دخلت الحرب في غزة، بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية يومها الرابع عشر، بالتزامن مع تفاقم الوضع الإنساني في القطاع، نتيجة استمرار القصف الاسرائيلي المدفعي والجوي، فيما أكدت الحكومة الإسرائيلية أكثر من مرة أنها أعطت جيشها، الضوء الأخضر للقضاء على المقاومة الفلسطينية، ما ينذر بأن الوضع الإنساني قد يزداد سوءا، خاصة وأن الغارات الإسرائيلية لا تفرق بين مدني أو عسكري، وكانت الطامة الكبرى في استهداف مستشفى المعمداني الثلاثاء الماضي، ووقع أكثر من 1000 طفل شهيد.
وأعلن جيش الاحتلال اليوم، أنه استهدف عدة مواقع تابعة لـ حزب الله في جنوب لبنان خلال الليل، ردا على إطلاق صواريخ شمال إسرائيل، كما نفذ غارة بطائرة بدون طيار أسفرت عن مقتل ناشط في المنطقة، وذكرت وكالة بلومبرج أمس، أن نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي عالي التقنية "القبة الحديدية"، الذي تم تطويره بدعم أمريكي، قد لا يتمكن من مواجهة الهجمات الصاروخية إذا اتسع نطاق الصراع في الشرق الأوسط.
انخفاض معدلات القبة الحديدية
وأوضحت “بلومبرج”، أنه في حال تصاعد النزاع بشكل أكبر، فإن حتى الانخفاض الطفيف في معدل اعتراض القبة الحديدية إلى 80% قد يؤدي إلى زيادة في عدد الصواريخ التي لم يسقطها نظام الدفاع الصاروخي، وقال شان شيخ، زميل مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، لـ”بلومبرج”: "إذا دخل حزب الله الصراع الحالي، فمن المؤكد أن هناك خطرا أن تطغى الصواريخ على القبة الحديدية، وبالتالي إذا اتسعت دائرة الحرب، فإن النظام الدفاعي الصاروخي الإسرائيلي لن يكون له فائدة في حماية المدن الإسرائيلية.
انسحاب من طولكرم
أما فيما يتعلق بالاشتباكات على الأرض، فقد انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الجمعة من مخيم نور شمس شرقي طولكرم بعد اشتباكات استمرت 27 ساعة، وأعلن رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم نور شمس، طه إيراني، ارتفاع عدد الشهداء الذين ارتقوا جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على المخيم منذ فجر اليوم، إلى 12 شهيدا، وعشرات الجرحى.
وأكد إيراني أن 7 شهداء وصلوا إلى مستشفى ثابت ثابت الحكومي في طولكرم، إضافة إلى 5 شهداء ما زالوا في مسجد أبو بكر الصديق داخل المخيم، حيث تمنع قوات الاحتلال الإسرائيلي مركبات الإسعاف من دخول المخيم لنقل الشهداء والجرحى، مشيرا إلى أن قوات الاحتلال استهدفت عددا من المواطنين العزّل بطائرة مسيّرة محملة بالمتفجرات، ما أدى إلى ارتقاء هذا العدد الكبير من الشهداء، وسقوط العشرات من الجرحى.
وحذّر إيراني من استمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي وفرض حصار على المخيم، وسط انقطاع الكهرباء والمياه ووسائل الاتصال عنه، مشيرا إلى أن قوات الاحتلال تواصل مداهمة منازل المواطنين واحتلالها ونشر قناصتها على أسطحها، وإطلاق النار بشكل متواصل على كل شيء يتحرك في أزقة المخيم، بهدف القتل.
وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي حوّل المخيم إلى ساحة حرب، حيث انتشرت أعداد كبيرة من دوريات الاحتلال الراجلة والمحمولة في شوارعه وأزقته، في الوقت الذي دمرت فيه جرافات الاحتلال البنية التحتية للشوارع بعد تجريفها وهدم كل ما صادف في طريقها.
اقتحام 7 مناطق فلسطينية
من ناحية أخرى، أفادت وسائل إعلام فلسطينية، اليوم الجمعة، بأن القوات الإسرائيلية اقتحمت مدينتي رام الله والبيرة، وكذلك مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية، ومن عدة محاور، وسيرت آلياتها في أحياء عين مصباح والإرسال وبطن الهوى، ورام الله التحتا، كما واندلعت مواجهات في منطقة رام الله التحتا حيث أطلقت القوات الإسرائيلية الرصاص وقنابل الصوت من دون الإفادة عن وقوع إصابات، وذلك بعدما أصيب 3 فلسطينيين بالرصاص، خلال اقتحام القوات الإسرائيلية مدينة بيت لحم فجر اليوم الجمعة، كما واقتحمت القوات الإسرائيلية أيضا مدينة نابلس بالضفة الغربية من عدة محاور.
في هذا الصدد، قال الدكتور عماد عمر، المحلل السياسي الفلسطيني، إن ما تقوم به دولة الاحتلال من قصف للمستشفيات وارتكاب المجازر، يضاف إلى جرائم حرب الإبادة في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الجاري، موضحا أن كاميرات الصحفيين ووسائل الإعلام وثقت على الهواء مباشر وأظهرت حجم الجرائم التي من الصعب وصفها نظرا لفظاعة المشاهد، والأعداد الكبيرة من الشهداء والذين قطعت أجسادهم أشلات بجانب آلاف الجرحى.
رسالة من داخل غزة
وأضاف عمر، لـ "صدى البلد"، أن استهداف المواطنين الأمنين داخل المستشفى المعمداني، يعتبر اعتداء مخالف لكل القوانين الدولية والإنسانية، وتكشف مثل هذه المجازر الوجه الحقيقي للاحتلال، وأنه دولة ترتكب الجرائم والمجازر بحل الإنسانية، ويجب ملاحقته في كل المحافل والمحاكم الدولية على جريمتها وجرائمها التي لا تزال ترتكب بحق الشعب الفلسطيني.
وأوضح أن الشعب الفلسطيني يناضل ويكافل من أجل نيل حقوقه المشروعة التي أقرتها له الشرعية الدولية وسيبقى صادمدا على أرضه، ولن ترهبه المجازر وتجلعه يترك أرضه، لأن فلسطين للشعب الفلسطيني وسيدافع عنها حتى يأتي يوما ويستعيد حقه بالحرية والاستقلال.