بدأت محافظة شمال سيناء، بالتعاون مع مديرية الصحة في إنشاء مستشفى ميداني في مدينة الشيخ زويد؛ تمهيدا لاستقبال الجرحى الفلسطينيين حال وصولهم الأراضي المصرية للعلاج.
وتتبدل المواقف ويبقى موقف مصر ثابتا من دعم الأشقاء الفلسطينيين منذ 1948 وحتى يومنا هذا، حيث تجدد الصراع بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل داخل قطاع غزة من 7 أكتوبر الجاري على خلفية عملية طوفان الأقصى.
إنشاء مستشفى ميداني
وقالت مصادر في مديرية الصحة، إن المستشفى يقع خلف مستشفى الشيخ زويد المركزي، وسيتم إنشاؤه بطاقة 300 سرير قابلة للزيادة، وسيتم تزويده بالفرق الطبية والتخصصات المختلفة.
من جانبه، قال صالح أبو هولي، رئيس مركز ومدينة الشيخ زويد، إن إنشاء المستشفى جاء في ضوء تكليفات اللواء محمـد عبدالفضيل شوشة، محافظ شمال سيناء تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية.
وأضاف أن المستشفى الميداني الذي يجري إقامته قادر على استيعاب أعداد كبيرة من الجرحى في حال السماح بدخول المصابين من قطاع غزة لتلقى العلاج في مصر، وسيتم تزويده بالفرق الطبية اللازمة.
وأشار إلى استمرار رفع درجة الاستعداد والاستنفار في قطاع الإسعاف والصحة، لافتا إلى استعداد مستشفى الشيخ زويد لاستقبال المصابين، إضافة إلى المستشفى الميداني، خاصة وأن المستشفى سيكون قادرا على استيعاب أعداد كبيرة من الجرحى وحال السماح بدخول المصابين من قطاع غزة لتلقى العلاج فى مصر سيتم تزويدها بالفرق الطبية اللازمة.
وقال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلاقات الدولية، إن إنشاء مستشفى ميداني في سيناء جاء لمساعدة أهالي غزة حال نقل بعض الجرحى الذين يعانون من إصابات خطيرة إلى مصر لتلقي العلاج، مؤكدا أن مستشفيات غزة تعاني من نقص كبير في المعدات كما أنها لم تعد قادرة على استيعاب هذا الكم من الضحايا.
وأضاف الرقب، في تصريحات لـ"صدى البلد"، أنه سبق الحديث عن المشروع منذ فترة، وبدأ تشغيله بعد وصول الأطباء المصريين للتطوع بالعمل داخل هذا المستشفى بما يعد خطوة هامة لتلقي الحالات الحرجة العناية اللازمة.
وتابع المستشفيات داخل غزة لم يعد لديها القدرة على استيعاب هذا العدد الكبير من الجرحى والمصابين، ونقلهم إلى مستشفى قريب في سيناء قد يخفف آلام هؤلاء الجرحى من الشعب الفلسطيني.
وكشف الدكتور خالد أمين، الأمين العام المساعد لنقابة الأطباء، مقرر لجنة مصر العطاء، أن أكثر من 800 طلب من طبيب تقدموا للتطوع في إنقاذ وإسعاف مصابي العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة.
وتابع خلال برنامج " كلمة أخيرة": فوجئنا بإقبال الأطباء المصريين ورغبتهم الشديدة في المشاركة والإصرار، كاشفا أن غدا تدريب أول مجموعة من الأطباء على الإصابات الموجودة في غزة، مثل الفوسفور الأبيض.
وواصل تصريحاته "من أول لحظة بدأنا الحركة على أكثر من مستوى إعداد وتجهيز الأطباء والفرق الطبية للدعم المتخصصة في الطوارئ والكوارث، وأعلنا استقبال الأطباء المتطوعين في المستشفيات التي ستكون موجودة على الحدود، فضلاً عن المستشفى الميداني الذي سيقام في رفح أو حتى في احتمال دخولها لغزة".
حالة الاستعداد القصوى
وكانت رفعت محافظة شمال سيناء، حالة الاستعداد القصوى لاستقبال الجرحى والمصابين من أهالي قطاع غزة نتيجة القصف الصهيوني الإسرائيلي على سكان القطاع العزل والمدنيين المسالمين، بينما استعدت مستشفيات مدينة العريش بشمال سيناء بشكل تام وقامت وزارة الصحة المصرية بدعم المستشفيات بالأطقم الطبية الناجزة والأجهزة المتطورة.
كما استقبلت مستشفيات العريش أكياس الدم التي تم التبرع بها من قِبل المصريين في مختلف المحافظات من خلال مبادرات التحالف الوطني للعمل الأهلي بتوجيهات فخامة الرئيس السيسي لدعم سكان قطاع غزة، حيث شهدت المستشفيات في شمال سيناء تطويرا كبيرا خلال الشهور القليلة الماضية، مما أصبح لديها كثير من الخبرات المؤهلة لاستقبال جرحى ومصابين، وإجراء العمليات.
وأكد اللواء دكتور محمد عبدالفضيل شوشة محافظ شمال سيناء، أن مستشفيات العريش والشيخ زويد وبئر العبد، استعدت بشكل تام، وتم تجهيز غرف العمليات وقسم الطوارئ والباطنة والجراحة بالتنسيق مع وزارة الصحة والمتابعة اليومية جاهزة لاستقبال الجرحى والمصابين من الفلسطينيين لعلاجهم وإسعافهم، مشيرًا إلى أن وزير الصحة وجه بتقديم أوجه الرعاية الصحية لهم وتزويد المستشفيات بـ أكفأ الأطباء والإمكانيات الطبية على أعلى مستوى، مشيرًا إلى أن أكياس الدم التي قام المصريون بالتبرع بها بمختلف المحافظات لصالح الجرحى الفلسطينيين تم إحضارها لمستشفيات العريش من أجل إسعاف الجرحى والمصابين وتقديم العلاج لهم.
وأضاف محافظ شمال سيناء، أن مطار العريش الدولي ما زال على استعداد لاستقبال قوافل المساعدات الدولية القادمة لمساعدة أهالي قطاع غزة، موضحا أننا قمنا بتجهيز أقسام الاستقبال والطوارئ، والرعاية المركزة، والأشعة وقسطرة القلب، والقسم الداخلي، والعلاج الكيماوي، في مستشفى العريش العام، والعمل على تذليل أي تحديات تواجه تقديم الخدمات الطبية بأعلى مستويات الجودة، مؤكدا أن الهيكل الوظيفي للمستشفى تصل طاقته الاستيعابية إلى 221 سريرا، منها 29 سرير رعاية مركزة، ويمكن زيادة أسرة الرعاية بمعدل 15 سريرا، حال الاحتياج، بالإضافة إلى نحو 60 ماكينة غسيل كلوي، مشيرًا إلى أن المستشفى يجري نحو 350 عملية جراحية شهريا، في مختلف التخصصات الطبية، كما تم منع إجازات الأطباء والطواقم الطبية والتمريض، ورفع كفاءة جميع الأقسام في المستشفيات، وإضافة كوادر طبية لتكون جاهزة بجوار أطباء المستشفيات، بالإضافة لأطباء البروتوكول القادمين من 4 جامعات أخرى.
وأكد محافظ شمال سيناء، على دور التحالف الوطني للعمل الأهلي والهلال الأحمر المصري في حالة تأهب لتجهيز المساعدات المتتالية مع رفع درجة الاستعداد في مستشفيات المحافظة والمعابر منذ بداية الأحداث التي تشهدها غزة، لاستقبال الجرحى الفلسطينيين، من خلال الأنساق الطبية المحددة، حيث يقوم الهلال الأحمر بتفريغ شحنات المساعدات القادمة وتجهيزها والتنسيق مع المستشفيات والمسئولين بشكل مستمر ومحكم للسيطرة على الوضع بشكل عام في المحافظة.