عانىالكاتب الأمريكى ناثان ثرال الذى خطط لزيارة عدة مدن هذا الخريف للترويج لكتابه الجديد، “يوم فى حياة عابد سلامة”، وهو كتاب يلقى نظرة على الاحتلال الإسرائيلى للضفة الغربية، إذ لم ينجح فى مسعاه لأن كل الأبواب أغلقت أمامه فبعد أيام من إصدار الكتاب هذا الشهر، تم تأجيل أو إلغاء قراءاته فى لندن ونيويورك ولوس أنجلوس وواشنطن.
[[system-code:ad:autoads]]
ويأتى ما جرى مع ناثان ثرال كواحد من بين عدد متزايد من الأحداث التى تسلط الضوء على الثقافة والمجتمع والسياسة الفلسطينية التى تم إلغاؤها أو تأجيلها منذ بدء قصف غزة إذ تم تأجيل حفل موسيقى للموسيقيين الفلسطينيين الشباب إلى أجل غير مسمى فى لندن بينما قرر مهرجان بوسطن فلسطين السينمائى عدم إقامة عروض حية.
وقال بعض المنظمين إنهم ألغوا الأحداث ذات الطابع الفلسطينى بسبب مخاوف أمنية، وأشار آخرون إلى الحساسية، ووصفوا عمليات الإلغاء والتأجيل بأنها ردود أفعال مفهومة، وإن كانت مؤسفة، فى وقت تكون فيه المشاعر متوترة وفقا لنيويورك تايمز.
لكن البعض يخشى أن يكون التأثير النهائى هو إسكات الأحداث والأصوات التى ربما كانت قد ساهمت فى تعزيز قدر أكبر من التفاهم فى لحظة حاسمة من تاريخ المنطقة وفقا لنيويورك تايمز.
وقال آرون تير، مدير الدعوة العامة لمؤسسة الحقوق الفردية والتعبير، وهى هيئة مراقبة لحرية التعبير: "من الواضح أنها قضية حساسة للغاية وهذا هو بالضبط الوقت الذى تكون فيه حرية التعبير ذات قيمة كبيرة، ينبغى لنا أن نرغب فى تعظيم التعبير عن مثل هذه القضية المشحونة والمثيرة للجدل، يجب أن نحاول حل خلافاتنا من خلال الحوار والنقد”.
وقالت أندريا جروسمان، مؤسسة منظمةWriters Bloc، وهى منظمة غير ربحية فى لوس أنجلوس تستضيف محاضرات حول الكتب، وفقا لما أوردته نيويورك تايمز إنها أجلت ظهور ثرال فى ضوء الاستقطاب فى مجتمع لوس أنجلوس حول هذه القضية، وقالت فى رسالة بالبريد الإلكتروني: "شعرت بالقلق من أن يتم الخلط بين مناقشة كتاب ناثان وحماس".
ومع ذلك، تمنت لو أنها شعرت من حولها بانفتاح أكبر، فى هذه اللحظة، تجاه تقارير ثرال عن الاحتلال، وأضافت: "الآن هو بالضبط الوقت الذى نحتاج فيه إلى إجراء هذه المحادثة".
وقال ثرال، الذى لا يزال لديه العديد من الأحداث الكتابية التى لا تزال مقررة – بما فى ذلك واحدة فى كنيس يهودى فى بروكلين الأسبوع المقبل وآخر فى كنيس يهودى فى لوس أنجلوس أوائل الشهر المقبل – أنه يشعر الآن، مع تصاعد المشاعر وسط المأساة، أن هذه هى بالضبط اللحظة المناسبة لكتابه وتأكيد ضرورة مناقشة مستقبل فلسطين.
وقال: “يمكنك إدانة الهمجية وجرائم الحرب والمذابح الأكثر فظاعة فى نفس الوقت، بينما تتحدث أيضًا عن نظام لن يذهب إلى أى مكان”، وأضاف: "هذا الكتاب كان يهدف إلى فتح المحادثات".