قال الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم، العميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، إن المكثر من ذكر الباقيات الصالحات سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، سبق غيره إلى الجنة، اقرأوا ذلك في ذلك التحصين النبوي العظيم وهو .
فعن عبد الله بن شداد أن نفرا من بني عذرة أتو النبي صلى الله عليه وسلم فأسلموا ، قال : فقال النبي صلى الله عليه وسلم : من يكفيهم؟ قال طلحة : أنا ، فكانوا عند طلحة ، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم بعثا فخرج فيه أحدهم فاستشهد . قال ثم بعث بعثا فخرج فيهم آخر فاستشهد ، قال ثم مات الثالث على فراشه .
قال طلحة : فرأيت هؤلاء الثلاثة الذين كانوا عندي في الجنة . فرأيت الميت على فراشه أمامهم . ورأيت الذي استشهد أخيرا يليه . ورأيت استشهد أولهم آخرهم . قال: فدخلني من ذلك . قال فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وما أنكرت ذلك ؟.
فليس أحد أفضل عند الله من مؤمن يعمر في الإسلام لتسبيحه وتكبيره وتهليله . انظر المسند ج 2 ص 367 وصححه المحقق ورواه في عدة مواضع صحيحة. وفي الحديث بيان لفضل الذاكر بالباقيات الصالحات وأنه أفضل المؤمنين عند الله تعالى وأنه يسبق غيره إلى فضل الله تعالى.
هذا التحصين العظيم بقول النبي صلى الله عليه وسلم ( لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إﻻ الله والله أكبر أحب إلى مما طلعت عليه الشمس).
سبب تسمية الباقيات الصالحات بهذا الاسم
قال الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، إن الباقيات الصالحات هي «سبحان الله، الحمدلله، لا إله إلا الله، الله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله».
وأضاف "عاشور" خلال لقائه فيديو عبر موقع الفديوهات “يوتيوب”، فى إجابته على سؤال ورد اليه مضمونة :- ما المقصود من قوله تعالى «الباقيات الصالحات»، السبب فى أن الله سماها بالباقيات لأن ذكر الإنسان لها يظل ويزرع له فى الجنة شجرة، لذلك يجب على الإنسان أن يتمسك بها ويواظب على ذكرها وقولها حتى تكون ذكرًا له فى حياته وبعد مماته.
الباقيات الصالحات المذكورة في القرآن
وأضاف جمعة في بيان له عبر صفحته الرسمية أذكركم بـ(الباقيات الصالحات) التي ذكرها الله تعالى في كتابه حيث قال: (المَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا) وقال سبحانه: (وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَّرَدًا) وقال النبي ﷺ: (اسْتَكْثِرُوا مِنَ الْبَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ، قِيلَ: وَمَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ: الْمِلَّةُ - الشريعةُ أو الدِّينُ -، قِيلَ: وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: التَّكْبِيرُ، وَالتَّهْلِيلُ، وَالتَّسْبِيحُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ).
{سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله} ننزه ربنا عن كل نقص فهو رب العالمين.. هو المطلق الذي يفعل ما يشاء ويختار.. ليس هناك من يتألى عليه وليس هناك عظيما سواه وليس هناك أحدا يتحكم في هذا الكون إلا إياه سبحانه وتعالى رب العرش العظيم أتدري من تعبد؟ تعبد ربك الذي سمى نفسه بالأسماء الحسنى ووصف نفسه بالصفات العلى.
أتعرف من تعبد؟ لو عرفته ما عصيته، ولو عرفته لأقمته في نفسك، ولو عرفته لما نسيته، ولكنك من غفلتك مع نفسك تحتاج إلى أن تذكر نفسك وإخوانك {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}.
الباقيات الصالحات ومعناها
{سبحان الله} كلمة جامعة نقولها في الركوع وفي السجود {سبحان ربي العظيم-سبحان ربي الأعلى-سبوح قدوس رب الملائكة والروح} ننزه ربنا عن كل صورة وشكل فالرب رب والعبد عبد وهناك فارق بين المخلوق والخالق.
لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لم يكن له كفوا أحد فليس هناك من هو كفء له سبحانه وتعالى، وليس هناك أحد يشاركه في ملكه، جاء الإسلام بالتوحيد الخالص وأنت تقول {سبحان الله} تصف ربك بما وصف به نفسه وتذكر ربك، ويخرج اللفظ من لسانك فيعمر جوفك وتكون بذلك من الذاكرين الله كثيرا ومن الذاكرات {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} {وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} فاجعل لنفسك وردا من التسبيح بالليل والنهار و(لا يزال لسانك رطبا بذكر الله) كما أرشد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم