تزايدت المخاوف في المنطقة العربية من أن تتحول الحرب بين إسرائيل وحماس، إلى صراع أوسع نطاقا في الشرق الأوسط، مع تحذير واشنطن من وجود خطر كبير على المصالح الأمريكية في المنطقة، مع قصف حليفتها، إسرائيل، لقطاع غزة، وتصاعد الاشتباكات على حدودها مع لبنان.
وقالت وزارة الصحة في غزة، إن 266 فلسطينيا، بينهم 117 طفلا، استشهدوا في غارات جوية إسرائيلية خلال الـ 24 ساعة الماضية في القطاع الذي فرضت إسرائيل عليه “حصارا كاملا”، بعد تسلل جماعي مميت لمسلحين من حماس إلى داخل إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.
وفي سوريا المجاورة، حيث يوجد لإيران- الداعم الإقليمي الرئيسي لحماس- وجود عسكري، ضربت صواريخ إسرائيلية مطاري دمشق وحلب الدوليين في وقت مبكر من يوم الأحد، مما أدى إلى خروجهما من الخدمة ومقتل 2 من العاملين، حسبما ذكرت وسائل الإعلام الرسمية السورية.
وعلى طول الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان، اشتبكت جماعة حزب الله المدعومة من إيران مع القوات الإسرائيلية لدعم حماس في أعنف تصعيد للعنف على الحدود منذ الحرب بين إسرائيل وحزب الله في عام 2006.
ومع تزايد العنف حول حدودها الخاضعة لحراسة مشددة؛ أضافت إسرائيل، اليوم الأحد، 14 بلدة قريبة من لبنان وسوريا، إلى خطة الطوارئ للإخلاء في شمال البلاد.
ودعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، المجتمع الدولي، إلى تشكيل “جبهة موحدة”؛ لوقف الهجمات الإسرائيلية على غزة، والسماح بدخول المساعدات التي تشتد الحاجة إليها، والتي بدأت تتدفق للتو.
فيما قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، أمس السبت، إن واشنطن سترسل المزيد من الأصول العسكرية إلى الشرق الأوسط؛ لدعم إسرائيل، وتعزيز الموقف الدفاعي الأمريكي في المنطقة، بعد 'التصعيد الأخير من قبل إيران والقوات التابعة لها'- في إشارة إلى حزب الله، ومسلحين آخرين.
وقال أوستن لبرنامج 'هذا الأسبوع' على شبكة 'إيه بي سي' اليوم الأحد: 'نحن قلقون بشأن التصعيد المحتمل. في الواقع، ما نراه ... هو احتمال حدوث تصعيد كبير في الهجمات على قواتنا وشعبنا في جميع أنحاء المنطقة'.
وأضاف 'إذا كانت أي مجموعة أو أي دولة تتطلع إلى توسيع هذا الصراع والاستفادة من هذا الوضع المؤسف للغاية... نصيحتنا هي: لا تفعلوا ذلك'.
وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي جو بايدن أجرى اتصالا هاتفيا اليوم الأحد مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لبحث الصراع.
وأشار البيت الأبيض إلى أن بايدن تحدث أيضا مع البابا فرانسيس، وناقشا 'الحاجة إلى منع التصعيد في المنطقة والعمل نحو سلام دائم في الشرق الأوسط'.
وقال نتنياهو إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الهولندي مارك روتي سيزوران إسرائيل هذا الأسبوع.
ونشرت واشنطن قدرا كبيرا من القوة البحرية في الشرق الأوسط، بما في ذلك حاملتي طائرات وسفن دعم ونحو 2000 من مشاة البحرية، للمساعدة في ردع الهجمات التي تشنها القوات التابعة لإيران.
وقال أوستن إنه سيتم إرسال نظام الدفاع الصاروخي للارتفاعات العالية (ثاد) وكتائب إضافية من نظام صواريخ باتريوت للدفاع الجوي إلى المنطقة، ووضع المزيد من القوات في وضع الاستعداد.
وذكر مسؤولون أمنيون إيرانيون، لـ"رويترز"، أن استراتيجية إيران تتمثل في قيام وكلاء الشرق الأوسط مثل حزب الله بشن هجمات محدودة على أهداف إسرائيلية وأمريكية مع تجنب تصعيد كبير من شأنه أن يجر طهران لحرب، وهو عمل بالغ الأهمية بالنسبة للجمهورية الإسلامية.
الهجوم الإسرائيلي على غزة
شنت إسرائيل غارة جوية على قطاع غزة في الجنوب الغربي بعد أن اخترق مسلحو حماس الحدود يوم 7 أكتوبر وقتلوا 1400 شخص، معظمهم من المدنيين، ونقلوا نحو 212 أسيرا إلى غزة.
وقالت وزارة الصحة في غزة، اليوم الأحد، إن الضربات الجوية والصاروخية الإسرائيلية ردا على ذلك أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 4741 شخصا وإصابة 15898 آخرين، مع نزوح أكثر من مليون من سكان القطاع المكتظ بالسكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
وحشدت إسرائيل الدبابات والقوات قرب السياج الحدودي حول غزة؛ استعدادا لغزو بري يهدف إلى القضاء على حماس، بعد عدة حروب غير حاسمة يعود تاريخها إلى استيلاءها على السلطة هناك في عام 2007، بعد أن أنهت إسرائيل احتلالا دام 38 عاما.
وقال الجناح العسكري لحركة حماس، إنه أطلق مزيدا من الصواريخ على تل أبيب، اليوم الأحد، ولم ترد أنباء فورية عن وقوع أضرار أو ضحايا.
ومع استمرار إسرائيل في القصف اليومي؛ قال الفلسطينيون، إنهم تلقوا تحذيرات عسكرية إسرائيلية متجددة بالتحرك من شمال غزة إلى الجنوب؛ لتجنب المسرح الأكثر دموية في الحرب.
وأضافوا أن منشورات عسكرية أسقطت على المنطقة- التي يبلغ طولها 45 كيلومترا فقط- تحتوي على تحذير إضافي بأنهم قد يتم تصنيفهم على أنهم متعاطفون مع 'منظمة إرهابية' إذا بقوا في أماكنهم.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن معظم قتلى الغارات الجوية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية كانوا في جنوب غزة. وتقول إسرائيل إنها تستهدف المسلحين فقط وأنهم غالبا ما يستخدمون المباني السكنية كغطاء.
ووصلت أول قافلة مساعدات إنسانية سمح لها بدخول غزة منذ اندلاع الحرب إلى جنوب غزة قادمة من مصر، أمس السبت؛ بعد أيام من المفاوضات.
وقالت الأمم المتحدة إن القافلة المكونة من 20 شاحنة، جلبت إمدادات طبية منقذة للحياة، وبعض المواد الغذائية.
وأوضحت مصادر مصرية، أن قافلة ثانية من شاحنات المساعدات دخلت الجانب المصري من معبر رفح، اليوم الأحد، في طريقها إلى قطاع غزة، قبل وقت قصير من سماع شهود عيان دوي انفجار وصفارات سيارات الإسعاف على الحدود.
وبعد ذلك بوقت قصير، قال الجيش الإسرائيلي، إن إحدى دباباته، أصابت، بطريق الخطأ، موقعًا مصريًا بالقرب من الحدود.
وقال المتحدث باسم الجيش المصري، إن عددا من قوات حرس الحدود المصريين، أصيبوا بجروح طفيفة.
وذكر مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، إن حجم المساعدات التي دخلت حتى الآن، لم تتجاوز 4% من المتوسط اليومي قبل الأعمال العدائية، وجزء صغير مما هو مطلوب، مع نفاد مخزونات الغذاء والمياه والأدوية والوقود.