مشهد مرعب يصفه الشاب الفلسطيني محمد أحمد أثناء القصف الغاشم من قوات الاحتلال الإسرائيلي على مستشفى المعمداني مساء أمس، الثلاثاء، حيث يحكي لحظات تدمي القلوب بعد أن شاهد استشهاد الطبيب والمريض والمسعف بسبب القصف.
ويروي محمد أحمد، الذي فقد 14 من أفراد أسرته، لحظات تقف لها الإنسانية امنحنية من هول وقعها، حيث يقول: "أصبح الاحتلال يقصف جميع الأماكن دون سابق إنذار، وحتى لا نستطيع التوثيق، يقوم الاحتلال بتحديد أماكن البث الإلكتروني وضربه وقصف الشبكات الإلكترونية".
وأضاف: "نحن في صدمة من هول ما يحدث، فمن منا لا يزال على قيد الحياة لا يمكنه أن ينام منذ أيام بسبب أصوات القصف في كل مكان".
وتابع: "ومما رأيت داخل مستشفى المعمداني؛ استشهاد المريض والطبيب والمسعف معا في جريمة القصف التي طالت المستشفى الذي كنا نحتمي به ونعتبره الملجأ والملاذ".
وفي صوت مخنوق ويبكي، يروي لنا الشاب الفلسطيني بكلمات مؤثرة قائلا: "نحن نعيش في ذل، لا يمكن أن نسمي أنفسنا أحياء، فنحن في عداد الموتى والصمت يخيم على الجميع وسط الأشلاء".
جرحى يشيعون جثامين الأطباء
وأصبح الجرحى الناجون من المجزرة هم من يقومون بتشييع جثامين الأطباء والمسعفين وباقي الضحايا.
كما شهد حي النصيرات قصفا بشعا صباح اليوم طال مخبز النصيرات الذي كان الملجأ الوحيد لتقديم الخبز لما بقي من السكان ليقوى جسدهم فقط بضع ساعات قليلة، وهو ما كان أقل من لقيمات يقمن جسد الفرد يوميا، لكن الاحتلال منعها عنهم اليوم.
بلوجر أمريكي يهاجم عدون إسرائيل على غزة
وشهدت المجازر التي يرتكبها الاحتلال ضد المدنيين في قطاع غزة تعاطف جميع الأجانب المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم، حيث خرج رحالة أمريكي ليكذب رواية إسرائيل ويدين العدوان الغاشم ضد المدنيين ويدين جميع الدول التي تدعم إسرائيل أو تتعاطف معها، بينما ترتكب إسرائيل جرائم حرب ضاربة بجميع القوانين والأعراف الدولية عرض الحائط.
وفي مقطع فيديو قصير، ظهر رحالة أمريكي شهير وهو يشرح بعصبية مدى فداحة وإجرام القصف الهمجي لمستشفى به أبرياء هاربون من ويلات القصف المستمر.
وحصد الفيديو أكثر من 5 ملايين مشاهدة خلال ساعات كانت جميعها متعاطفة مع الشعب الفلسطيني الذي أصبح تحت القصف المباشر دون هوادة.
وظهر في المقطع القصير الرجل قائلا: “قصفت إسرائيل مستشفى داخل قطاع غزة، يا للهول، إنه مستشفى، هل هذا عن طريق الخطأ؟ لا يمكن تخيل شخص عاقل يقرر قصف مستشفى به جرحى ومصابون”.
وأضاف وهو في حالة من العصبية والحزن الشديدين: “إذا كنت أحد داعمي الحكومة الإسرائيلية في مثل هذا الفعل الشنيع، فأنت بكل تأكيد تؤيد فكرة الإبادة الجماعية لشعب فلسطين، هذا أمر لا يمكن السماح به ولا حتى يمكننا الصمت عليه، فهذا يحولنا إلى وحوش بشرية”.
استهداف الأطباء والصحفيين
وتعتبر الطواقم الطبية والصحفية من الأفراد المحميين داخل الحروب من القصف في جميع الأعراف الدولية، ولا يجب استهدافهم، ولكن قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفتهم جميعادون النظر لاعتبارات الخط الأحمر.
كما قصفت قوات الاحتلال أكثر من 23 سيارة إسعاف كانت تنقل المصابين داخل قطاع غزة منذ بداية الاجتياح الغاشم على المدنيين.
ويقدر المجتمع الدولي أكثر من 400 غارة مأساوية ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد شعب قطاع غزة منذ بداية العدوان يوم الأحد قبل الماضي، وما زالت مستمرة.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو اهتزت له القلوب وحصد ملايين المشاهدات بعد أن تم تداوله على نطاق واسع على “إنستجرام”، بعد أحداث القصف الذي تعرض له المستشفى الأهلي العربي في قطاع غزة، والذي أسفر عن استشهاد حوالي 500 ما بين أطفال ونساء وشيوخ سقطوا في ضربة جوية إسرائيلية.
وقد ظهر في مقطع الفيديو أحد المسعفين وهو يبكي من هول الأحداث وشدة القصف الذي تعرضت له الأراضى الفلسطينية خلال الأيام الماضية.
وقال الشاب محمد أحمد، أحد شهود العيان من قطاع غزة، لـ “صدى البلد”: “نتعرض لإبادة جماعية منذ أكثر من عشرة أيام من قوات الاحتلال وسط صمت دولي غير مسبوق على تلك الجرائم غير المسبوقة في تاريخ الإنسانية”.
وأضاف: “توالى القصف بشكل عشوائي على المنازل والمباني، وآخرها صدمنا بقصف مستشفى المعمداني الذي راح ضحيته العشرات من الأبرياء من المرضى والأطباء داخل المستشفى، ولم يحرك المجتمع الدولي ساكنا”.
وكان محمد شيع جثامين 14 فردا من أسرته راحوا جميعا ضحية قصف على منزله منذ أيام قليلة.
وتابع: “ممنوع عنا الأكل والمياه والكهرباء، ويقومون بتهجيرنا قسريا دون الأخذ في الاعتبار ظروف الشيوخ والأطفال والمرضى”.
وفى وقت سابق، قالت الدكتورة مي كيلة، وزيرة الصحة الفلسطينية، إن “قصف مستشفى المعمداني إبادة جماعية، ونناشد المجتمع الدولي حماية الشعب الفلسطيني”.
وأضافت وزيرة الصحة الفلسطينية: “القطاع الصحي في غزة على حافة الانهيار والخدمات على وشك النفاد”، موضحة أن عائلات بأكملها تمت إبادتها خلال العدوان الإسرائيلي على غزة.