اختُتمت اليوم، تحت رعاية وإشراف الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- فعاليات الدورة الثانية لإعداد وتأهيل المقبلين على الزواج بمحافظة أسيوط.
وتندرج هذه الدورات ضمن مشروع دار الإفتاء المصرية لحماية الأسر المصرية، الذي يسعى إلى إقامة علاقات زوجية متينة ومستقرة، وإلى نشر الوعي بأهمية السعادة الزوجية.
وفي هذا الإطار، أكد فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية- أن هذه الدورات تعبر عن رؤية الدار المتكاملة، التي تتناول جميع جوانب بناء الأسرة، والتي في القلب منها الجانب الوطني.
وباهتمام وابتكار، يجدد المفتي باستمرار التأكيد على أهمية تنظيم تلك الدورات المفيدة والمتميزة للمقبلين على الزواج. مؤمنًا بأن دار الإفتاء المصرية تقود هذه المبادرات المتميزة من منطلق مسؤوليتها الدينية والوطنية في الحفاظ على المجتمع المصري وارتقائه؛ حيث إن هذه المبادرات تظهر فهمًا عميقًا لمتطلبات الواقع والزمان الحالي وتأتي استجابة لتحديات الحياة المعاصرة.
وأضاف: الأوطان تستند إلى أسر قوية تدافع عن الأوطان والمقدسات، مشددا على أنَّ الأسرة هي أصل المجتمع، وهي المكون الأساسي له، وهي المصدر الشرعي الذي يغذِّي الوطن بأبناء صالحين يحبون أسرَهم وأوطانهم، ويلتزمون بالانتماء إلى الوطن بأقوى الروابط وأثبتها، ويلقون كل جهدهم من أجل حفظه والحفاظ عليه والإسهام في رفعته إلى مستقبل باهر مشرق.
وانطلاق هذه الدورة يأتي بالتزامن مع إطلاق إدارة التدريب بالدار عدة دورات لإعداد وتأهيل المقبلين على الزواج والتي نظمتها الدار في مقرها الرئيسي بالقاهرة، وفي فروع الدار بمحافظات الجمهورية؛ حيث أطلقت الدار في مقرها الرئيسي الدورة التاسعة عشرة، والدورة العشرين، وكذلك احتفلت منذ أيام بانتهاء الدورة الثانية بمحافظة الإسكندرية، كما يجري التنسيق حاليًّا لإطلاق دورة لإعداد وتأهيل المقبلين على الزواج بمحافظة مطروح.
البرنامج التأهيلي للمقبلين على الزواج تم تصميمه بعناية بالغة، وقد ضم عدة محاور؛ فإلى جانب المحاضرات الشرعية، شارك في الدورة خبراء في علم الاجتماع وعلم النفس وغيرهما؛ حيث يسعى البرنامج إلى تثقيف المقبلين على الزواج بأساسيات الحياة الزوجية ومقومات السعادة، بما يضمن للزوجين حياة سعيدة ومستقبلًا مشرقًا، كما يعمل على بناء الوعي اللازم للشباب المقبل على الزواج من خلال تحديد الأدوار في الأسرة على وجه التكامل والتناغم، بما يحفظ للأسرة استقرارها، ويحصِّنها من السقوط في الأزمات والمشكلات.
كما تم توزيع كتاب "دليل الأسرة من أجل حياة مستقرة" على المتدربين بالدورة، واختتم البرنامج التدريبي بتسليم الشهادات للسادة المتدربين.
ويأتي هذا البرنامج التدريبي ضمن الجهود الكثيرة التي تبذلها الدار تجاه الأسرة المصرية، حيث إن الدار بدأت تلك الدورات التدريبية لتأهيل المقبلين على الزواج منذ ٢٠١٤، وحتى الآن، وكذلك فقد أنشأت الدار قسمًا للإرشاد الأسري، يستقبل المشكلات الأسرية، ويحلها مع الزوجين في الإطار الشرعي والنفسي والاجتماعي، وكذلك إطلاق موقع تنمية الأسرة، يضم ما تحتاج إليه الأسرة، بالإضافة إلى إصدارها "دليل الأسرة، من أجل حياة مستقرة"، الذي يتناول نصائح وإرشادات في بناء علاقة ناجحة بين الزوجين، وفي الجانب الاقتصادي والتربوي للأسرة، وفي جانب التعلق بالله تعالى، بالإضافة إلى شرح وتبسيط هذا الدليل في برنامج إذاعي يبثُّ من الأحد إلى الخميس على محطة راديو مصر، وكذلك في فيديوهات تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي.