في 17 أكتوبر 1915، ولد أرثر ميلر، الأديب الأمريكي المعروف، الذي يُعتبر رمزًا في الأدب والسينما الأمريكية، وأحد عمالقة المسرح المعاصر في الولايات المتحدة. كان ميلر من المدافعين الكبار عن الحرية الفكرية، وكان يندد بجميع أشكال القمع، وكان يدعو إلى فكرة مسرح يكون متاحًا للجمهور.
بالإضافة إلى إبداعاته الأدبية، اشتهر ميلر بزواجه من النجمة السينمائية الأيقونية مارلين مونرو، وهذا الأمر جعل البعض يحسدونه مرتين؛ الأولى بسبب نجاحه ككاتب ووصول أعماله إلى الجمهور العالمي، والثانية بسبب زواجه من المرأة التي كانت تُعتبر فتاة أحلام الجيل في ذلك الوقت.
[[system-code:ad:autoads]]
سبب كره أنيس منصور لأرثر ميلر
كان للكاتب البارز أنيس منصور وجهة نظره الخاصة حول آرثر ميلر. في كتابه "عاشوا في حياتي"، عبر منصور عن غضبه تجاه مارلين مونرو عندما علم بزواجها من ميلر. وأشار إلى أنه كره هذا الرجل، وعندما ترجم له مسرحية "بعد السقوط" التي تضمنت بعض الصفحات حول مارلين مونرو، زادت كراهيته له.
واستمر منصور في حديثه، حيث وصف مارلين مونرو بأنها صورة جميلة ولامعة مثل الذهب في عينيه. وقد أدت جمالها وجمال الشقراوات الأخرى إلى إلهامه للدراسة والكتابة عن عذاب الجمال وجمال العذاب، أو ما يمكن تسميته بـ "جهنم الشقراوات". ولم ينس مارلين مونرو أبدًا، ولم يتوقف عن قراءة أي كتاب يُكتب عنها حتى تجمع لديه مئات الكتب.
ولد آرثر ميلر في عائلة يهودية متوسطة الحال في مدينة نيويورك. كان والده إيزدور ميللر من بولندا وهاجر إلى الولايات المتحدة قبل الحرب العالمية الأولى، حيث كان يعمل كمصمم وصاحب محل للأزياء النسائية. تعرض محله للتدمير خلال فترة الكساد العظيم في عام 1929، وهذا سبب تأثر آرثر ميلر بشدة وتحولميلر للأحداث الاقتصادية والاجتماعية التي شهدتها الولايات المتحدة في تلك الفترة.
انطلق ميلر في مسيرته الأدبية في عام 1940، حيث قدم مسرحيته الأولى بعنوان "الجميع أبناءي" (All My Sons) التي حققت نجاحًا كبيرًا. ولكن الشهرة الحقيقية جاءت لميلر مع مسرحيته الثانية "الموت لمن يهتم" (Death of a Salesman) التي صدرت في عام 1949. تعتبر هذه المسرحية رائعة أدبية ودرامية، وحصلت على جوائز عديدة من بينها جائزة بوليتزر للدراما. تتناول المسرحية قصة بطل يدعى ويلي لومان، الذي يكافح من أجل تحقيق النجاح في الحياة وتحقيق حلمه بأن يكون بائعًا ناجحًا، وتكشف عن العديد من القضايا الاجتماعية والنفسية في المجتمع الأمريكي.
تابع ميلر إبداعه المسرحي بمجموعة من الأعمال المشهورة، بما في ذلك مسرحية "عربة تموت في النهر" (A View from the Bridge) التي صدرت في عام 1955، ومسرحية "العنقاء المكسورة" (The Crucible) التي صدرت في عام 1953. تعتبر "العنقاء المكسورة" من أهم أعمال ميلر، حيث تناولت قضية محاكمات الساحرات في سالم عام 1692 كمجسم للتطرف والظلم الاجتماعي في المجتمع.
على الصعيد الشخصي، تزوج ميلر من مارلين مونرو في عام 1956، واستمر زواجهما لمدة خمس سنوات قبل أن ينفصل الاثنان. تأثرت أعمال ميلر بتجربته الزوجية وتجربته مع مونرو، وظهر ذلك في أعماله مثل مسرحية "بعد السقوط" (After the Fall) التي صدرت في عام 1964.
بعد تجربته الزوجية وانفصاله عن مونرو، استمر ميلر في كتابة الأعمال الأدبية والمسرحيات، وقدم العديد من الأعمال الناجحة خلال سنواته اللاحقة. توفي آرثر ميلر في 10 فبراير 2005، وترك وراءه إرثًا أدبيًا وثقافيًا هائلًا، حيث تستمر أعماله في أن تكون مصدر إلهام للكتّاب والمسرحيين والسينمائيين حول العالم.