كيف نصلي على النبي ليلة الجمعة؟، سؤال يشغل ذهن الكثيرين ويغفله البعض متعللا بأنه كيف تصل الصلاة علي النبي يوم الجمعة وقد توفاه الله عز وجل؟
كيف نصلي على النبي ليلة الجمعة؟
يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر إنه على المسلم أن يعلم أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حي في قبره، وأن انتقاله من حياتنا الدنيا والذي يمكن أن يسمى مماتًا فيه خير لنا كوجوده بيننا، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (حياتي خير لكم تُحدثون ويَحْدُث لكم. ومماتي خير لكم، تُعرض علي أعمالكم فما رأيتُ من خير حمدت الله، وما رأيتُ من شر استغفرت الله لكم) [رواه البزار والديلمي، وذكره الهيثمي وعقبه بقوله رجاله رجال الصحيح]
وأوضح علي جمعة من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، أن صلاة المسلم وسلامه على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تصله، ويرد على من سلم عليه السلام كما قال صلى الله عليه وآله وسلم : « ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي؛ حتى أرد عليه السلام) [رواه أحمد وأبو داود]، وهذا الحديث يدل على اتصال روحه ببدنه الشريف أبدًا؛ لأنه لا يوجد زمان إلا وهناك من يسلم على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وتابع في بيان كيف نصلي على النبي ليلة الجمعة؟: سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نفع لنا في حياته الدنيا بين أظهرنا، كما قال تعالى : (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ) [الأنفال : 33]، وما زال نفعه مستمراً لأمته بالاستغفار لهم كما ورد في الحديث، وكما أرشدنا ربنا سبحانه وتعالى بالذهاب إلى قبره واستغفار الله عنده صلى الله عليه وآله وسلم حتى يغفر لنا، قال تعالى : (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا) [النساء :64]
وشدد على أن الصلاة على سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم خير في كل وقت، ولكنها تتأكد في مواطن منها : يوم الجمعة وليلتها, وعند الصباح, وعند المساء, وعند دخول المسجد, والخروج منه, وعند قبره صلى الله عليه وسلم وعند إجابة المؤذن, وعند الدعاء, وبعده وعند السعي بين الصفا والمروة, وعند اجتماع القوم, وتفرقهم, وعند ذكر اسمه صلى الله عليه وسلم وعند الفراغ من التلبية, وعند استلام الحجر, وعند القيام من النوم, وعقب ختم القرآن, وعند الهم والشدائد, وطلب المغفرة, وعند تبليغ العلم إلى الناس, وعند الوعظ, وإلقاء الدرس, وعند خطبة الرجل المرأة في النكاح. وفي كل موطن يذكر فيه الله تعالى.
وأكد علي جمعة أن الصلاة على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مفتاح السعادة ، ومفتاح كل خير، والمسلم الذي يبتغي السعادة عليه أن يلهج بالصلاة عليه في أغلب أوقاته، فإنه نور ورحمة وهداية ورعاية، رزقنا الله والمسلمين كثيرة الصلاة على الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم .
خطورة ترك الصلاة على النبي
وفي بيان خطورة ترك الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وكيف عدها العلماء من كبائر الذنوب، قال الدكتور علي جمعة: لعل من أسباب قلة البركة في زماننا هذا إعراض الكثير منا عن كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، لقد كانت الصلاة على النبي سببًا لكثير من البركات والخيرات، فورد أن قرية في بلاد المغرب أصابها القحط والجفاف، فجاءت امرأة وجلست بجوار بئر قد غارت وقل ماؤها، ودعت الله فإذا بالماء يفور، فجاءها الشيخ الجازولي رضي الله عنه، وسألها عما دعت به ربها. فقالت : ما سألته إلا بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فجلست عند القبر تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، فنظر إليها ربها بنظر الرحمة، واستجاب استسقاءها ودعاءها ففارت البئر والماء ونجت القرية من الجفاف.
وكانت تلك الواقعة مما دفع الشيخ الجازولي رضي الله عنه إلى جمع كتابه (دلائل الخيرات) والذي انتشر انتشارًا واسعًا وعلم الناس في كافة أنحاء الأرض الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بكثير من الصيغ المباركة، ولهجت به ألسنتهم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فنور الله قلوبهم بذلك، وخفف الله عليهم أعباء الدنيا ومشكلاتها، وهان عليهم أمرها، وكان همهم الأكبر الآخرة، ورفقة النبي صلى الله عليه وسلم، كما كان حال عمار بن ياسر رضي الله عنه في بداية معركة صفين حيث قال : (اليوم ألقى الأحبة محمدا وحزبه) [رواه ابن حبان في صحيحه، والحاكم في المستدرك].
مجربات للصلاة على النبي
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ حَبِيبِ الرَّحْمَنِ وَسَيِّدِ الْأَكْوَانِ، الْحَاضِرِ مَعَ مَنْ صَلَّى عَلَيْهِ فِي كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ، وَعَلَى آلِهِ وَسَلِّمْ. هذه الصيغة لرؤية سيدنا محمد ﷺ في المنام، والعدد 300 مرة. [الكنوز المحمدية]
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ خَاتَمِ الْأَنْبِيَاءِ ، وَمَعْدِنِ الْأَسْرَارِ ، وَمَنْبَعِ الْأَنْوَارِ، وَجَمَالِ الْكَوْنَيْنِ، وَشَرَفِ الدَّارَيْنِ، وَسَيِّدِ الثَّقَلَيْنِ، الْمَخْصُوصِ بِقَابِ قَوْسَيْنِ. قال الشيخ عبد الله الهاروشي في كتابه "كنوز الأسرار" في شرح فضل هذه الصيغة: أن سيدنا موسى –عليه السلام- لما رأى ما أعد الله من الفضل لأمة سيدنا محمد ﷺ، طلب من الله أن يجعله منهم فأمره الله أن يصلي على سيدنا محمد ﷺ، فصلى بهذه الصلاة. ولا شك أنها من الصلوات الكوامل.