لم تكمل عامين زواج ذاقت خلالهما أنواع العذاب على يد زوجها من عنف وإجبار على العلاقة الزوجية التي كانت تتطور إلى سحل وضرب وحالة عنف لا يتحمله جسدها الضئيل.
“منة” الشابة التي كان يطلق عليها أهل بلدتها “حسناء الشرقية” لجمالها الهادئ تحولت حياتها لجحيم فور زواجها، واكتشفت أن أحلامها بالحياة الزوجية الرومانسية وتكوين عش هادئ ما هي إلا أحلام استيقظت منها على كابوس بشع مع كل ضربة كانت تنزل من يدي زوجها تترك آثارها على جسدها.
"كان بيعاملني زي العبيد بيدوس على رقبتي، ويجبرني أركع تحت رجليهأبوسها، كان عنيف لدرجة أنه كان بياخد حقه الشرعي بالعافية رغم إني مراته لحد ما سحلني في الشارع وأجهضني".. كلمات مليئة بالألم سردتها "منة" ابنة الشرقية في عدة دعاوى أقامتها أمام محكمة الأسرة ضد زوجها بعد أقل من عامين زواج تطلب فيها الطلاق واتهمته بضربها والتسبب في إجهاض جنينها وانتهت بحكم من محكمة أبو كبير بالشرقية بسجنه غيابيا 3 سنوات.
مأساة حسناء الشرقية
تفاصيل المأساة روتها الزوجة "منة.ر.م" (19 سنة) بعدما لجأت إلى الدكتورة نهى الجندي المحامية لإنقاذها من معاناتها مع زوجها وذكرت في دعواها ضده أنه اعتاد التعدي عليها بالضرب وإصابتها في أنحاء متفرقة من جسدها لأسباب تافهة لا تستدعي كل ذلك العنف، حتى أنه كان يضربها ويسبها في حضور أفراد أسرته وسط "شماتة" منهم، وعلمت في تلك اللحظة أن ما يتردد عن الإقامة في "بيت العيلة" ما هو إلا مأساة كل فتاة مقبلة على الزواج.
أمام هيئة المحكمة سردت "منة" تفاصيل ما تعرضت له حيث قالت إن زوجها كان بخيل للغاية ومنذ زواجهما وهو يعاملها بعنف شديد، حتى في العلاقة الحميمة بينهما كان يجبرها على معاشرته ويتعمد ضربها أثناء العلاقة وإحداث خدوش وخرابيش في جسدها بالكامل مرددة: "كان بينتهك جسمي باسم الجواز".
بيأكلني لحمة فاسدة
وأضافت أنه كان يجبرها على تناول لحوم فاسدة ما أدى لإصابتها بالتسمم لمدة 15 يوما ورفض علاجها، وعندما علم بحملها كان يتعمد ضربها في بطنها فحاولت حماية الجنين واستعطفته قائلة: "هتموت ابنك" ليجيبها: "مش عايزك ولا عايزه"، وقالت إنه في إحدى المرات أصابها بتشنجات من شدة الضرب بسبب طلبها 10 جنيهات منه قائلا: "خلي أهلك يصرفوا عليكي".
بعد فشل محاولات الزوجة في التحمل وإصلاح حال زوجها وتأذي جسدها من المعاملة العنيفة فرت إلى منزل أسرتها، ليقتحم زوجها منزل والدها ويرشقهم بالحجارة ويتعدى على والدها بألفاظ بذيئة، حتى انصرف بعد تدخل من الجيران ثم فوجئت به ينتظرها في الشارع أثناء توجهها للطبيب لمتابعة حملها وينهال عليها بالضرب وسحلها وسط ذهول من المارة الذين فشلوا في إبعاده عنها بعد صراخه فيهم: "مراتي ومحدش يتدخل"، وعندما شاهد الدماء تسيل من أنفها وفمها وغيابها عن الوعي فر هاربا تاركها على الأرض وأسرع الأهالي بنقلها إلى المستشفى لتكتشف فقدان جنينها بسبب ضرب زوجها لها.
أقامت "منة" دعوى طلاق للضرر كما حررت محضرا اتهمت فيه زوجها بضربها وإجهاض جنينها لتتم إحالته إلى المحاكمة والتي قضت بالسجن 3 سنوات للزوج ومازالت دعوى الطلاق منظورة أمام محكمة الأسرة بأبو كبير.