شكك الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في أرقام الضحايا التي قدمها المسؤولون الفلسطينيون في غزة، ولكن الوكالات الإنسانية الدولية أكدت أنها دقيقة بشكل كبير وموثوقة.
بايدن يشكك
فعلى الرغم من عدم وجود خلاف على أن الهجمات الإسرائيلية على غزة أدت لاستشهاد العديد من الأشخاص منذ أن شنت حماس هجومها العنيف جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر، قال بايدن، يوم الأربعاء، إنه "لا يثق في العدد الذي يعلنه الفلسطينيون"، دون أن يقول لماذا.
الصحة الفلسطينية ترد
وبدورها، وردت وزارة الصحة في غزة بإصدار وثيقة من 212 صفحة تحتوي على أسماء وأرقام هوية حوالي 7000 فلسطيني قالت إنهم استشهدوا في القصف الإسرائيلي للجيب.
فالمجموعات الدولية، حتى بعض المجموعات العاملة في غزة، ووسائل الإعلام العالمية بما في ذلك رويترز غير قادرة على التحقق من الأرقام بشكل دقيق ولكن مراسليهم شاهدوا أعدادا كبيرة من الجثث.
رد المنظمات والوكالات الدولية
وتقول الأمم المتحدة والوكالات الدولية الأخرى إنه يمكن أن تكون هناك تناقضات صغيرة بين أعداد الضحايا النهائية وتلك التي أبلغت عنها وزارة الصحة في غزة مباشرة بعد الهجمات، لكنها تثق بها بشكل كلير.
قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) التابع للأمم المتحدة في بيان لرويترز: ""نواصل إدراج بياناتهم في تقاريرنا ومن الواضح أنها موثوقة"، مشيرا إلى أنه "يكاد يكون من المستحيل في الوقت الحالي تقديم أي تحقق للأمم المتحدة على أساس يومي".
وقال الدكتور مايك ريان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية التابع لمنظمة الصحة العالمية ومقره جنيف، إن أرقام الأسبوع الماضي الصادرة "قد لا تكون دقيقة تماما على أساس دقيقة إلى دقيقة، ولكنها تعكس بشكل صارخ مستوى الوفيات والإصابات على جانبي هذا الصراع".
كما تقول هيومن رايتس ووتش التي تتخذ من نيويورك مقرا لها أيضا إن "أرقام الضحايا كانت موثوقة بشكل عام، وأنها لم تجد تناقضات كبيرة في التحقق من الضربات السابقة على غزة".
وقال عمر شاكر، مسؤول بهيومن رايتس ووتش في إسرائيل وفلسطين "تجدر الإشارة إلى أن الأرقام التي صدرت منذ 7 أكتوبر متسقة بشكل عام أو ضمن المنطق لحجم عمليات القتل التي نراها، بالنظر إلى شدة القصف في مثل هذه المنطقة المكتظة بالسكان".
وأضاف لرويترز: "تتماشى هذه الأرقام مع ما قد متوقعه، بالنظر إلى ما نراه على الواقع، ومن خلال صور الأقمار الصناعية وغيرها".
وأكد مسؤول في منظمة الصحة العالمية اليوم الجمعة، أن الأرقام تتماشى على نطاق واسع مع التأكيد على وجود صعوبات في حساب عدد القتلى، مشيرا إلى أن الوكالة تلقت تقديرات بأن حوالي 1000 جثة مجهولة الهوية لا تزال تحت الأنقاض في غزة ولم يتم تضمينها بعد في عدد القتلى.
وقال متحدث باسم رام الله إنه يبلغ عن مجاميع الإصابات استنادا إلى الأرقام التي يتلقاها من المستشفيات وسيارات الإسعاف وخدمات الطوارئ، بالتنسيق مع الهلال الأحمر.
وأوضح أن عدد الضحايا يتم تحديدهم في البداية حسب العمر والجنس ونوع الإصابة، ويتم تأكيد الهويات الكاملة لاحقا.
وأشار إلى أن الأرقام تم الإبلاغ عنها مبدئيا في غزة، وتحديثها في رام الله بعد التحقق منها، ولكن التناقضات ضئيلة بشكل عام.
ولم تقدم إسرائيل عدد القتلى المقدر الخاص بها.
على الرغم من أن إسرائيل ألقت باللوم على حماس في غالبية الوفيات في غزة، إلا أن وزارة الخارجية الإسرائيلية قالت في تقرير في أعقاب الصراع إن 2125 فلسطينيا قتلوا في غزة، وفقا للبيانات التي جمعها الجيش الإسرائيلي.
ولم يشرح بايدن، الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي، يوم الأربعاء سبب عدم ثقته في أرقام الضحايا التي قدمها الفلسطينيون.
وقدر تقرير استخباراتي أمريكي غير سري اطلعت عليه رويترز أن عدد القتلى في هجوم المستشفى كان "من 100 إلى 300"، بينما قال مسؤول إسرائيلي إن الحصيلة تبدو "عدة عشرات فقط"، إلا أن ك المسؤولون الفلسطينيون أكدوا أن حساب عدد القتلى في الهجوم كان صعبا لأن بعض الضحايا تم تقطيع لأشلاء، مما يعني أن هناك العديد من الجثث التي لم يتم التعرف عليها.