حذّرت دراسة جديدة، من أن البشر ربما فقدوا السيطرة على الطبقة الجليدية في غرب القارة القطبية الجنوبية، ويقول علماء من هيئة المسح البريطانية للقارة القطبية الجنوبية، إن الذوبان الحتمي الناتج عن الحرارة، الناجم عن انبعاثات الغازات الدفيئة، من شأنه أن يرفع مستويات سطح البحر خلال العقود التالية.
وحتى لو تمت السيطرة على الانبعاثات لتحقيق أفضل سيناريو ممكن؛ فإن ذوبان الغطاء الجليدي سيستمر في التسارع خلال هذا القرن بسرعة أكبر بـ 3 مرات مما كان عليه في القرن العشرين.
وإذا ذابت الطبقة الجليدية بالكامل؛ فستطلق ما يكفي من المياه لرفع مستوى سطح البحر في جميع أنحاء العالم بمقدار 17 قدمًا (5.3 متر).
ومع ذلك، يقول العلماء إنه من المحتمل 'فقط' أن يرتفع مستوى سطح البحر بمقدار 3.2 قدم (متر واحد) بحلول نهاية القرن.
ويؤدي ارتفاع درجة حرارة المحيطات، التي تمتص الحرارة الزائدة من الغلاف الجوي، إلى تآكل الغطاء الجليدي من الأسفل، ويكون هذا التأثير أكثر وضوحًا في الجانب الغربي من القارة.
ولم يتأكد العلماء من مدى احتمال مساهمة ذلك في ارتفاع مستوى سطح البحر على مستوى العالم، ولكن إذا ذابت الطبقة الجليدية في غرب القطب الجنوبي بأكملها، فستسهم بحوالي خمسة أمتار، على الرغم من أن هذا السيناريو من غير المرجح أن يحدث.
ولا يزال شرق القارة القطبية الجنوبية، الذي يحتوي على حوالي 95% من الجليد في القارة، مستقرًا بقدر ما يستطيع العلماء رؤيته، حيث وجدت دراسة حديثة أن كمية الجليد تزايدت هناك على مدار الثلاثين عامًا الماضية، على الرغم من ذوبانه بسرعة في الغرب. مع خسارة صافية تبلغ حوالي 7.5 تريليون طن من الجليد.
إن مدى مساهمة هذا الذوبان في ارتفاع مستوى المحيطات ليس مفهومًا جيدًا مثل المناطق القطبية الأخرى مثل الأنهار الجليدية في جرينلاند، وقالت الدكتورة كايتلين نوتن من هيئة المسح البريطانية للقارة القطبية الجنوبية (BAS) والمؤلفة الرئيسية للدراسة، إن أبحاثًا أخرى تتجاوز نطاقها تشير إلى أنها تساهم في ارتفاع مستوى سطح البحر بحوالي متر واحد بحلول عام 2100.
وقالت في وصفها للنتائج التي توصلت إليها: "يبدو أننا ربما فقدنا السيطرة على ذوبان الجرف الجليدي في غرب القطب الجنوبي خلال القرن الحادي والعشرين".
وأضافت: "من المرجح أن تُحدث أفعالنا اليوم فرقًا أكبر في القرن الثاني والعشرين وما بعده، ولكن هذا جدول زمني ربما لن يكون أي منا هنا موجودًا لرؤيته."
وقد وصف العلماء البحث، الذي نُشر في مجلة Nature Climate Change، بأنه "مثير للقلق"؛ لأنه يشير إلى ارتفاع لا مفر منه في مستويات سطح البحر، والذي من المحتمل أن يدمر العديد من المجتمعات الساحلية إذا لم تتكيف.