قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن من مات رضيعها فهو على جبل في الجنة يكفله نبى الله إبراهيم عليه السلام، مبشراً والديه: فهنيئا لكما.
والدليل على ذلك قال سيدنا رسول الله ﷺ: «أطفالُ المؤمنينَ في جَبلٍ في الجنَّةِ، يكفلُهم إبراهيمُ وسارَّةُ، حتَّى يردَّهم إلى آبائِهم يومَ القيامةِ». [أخرجه الحاكم].
مصير الأطفال بعد موتهم
فمن مات له طفله فهو منعّم في كفالة نبي الله إبراهيم عليه السلام وزوجه سارة لما جاء بحديث النبى صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة رضى الله عنه قال: أولاد المسلمين في جبل في الجنة، يكفلهم إبراهيم وسارة عليهما السلام، فإذا كان يوم القيامة دفعوا إلى آبائهم".. أخرجه البيهقي وغيره مرفوعا، ويشهد لذلك ما في صحيح البخاري، عن سمرة بن جندب، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أتاني الليلة آتيان، - فذكر حديثا طويلا وفيه، إن الملكين فسراه له، وأنهما جبريل وميكائيل، وأنه من جملة ما رأى - رجلا طويلا في روضة وحوله ولدان وقالا له: الرجل الطويل في الروضة إنه نبى الله إبراهيم عليه السلام، والولدان حوله كل مولود مات على الفطرة. فقال رجل: يا رسول الله وأولاد المشركين؟ قال صلى الله عليه وسلم: وأولاد المشركين.
أجر من مات ابنه وصبر عليه
أوضح الدكتور عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية،أجر من مات له ولد وصبر عليه، مؤكدًا أن الله تعالى يأمر الملائكة بأن يبنوا له بيتًا في الجنة يسمى بيت الحمد.
وأوصى «عثمان»، خلال لقائه بفيديو منشور على موقع الفيديوهات “يوتيوب”، كل أب وأم مات أحد أبنائهم، بأن يصبروا ويحتسبوا لأن فى الجنة قصرًا يسمى بقصر العفو يدخله من استرد الله أمانته ولداً كان أو أنثى، منوهًا بأنه لو صبر الأب والأم بنى الله لهم بيتاً فى الجنة.
واستشهد على أجر من مات له ولد وصبر على موته بما روي عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا مَاتَ وَلَدُ الْعَبْدِ قَالَ اللَّهُ لِمَلائِكَتِهِ قَبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدِي فَيَقُولُونَ نَعَمْ فَيَقُولُ قَبَضْتُمْ ثَمَرَةَ فُؤَادِهِ فَيَقُولُونَ نَعَمْ فَيَقُولُ مَاذَا قَالَ عَبْدِي فَيَقُولُونَ حَمِدَكَ وَاسْتَرْجَعَ فَيَقُولُ اللَّهُ: «ابْنُوا لِعَبْدِي بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَسَمُّوهُ بَيْتَ الْحَمْدِ».
واستدل أيضًا على أجر من مات له ولد وصبر بما وورد في الصحيحين أجر خاص لمن توفي له أكثر من طفل فصبر واحتسب فعن عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النِّسَاءَ قُلْنَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اجْعَلْ لَنَا يَوْمًا فَوَعَظَهُنَّ وَقَالَ أَيُّمَا امْرَأَةٍ مَاتَ لَهَا ثَلَاثَةٌ مِنْ الْوَلَدِ كَانُوا حِجَابًا مِنْ النَّارِ قَالَتْ امْرَأَةٌ وَاثْنَانِ قَالَ وَاثْنَانِ» أخرجه البخاري (99 ) ومسلم (4786 ).
وواصل: وفي رواية عند البخاري ( 1292 ) عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ النَّاسِ مُسْلِمٌ يَمُوتُ لَهُ ثَلَاثَةٌ مِنْ الْوَلَدِ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ إِلا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمْ»، موضحًا أن هذه الأحاديث تبين أن من توفي له ولدان أو أكثر فصبر عليهما أنه موعود بالجنة، والنجاة من النار.
جزاء الأم التى تفقد ابنها عند الله عز وجل
قال الدكتور مجدى عاشور، المستشار العلمى السابق لمفتى الجمهورية، إنه لا شك أن فقد الولد من المصائب العظيمة على من وقعت عليه، فمن صبر عليها ورضي بقضاء الله وقدره ، حصل له هذا الأجر العظيم بفضل الله وكرمه.
وأضاف عاشور، فى إجابته على سؤال « ما جزاء الأم التى تفقد إبنها عند الله؟»، أنه ثبت في الكتاب والسنة نصوص كثيرة تدل على فضل الصابرين وعظيم أجرهم، وأن الله يوفيهم أجرهم بغير حساب وهذا يشمل كل من صبر على أي مصيبة ابتلي بها، قال الله تعالى ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ . الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ . أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)
وأوضح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمنا دعاء نقوله عند المصيبة فيه فضل وأجر عظيم وهو ما رواه مسلم في صحيحه ( 1525 ) عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ فَيَقُولُ مَا أَمَرَهُ اللَّهُ ( إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ) اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا إِلا أَخْلَفَ اللَّهُ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا قَالَتْ فَلَمَّا مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ قُلْتُ أَيُّ الْمُسْلِمِينَ خَيْرٌ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ أَوَّلُ بَيْتٍ هَاجَرَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ إِنِّي قُلْتُهَا فَأَخْلَفَ اللَّهُ لِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ".
وتابع : أن موت إبنك سيكون فرطاً ليكي فى الجنة فأمر الله قد حدث وعليكِ أن تصبري وتحتسبه عند الله وتدعى له وتحمدى الله.
هل الجنين الميت يشفع لوالديه يوم القيامة ؟
توفى جنيني فى الشهر السادس وانا حامل فيه وسمعت انه لن يشفع لي إلا لو كنت ذبحت له عقيقة ؟..سؤال أجاب عنه الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، وذلك خلال لقائه بالبث المباشر المذاع على صفحة دار الإفتاء عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
وأجاب "شلبي"، قائلًا: جاء فى الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ((كل غلام مرتهن بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ويحلق ويسمى ولأنه ﷺ أمر عن الغلام شاتان وعن الجارية شاة))، قالوا العقيقة لكل مولود نزل حيًا او بلغ 4 أشهر واكثر ونزل ميتًا اى لم يكتمل.
وأشار الى أن هناك من قال أن الطفل لو توفي قبل بلوغه لا يشفع لوالديه وتكون شفاعته مرتبطة بالعقيقة، ولكن جاء فى الشرع الشريف من يموت قبل سن البلوغ معفو عنه ويشفع لوالديه.
وتابع قائلًا: من توفى له طفل وتيسر له فعل العقيقة فليؤدها، ونرجو من الله ان يشفع لوالديه.
أجر من توفى له ولد بعد ولادته
قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، إنه لا شك أن فقد الولد من المصائب العظيمة على من وقعت عليه، فمن صبر عليها ورضي بقضاء الله وقدره، حصل له هذا الأجر العظيم بفضل الله وكرمه.
وأضاف جمعة، فى إجابته عن سؤال « توفي لي ابن بعد الأسبوع الأول من ولادته فهل ننال الأجر الذي ورد في الأحاديث لمن فقد وليده؟»، أنه إذا ولد طفل وبعد ولادته توفى فنفعل معه ما نفعله مع الإنسان المعتاد فنغسله ونكفنه ونصلى عليه وندفنه وجوبا طالما استهل الدنيا صارخًا.
وأشار الى أنه إذا مات فى بطنه أمه ونزل ميتا فيغسل ويكفن ويدفن ولكن لا يصلى عليه لأنه لم يستهل صارخًا.