تصاعدت الأحداث السياسية والعسكرية في الشرق الأوسط مؤخرًا، مما أثر بشكل كبير على صناعة الغاز الطبيعي المسال وتجارته. ويُعتبر الغاز الطبيعي المسال من أهم مصادر الطاقة في العالم، ولهذا فإن أي تغيير في إمداداته يمكن أن يكون له تأثير كبير على الاقتصاديات الوطنية والعالمية. وفي هذا التقرير، سنلقي نظرة على آخر التطورات في هذا القطاع وتأثيرها على السوق العالمية.
تحول الناقلة من مصر إلى الجزائر
ومن بين أحداث الأسبوع الماضي تحول ناقلة الغاز سي بيك قطالونيا التي غادرت محطة إدكو في مصر وتوجهت إلى منشأة أرزيو في الجزائر. وهذا التغيير المفاجئ في مسار الناقلة جذب اهتمام العديد من المحللين وخبراء الغاز الطبيعي.
ويأتي ذلك بسبب توقف خط أنابيب إسرائيلي ينقل الغاز إلى مصر نتيجة للأحداث الحالية في قطاع غزة. وهذا التحول المفاجئ أثار العديد من التساؤلات حول استقرار إمدادات الغاز الطبيعي المسال وأثره على الأسواق العالمية.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون للأحداث الجارية تأثير كبير على علاقات الدول في المنطقة. ومن الممكن أن يتدخل العرب للضغط على إسرائيل بالطرق التي شهدناها في حرب أكتوبر السابقة، حيث تم منع صادرات النفط والغاز. وهذا التأثير المحتمل يمكن أن يزيد من التوترات في الشرق الأوسط ويؤدي إلى تغييرات كبيرة في صناعة الطاقة وتجارتها على المستوى العالمي.
وقال محللون لوكالة رويترز، إن ناقلة كانت تسعى لتحميل الغاز الطبيعي المسال من محطة مصرية غادرت خاوية وتحولت إلى أخرى بالجزائر بعد توقف خط أنابيب إسرائيلي ينقل الغاز لمصر بسبب الأحداث الحالية في غزة.
وقال أولوميد أجايي، كبير محللي الغاز الطبيعي المسال في (إل.إس.إي.جي) نقلا عن بيانات الشحن، إن الناقلة سي بيك قطالونيا غيرت مسارها من محطة إدكو للغاز الطبيعي المسال في مصر وتتجه الآن إلى منشأة أرزيو في الجزائر.
وأغلقت شركة شيفرون حقل غاز تمار الإسرائيلي وسط الصراع العسكري مع حماس وعلقت الصادرات عبر خط أنابيب غاز شرق المتوسط تحت سطح البحر والذي يمتد من عسقلان في جنوب إسرائيل إلى مصر.
دور مصر في صناعة الغاز الطبيعي المسال
ومصر تعتبر واحدة من الدول الرائدة في صناعة الغاز الطبيعي المسال في الشرق الأوسط. ومنذ فترة طويلة، اعتمدت مصر على واردات الغاز الإسرائيلي لتلبية جزء من الطلب المحلي. ولكن مع توقف خط أنابيب الغاز الإسرائيلي، ينبغي على مصر البحث عن بدائل لتلبية الاحتياجات المحلية.
تأثير الأحداث الحالية
وتحدث الأحداث الحالية في الشرق الأوسط تحولات كبيرة في صناعة الغاز الطبيعي المسال. إذا كانت مصر تعتمد بشكل كبير على واردات الغاز الإسرائيلي، فإن توقف هذه الواردات يمكن أن يؤدي إلى نقص في الإمدادات المحلية. وهذا يعني أن هناك كميات أقل من الغاز المتاح للصادرات، مما يؤثر على الأسواق العالمية.
صادرات مصر ووجهاتها
ومنذ بداية العام، تمت ملاحظة زيادة في صادرات الغاز المصري إلى الاتحاد الأوروبي وبريطانيا. فبيانات تتبع السفن تشير إلى أن 50% من الصادرات المصرية تم بيعها إلى هذه الوجهات. ومع ذلك، لم تصدر مصر أي غاز طبيعي مسال منذ يوليو، مما أثار تساؤلات حول تأثير ذلك على الأسواق العالمية.
تأثير الصراع على أسعار الغاز
ومن الجدير بالذكر أن الأحداث السياسية والعسكرية في الشرق الأوسط يمكن أن تؤثر على أسعار الغاز الأوروبية الفورية. ورغم أن هناك بعض الاستقرار الحالي واحتمال زيادة واردات الغاز الطبيعي المسال الأميركية، إلا أن هناك خطرًا محتملاً لزيادة قصيرة المدى في أسعار الطاقة نتيجة لتصاعد الصراع.
وتشهد صناعة الغاز الطبيعي المسال تحولات كبيرة نتيجة للأحداث الحالية في الشرق الأوسط. تحول الناقلة من مصر إلى الجزائر يُظهر تأثير هذه الأحداث على إمدادات الغاز وصادراته. بينما تسعى مصر لتلبية احتياجاتها المحلية من الغاز، يتعين عليها أيضًا النظر في تأثير الأحداث على الأسواق العالمية.