الأزهر
وجه الأزهر الشريف، نداء عاجلاً إلى الأمة العربية والإسلامية، بأن تعيد النظر جذريًّا في الاعتماد على الغرب الأوروبي الأمريكي المتغطرس، مطالبًا الفلسطينيين بأن يثقوا في أنَّ الغرب بكل ما يملك من طاقاتٍ عسكريةٍ وآلاتٍ تدميريةٍ ضعيف وخائف حين يلقاكم أو تلقونه، فهو يقاتلُ على أرضٍ غير أرضه ويدافع عن عقائد وأيديولوجيات بالية عفا عليها الزمن، وأصبحت من المضحكات المبكيات.
وتابع الأزهر في بيان له: وعليكم أيها الفلسطينيون أن تواجهوه معتصمين بالله ورسوله محمد صلَّى الله عليه وسلَّم، وبصمودكم في وجه هجماتِه الوحشية البربريَّة، وما مقدار الغرب في ميزان الصومال وأفغانستان منكم ببعيدٍ.
وواصل: وعلى الأمة الإسلامية أن تستثمر ما حباها الله به من قوة وأموال وثروات وما تملكه من عُدةٍ وعتادٍ، وأن تقف به خلف فلسطين وشعبها المظلوم الذي يواجه عدوًّا فقد الضَّمير والشعور والإحساس، وأدار ظهرَه للإنسانيَّة والأخلاق وكل تعاليم الرسل والأنبياء، وعليكم أن تستجيبوا لقوله تعالى: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}، وإن شئتم معرفة طبيعة عدوِّكم على حقيقتِه فتأمَّلوا جيدًا قوله تعالى: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً}رحم الله شهداءنا الأبرار، وجزى وحوش الأدغال بما هي أهلٌ له.
قصف المستشفى المعمداني
وكان مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أدان بأشد العبارات قصف الكيان الصهيوني المستشفى المعمداني، الذي أدى إلى استشهاد أكثر من ٨٠٠ شخص وإصابة مئات آخرين.
وشدد مرصد الأزهر، في بيان، على أن هذه المذبحة دليل دامغ على إرهاب هذا الكيان الذي لا يعرف إنسانيةً ولا احترامًا للقانون الدولي الإنساني، وأنها وصمة عار في جبين العالم أجمع ومنظماته المعنية التي تؤكد -يومًا تلو الآخر- أن صمتها هو وقود حرب هذا الكيان الإرهابي المجرم ضد الفلسطينيين.
أسباب استهداف الاحتلال للأطفال
وذكر مرصد الأزهر، أنه منذ بداية الاعتداء الصهيوني الغاشم الأحدث على الضفة الغربية وقطاع غزة بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين ٢٢١٥ شهيد، منهم ٧٢٤ طفلًا (حتى تاريخه)، الأمر الذي يثير تساؤلًا حول أسباب ارتفاع وتيرة استهداف الاحتلال للأطفال الفلسطينيين؟
وأكد مرصد الأزهر، أن الأطفال الفلسطينيين كانوا دومًا أهدافًا لآلة البطش الصهيو...نية؛ قتلًا أو اعتقالًا؛ في سياسة ممنهجة اتبعتها سلطات الكيان المحتل منذ خيم شبحه على أراضي دولة فلسطين المحتلة، خاصةً في هذه الآونة لعدة عوامل هى:
1- تصاعد اليمين المتطرف الذي أسفر عن قدوم حكومة صهيو...نية متطرفة، من أعضائها عدد من الشخصيات شديدة التطرف، مثل "سموتريتش" الذي دعا إلى محو بلدة حوارة الفلسطينية عن بكرة أبيها، وقد وصف المرصد -أكثر من مرة- تلك الحكومة بأنها "واحدة من أشد حكومات الاحتلال تطرفًا ضد الفلسطينيين".
2- إصدار كثير من الفتاوى اليهودية المتطرفة من كبار الحاخامات في الكيان المحتل، تبيح سفك دماء الأطفال خوفًا من سيرهم على نهج آبائهم في الدفاع عن الأرض، أي أنهم يرون ضرورة القضاء على النسل الفلسطيني.
3- يقوم فكر الكيان الصهيوني على إبادة سكان جميع المدن المحاصرة وقت الحرب، وهذا ما يحدث الآن في فلسطين، فجنود الاحتلال يواصلون قتل الأطفال والنساء والشيوخ، ولا يضبط سلوكهم قواعد أخلاقية ولا قيما إنسانية، وإنما الهمجية والبربرية هى المسيطرة عليهم.
وأمام هذا الإرهاب الصهيو...ني، يستنكر مرصد الأزهر الصَّمت الدولي تجاه ما يُرتكب من جرائم بحق الأطفال الفلسطينيين، ويؤكد أن حقوق أبناء الشعب الفلسطيني في حياة كريمة على أراضيهم المحتلة هي حقوق أصيلة وليست مطالب.