في مواجهة الدعوات الإسرائيلية المتكررة للإخلاء من الجزء الشمالي من قطاع غزة، فرَّ غسان عنبتاوي، من منزله في بلدة جباليا الشمالية، يوم الأحد الماضي، مع عائلته، وسافر إلى منزل أحد الأصدقاء في الجنوب.
ووفقا لحديثه مع نيويورك تايمز، بعد يومين، قصفت الغارات الجوية الإسرائيلية، الجنوب، وبدا الوضع هناك ليس أقل يأسا منه في الشمال، ولذلك اتخذ عنبتاوي (75 عاماً) وعائلته، القرار الصعب بالعودة إلى الشمال.
وقال عنبتاوي في مقابلة عبر الهاتف مع نيويورك تايمز، اليوم السبت: أمامي خياران: أن أموت في بيتي مع ما تبقى من كرامتي، أو أموت مشردا بلا كرامة.
وعلى الرغم من أن الفلسطينيين يواصلون الإبلاغ عن الغارات الإسرائيلية في الجنوب؛ فقد فر مئات الآلاف من سكان غزة إلى هناك، بعد أن طلب منهم الجيش الإسرائيلي إخلاء الشمال، حفاظًا على سلامتهم.
ودعا جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، سكان شمال غزة، مرة أخرى، للانتقال إلى الجنوب؛ تحسبا لغزو بري.
وفي مؤتمر صحفي، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانييل هاغاري، إن الجيش سيزيد من هجماته على مناطق في الشمال، والتي وصفها بأنها "معاقل لحماس".
وأكمل عنبتاوي- الذي يعيش مع زوجته وابنتيه وحفيديه الصغار- إنه تلقى للتو مكالمة هاتفية تشغل رسالة مسجلة من الجيش الإسرائيلي، سمعها العديد من سكان غزة عدة مرات، تحثهم على الإخلاء المنطقة.
التحذيرات لم تغير رأي عنبتاوي، وقال، إن قراره كان بدافع المبدأ، وليس السلامة: فهو يرفض النزوح مرتين.
وعندما كان طفلا رضيعا، كان عنبتاوي من بين مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين أجبروا على مغادرة منازلهم في عام 1948 خلال الحرب التي أحاطت بإنشاء إسرائيل، والتي يشير إليها الفلسطينيون باسم "النكبة".
فرت عائلته إلى غزة من منزلهم في شفا عمرو، وهي الآن مدينة عربية في إسرائيل، وقيل للعائلة: إن بإمكانهم العودة إلى منزلهم بعد يومين، لكنهم لم يفعلوا ذلك قط.
ونوه عنبتاوي بأنه سمع في أثناء ،نشأته قصص والديه عن النزوح واللاجئين، وأقسم أن أطفاله لن يمروا أبدًا بنفس الشيء.
وأضاف: "لن أقوم بالإخلاء مهما حدث"... "أنا أرفض أن أُجبر على الخروج من منزلي مرة أخرى."