دخلت الحرب في غزة، بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية يومها الرابع عشر، بالتزامن مع تفاقم الوضع الإنساني في القطاع؛ نتيجة لحالة الحصار التي تفرضها قوات الاحتلال الإسرائيلي.
ما هي قناة بن جوريون؟
وقالت منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" اليوم الجمعة، إن قطاع غزة يحتاج دخول 100 شاحنة مساعدات على الأقل يوميا لتلبية الاحتياجات الإنسانية، بحسب ما أوردته فضائية “العربية”.
وتتعنت إسرائيل في فتح معبر رفح من الجانب الفلسطيني، حيث قصفته قبل أيام قليلة 4 مرات، في الوقت الذي تنتظر فيه أكثر من 170 شاحنة مساعدات إنسانية مرسلة من مصر وعدد من دول العالم.
وتفاقمت الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، بسبب استمرار العدوان الإسرائيلي منذ 14 يوما، حيث تجاوز عدد شهداء القصف المتواصل للاحتلال 4 آلاف شهيد بحسب البيانات الصادرة من وزارة الصحة الفلسطينية.
واختلفت آراء المحللين السياسيين حول أهداف هذه الحرب خلال الـ 14 يوما، فالهدف المعلن من جانب دولة الاحتلال القضاء على المقاومة الفلسطينية، ولكن حجم العمليات العسكرية واستهداف المدنيين بشكل مباشر، وكان آخرها استهداف مستشفى المعمداني بشكل واضح ووقوع أكثر من 1000 طفل شهيد يؤكد أن هدف إسرائيل من هذه العمليات ليس استهداف المقاومة.
ورصد المحللون السياسيون أن أهداف الاحتلال قد تتنوع بين تصفية القضية الفلسطينية عبر تهجير وإعادة توطين سكان غزة في سيناء، وترحيل الأزمة إلى مصر، وهو ما فطنت إليه القيادة السياسية المصرية وحذرت منه مرارا، كما خرج الملايين من المصريين في الشوارع اليوم الجمعة للتعبير عن رفضهم تصفية القضية الفلسطينية وأنها قضية العرب، فيما راح بعض المحللين إلى أنه بعد ترحيل القضية الفلسطينية إلى مصر، سيفتح هذا الباب أمام إسرائيل لإنشاء مشروع النقل البحري الخاص بهم والمنافس لقناة السويس وهي قناة بن غوريون.
وقال الإعلامي وعضو مجلس النواب، مصطفى بكري، إن المخطط أكبر من قطاع غزة، فقد شهدت سواحل غزة تجمع البوارج العسكرية الأمريكية والبريطانية والفرنسية والألمانية والإيطالية، موضحا خلال كلمته بالجلسة الطارئة لمجلس النواب أمس، أن القضية ليست قطاع غزة وإنما إنشاء قناة بحرية، يتم تنفيذها منذ نوفمبر الماضي، وهي قناة بن غوريون التي تنطلق من إيلات إلى غزة ذهابا وإيابًا.
وأضاف بكري، أنه من المقرر الانتهاء من مشروع قناة بن غوريون، خلال 3 سنوات، وستكون مشكلة حقيقية لقناة السويس ويقدر لها 6 مليارات دولار سنويا، مشيرا إلى أن القضية أو المشروع يهدف إلى إنشاء ممر تجاري ينطلق من الهند مرورًا بالخليج ثم دولة الإحتلال الإسرائيلي ثم إلى أوروبا، في مواجهة طريق الحرير.
وأوضح في الجلسة العامة الطارئة في مجلس النواب، أن مشروع أو قضية قناة بن غوريون التي من المقرر أن تنطلق من ميناء إيلات، وتنتهي في غضون 3 سنوات، مقدر لها أن تدر 6 مليارات دولار سنويا بهدف الإضرار بقناة السويس، مثل كأنها مشروع يقابل طريق الحرير، وسعى الاحتلال في تنفيذ هذا المشروع تفريغ غزة من سكانها وهذا واضح.
وأشار إلى أن عملية الغزو البري سوف تكون في غضون أيام قليلة، وإسرائيل تدرك ضرورة تلك الخطوة للتخلص من المقاومة وعلى رأسها حماس، لذلك فإن هناك رسالة واجبة للأمة العربية وهي: "حانت اللحظة الحاسمة، لدينا أوراق ضغط في مقدمتها النفط"، مشددا على أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، تحمل الكثير، فقد تطاول عليه السفهاء والخونة وتساءلوا: لماذا تنفق الأموال في المشروعات الاستراتيجية والتسليح، والآن يلتف الشعب المصري 99% خلف الرئيس السيسي، وعلينا مواصلة حالة التأييد الحتمية للرئيس السيسي في تلك الظروف.
إجهاض خطة إسرائيل
وقال المفكر الاستراتيجي، اللواء سمير فرج، إن قناة السويس عمرها أكثر من 146 عاما، وتصل 3 قارات ببعضها، مشددا على أن مصر قد خسرت 150 ألف مصري بسبب القناة، مشددا ، خلال تصريحات إعلامية لـ "صدى البلد"، أن قناة السويس الجديدة وتطوير قناة السويس، أجهض الحلم الإسرائيلي والرغبة في إنشاء قناة بن غوريون الإسرائيلية، مشيرا إلى أن سعي إنشاء هذه القناة لضرب قناة السويس وتراجع الدخل الذي تدره لمصر.
وأشار إلى أن مصر قلب العالم، لذلك عملت الدولة طوال السنوات الماضية لإنشاء هذه الموانئ:
- العين السخنة.
- العريش.
- بورسعيد.
- الإسكندرية.
وشدد على أن الهدف من إنشاء هذه الموانئ إقامة مركز إقليمي لتجارة الحاويات، كما أن ميناء بورسعيد، أحد أفضل الموانئ حول العالم، ويأتي في المرتبة العاشرة عالميا كما يستوعب حوالي 15 مليون حاوية، مشيرا إلى أن كل هذه الإنجازات تمت خلال 6 سنوات، بفضل توجيهات الرئيس السيسي المتعددة في مجالات كثيرة.
واختتم: إن الأرباح التي حققتها قناة السويس الجديدة، والتي رفعت عوائد القناة إلى 9.4 مليار دولار، منوهًا أن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر طلب عام 1965 الحصول على قرض من البنك الدولي؛ لإنشاء قناة السويس الجديدة وقُوبل بالرفض، ولكن بعد عقود طويلة تم إنشاؤها بأموال المصريين.
من جانبه، قال عميد كلية النقل البحري والتكنولوجيا بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، الدكتور ربان محيي الدين السايح، إن قناة السويس، رغم ما يدور حولها، شريان تجاري بين الشرق والغرب والممر الملاحي الوحيد الذي يقصّر المسافة وتكلفة النقل من مراكز الإنتاج إلى مراكز الاستهلاك، وما تؤكد عليه القيادة السياسية دوما من عدم التخوف من وجود بدائل لقناة السويس يعد رسائل تطمين للمصريين.
وشنت حركة حماس هجوم مفاجئ ضد الاحتلال الإسرائيلي في مستوطنات غلاف غزة تسبب في مقتل الآلاف وتضرر المعدات ومقتل عدد من الجنود وأسر ما يقرب من 250 ما بين مدني وعسكري.
وتسبب ذلك الأمر في تصاعد المواجهات المسلحة بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية، وشنت إسرائيل عدوانا على قطاع غزة، لليوم الثالث عشر بعدما بدأت المقاومة الفلسطينية عملية طوفان الأقصى ضد مستوطنات غلاف غزة في السابع من أكتوبر.
ومن جانبه قال الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشئون العربية في مجلس النواب، إن هذا الكابوس الأسود الذي يمر على فلسطين يمر على مصر أيضًا، مؤكدًا :"نحن أصحاب قضية ولسنا متضامنين فقط".
وأضاف محسب خلال حواره ببرنامج صباح الخير يا مصر، المذاع عبر فضائية الأولى المصرية، اليوم الجمعة، أن الجلسة الطارئة التي عقدها مجلس النواب بالأمس كافة النواب اتفقوا فيها على تفويض الرئيس السيسي بأن يتخذ ما يراه مناسبًا من إجراءات لأمن مصر، موضحًا أن "هذا يعني أنوع من الإجراءات حتى وإن وصل القرار للحرب".
وأكد وكيل لجنة الشئون العربية في مجلس النواب أنه لا يوجد تهاون في التفريط في حبة رمل واحدة ضحى من أجلها أرواح طاهرة، مشيرًا إلى أن هناك رفضًا تامًا لما يتعرض له الأشقاء الفلسطينيين في غزة، متابعا أن الأمر عندما يتعلق بالأمن القومي المصري سيكون الجميع يدًا واحدة، مختتما: "البرلمان مكون من 600 نائب مفيش نائب واحد اعترض على القرار".