تداول أبناء جنوب سيناء خرائط كثيرة لسيناء احتجاجا على من تناقلته وسائل الإعلام من إزالة اسم سيناء من خرائط محرك البحث" جوجل ".
أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية أن محمد على كان له دور كبير فى تاريخ سيناء (1805-1848م) حيث أرسل مهندس فرنسا اسمه المسيو لينان إلى بلاد الطور الذى درس معادنها ورسم خريطة لها وسمى نفسه هناك عبد الحق وكانت الخارطة التى رسمها هى أول خارطة وضعت لسيناء فى التاريخ الحديث، وفى عصر أسرة محمد على قام عباس الأول بن طوسون بن محمد على (1848 – 1854م) بزيارة سيناء وبنى حمامًا فوق النبع الكبريتى بمدينة الطور ومهد طريقًا من دير سانت كاترين إلى قمة جبل موسى وشرع فى بناء قصر جميل على جبل تلعة غرب جبل موسى ومد طريق للعربات من الطور لهذا القصر ولكنه توفى قبل أن يكمله.
وأشار الدكتور ريحان إلى أن سيناء جسرًا بريًا إلى آسيا هيأته الطبيعة بكثبانها الرملية وبما تختزن من مياه الأمطار لأن يكون المدخل الشرقى لمصر ومفتاحها الأم وهى حلقة الوصل بين آسيا وأفريقيا.
ورغم أن سيناء تقع فى قارة آسيا لكنها كانت دائمًا وفى جميع العصور جزءًا متممًا لوادى النيل وقنطرة تربط أفريقيا بآسيا إذ كانت أحد الطريقين الرئيسيين اللذين كانت تأتى منهما الهجرات إلى وادى النيل، الطريق الأول هو الطريق الحربى الكبير فى شمال سيناء الذى استخدمه المصريون القدماء عند غزوهم لآسيا وكذلك غزاة مصر على مر العصور، وكان يعرف فى النصوص المصرية القديمة باسم طريق حورس ويبدأ من قلعة ثارو(بقاياها بالقنطرة شرق) ويتجه شمالًا قرب تل الحير ثم بير رمانة، قاطية، العريش، الشيخ زويد، رفح.
والطريق الثانى فى الجنوب هو طريق مضيق باب المندب وشرق أفريقيا ولأجل هذا الموقع الإستراتيجى لعبت سيناء دورها الهام عبر التاريخ ولم تكن صحراؤها فى أى يوم من الأيام حائلًا بين القبائل المنتشرة فى شمال الجزيرة العربية وفلسطين والأردن وبين هجرتها لوادى النيل وقلما توجد قبيلة عربية من قبائل سيناء ليس لها قرابة بقبيلة أو أكثر من قبائل تلك البلاد
وأوضح الدكتور ريحان أن سيناء على شكل مثلث قاعدته فى الشمال وضلعيه خليج العقبة شرقًا وينتهى بمدينة العقبة وإيلات، وخليج السويس غربًا وينتهى بمدينة السويس، التى كانت تسمى قديمًا هيريوبوليس ثم القلزم، وقاعدة المثلث تبلغ 200كم من بور فؤاد غربًا حتى رفح شرقًا على امتداد البحر المتوسط ورأسه جنوبًا عند رأس محمد التى تبعد عن ساحل البحر المتوسط 390 كم والضلع الغربى للمثلث 510كم ويشمل خليج السويس والقناة ، والضلع الشرقى للمثلث 455كم ويشمل خليج العقبة و الخط الوهمى للحدود السياسية الشرقية لمصر
وتبلغ مساحة سيناء 61000 كم2 أى 6% من مساحة مصر التى تبلغ مليون كم2 وتتميز سيناء بالجبال الشاهقة الارتفاع أهمها جبل كاترين 2639 م وجبل موسى 2242م فوق مستوى سطح البحر.
وتعتبر جبال سيناء مصدرًا لأحجار البناء مثل الحجر الجيرى والرملى والزلط والصخور النارية بالإضافة إلى الطفلة التى تترسب بعد عمليات السيول وهناك الأحجار الكريمة مثل الفيروز، وكان بدو سيناء يستخرجونه من منطقة شرق أبو زنيمة ويصنعون منه الفصوص والجعاري.