حثت العواصم الغربية إسرائيل بشكل خاص على تأخير الغزو البري لغزة في إطار سعيها للحد من الأزمة الإنسانية في الأراضي الفلسطينية والخوف من أن حكومة بنيامين نتنياهو ليس لديها خطة طويلة المدى لمتابعة الحرب.
كان المسؤولون الغربيون يدعمون علناً إسرائيل، لكن الرسائل الخاصة، وفقا لما نشرته فاينانشال تايمز، تحولت إلى حث على احتواء الحرب لمنع تصاعدها إلى صراع إقليمي أوسع. حيث هناك مخاوف من احتمال فتح جبهة جديدة على الحدود الشمالية لإسرائيل مع حزب الله، فضلاً عن مخاطر اندلاع أعمال عنف في الضفة الغربية المحتلة.
[[system-code:ad:autoads]]
ارسلت الولايات المتحدة مجموعة هجومية ثانية من حاملات الطائرات إلى شرق البحر الأبيض المتوسط في رسالة ردع لحزب الله وإيران.
وقال مسؤول غربي إنه بينما كان الزعماء والوزراء والدبلوماسيون الغربيون على اتصال شبه مستمر مع نتنياهو وغيره من كبار المسؤولين، فقد ضغطوا أيضًا على إسرائيل بشأن "التناسب"، وحماية المدنيين، والسماح للمدنيين بالابتعاد عن الخطر، وبشأن وصول المساعدات الإنسانية. وأضاف المسؤول: "لدينا جميعًا نفس السيناريو".
تعهد نتنياهو "بسحق" حماس، لكن الدبلوماسيين العرب والغربيين يحذرون من التحديات الهائلة المتمثلة في تدمير الجماعة الراسخة في غزة والمترسخة في المجتمع الفلسطيني.
قال المسؤول الغربي: "إن خطتهم هي تدمير حماس بالكامل، لكنهم لم يفكروا حقاً في اليوم التالي". وأضاف: "إسرائيل في حالة صدمة، وهم غاضبون، ومن الواضح جدًا للجميع أنهم سيذهبون إلى غزة بطريقة لم تحدث من قبل منذ عام 2005".
ووصف نتنياهو، في محادثات مع مسؤولين غربيين، الهجوم الإسرائيلي على غزة بأنه "المرحلة الأولى" في عملية متعددة الخطوات تهدف إلى "استعادة الردع الإسرائيلي في المنطقة، حسبما قال أشخاص مطلعون على تلك المحادثات لصحيفة "فاينانشيال تايمز".
كما أخبر رئيس الوزراء الإسرائيلي محاوريه أنه يعتقد أنه كلما كان الرد أكثر قسوة ضد حماس وغزة، قل احتمال أن تقرر إيران أو حزب الله مهاجمة الدولة اليهودية.
وقال أحد الدبلوماسيين العرب: ما هي نهاية اللعبة؟ هذا هو السؤال الكبير الآن. أين إسرائيل، أين غزة وأين حماس؟ لا يمكنك تدمير حماس بالكامل.
كما أصبح القادة العرب يشعرون بقلق متزايد بشأن ما يصفونه بالتهجير القسري للفلسطينيين في غزة.
ويحاول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي تحدث مع نتنياهو يوم السبت، حث الدول على العمل معا لفتح مسار سياسي طويل الأجل للخروج من الأزمة، مع التركيز على حل نهائي من شأنه أن يوفر للفلسطينيين دولة خاصة بهم.
ينسجم ذلك مع موقف الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي استخدم مكالمات منتظمة مع ماكرون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين وغيرهم من الزعماء الأوروبيين للمطالبة بأن الأزمة الحالية يجب أن تؤدي إلى مبادرة جديدة نحو حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني طويلة المدى.
حذر دبلوماسيون غربيون من تأكيدات نتنياهو لهم بأن العملية ضد غزة ستستغرق "أسابيع"، مشيرين بدلاً من ذلك إلى احتمال نشوب صراع أطول. أدى ذلك إلى موجة من الضغوط الخاصة على الحكومة الإسرائيلية لإعادة التفكير في نهجها وتقليل الخسائر في صفوف المدنيين بشكل أفضل.
تعمل الحكومات الغربية أيضًا مع مصر وغيرها من القنوات الخلفية، بما في ذلك قطر وتركيا، في محاولة لإيجاد طرق إجلاء محتملة لمواطنيها في غزة.
تأتي هذه الدعوات لاحترام القانون الدولي استجابة للمخاوف المتزايدة بشأن تأثير عدم الاستقرار الذي يمتد إلى مصر، المتاخمة لغزة، والمخاوف من أن إسرائيل قد تحاول دفع الفلسطينيين إلى الأراضي المصرية.