الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عبد المعطى أحمد يكتب: أغلى انتصارات أكتوبر

عبد المعطي أحمد
عبد المعطي أحمد

تحتفل القوات الجوية المصرية فى الرابع عشر من أكتوبر بعيدها الذى حققت فيه أغلى انتصار جوى فى العصر الحديث، هو معركة المنصورة بمشاركة 200 طائرة حربية منها 120 طائرة إسرائيلية من أنواع الفانتوم، وسكاى هوك، وميراج 2000، مقابل 80 طائرة حربية تابعة، وميراج2000 .
بدأت المعركة  بهجوم الطائرات الإسرائيلية على القواعد المصرية، من جهة البحر المتوسط تفاديا للهجوم من اتجاه سيناء، الذى كان سيعرضها لضربات حائط الصواريخ المصرى غرب القناة والذى كان سببا فى شل قدرتها على التصدى للهجوم المصرى  يوم 6 أكتوبر 1973 .
قامت الخطة الجوية الإسرائيلية على أساس تنفيذها عبر ثلاث موجات جوية، تعتمد الأولى منها على استدراج طائرات الميج المصرية وإبعادها عن الطائرت الى تحميها، أما الموجة الثانية فتقوم على ضرب وإسكات الدفاعات الجوية المصرية والرادارات، بينما الموجة الثالثة هى الموجة الهجومية لضرب المطارات العسكرية المستهدفة.
دارت أحداث هذه المعركة العظيمة على مدار 53 دقيقة،  لتسجل فى المراجع العسكرية كأطول وأقوى وأشرس المعارك الجوية فى التاريخ العسكرى الحديث، والتى انتهت بانتصار القوات الجوية المصرية، فرغم التفوق العددى النوعى لطائرات العدو الإسرائيلى  مقارنة بالمقاتلات المصرية، إلا أن حجم الخسائر بين صفوف القوات الإسرائيلية وصلت إلى 71 طائرة، بينما خسرت القوات الجوية المصرية خمس طائرات فقط، سقط إثنان منهما بسبب نفاد الوقود, وهوماسجل فى المراجع العسكرية الدولية، وكانت كفاءة الطيارين المصريين محط إشادة من الخبراء العسكريين الدوليين، لقدرتهم على تخطى عقبة التدنى النسبى لكفاءة الطائرات السوفيتية الميج 21 والسوخوى أمام نظرائها من الفانتوم وسكاى هوك.
وقد علق معهد ستوكهولم على تلك المعركة بأن الطيارين الإسرائيليين دخلوا هذه المعركة يملأهم الغرور، اعتمادا على شهرتهم بأنهم اليد الطولى للجيش الإسرائيلى، وفق ما أدعوا بعد حرب 1967، بينما خاضها الطيار المصرى  معتمدا على كفاءة تدريبية، وارتفاع روحه المعنوية، وإصراره على محو هزيمة 67، فتحقق له النصر فى هذه المعركة الجوية.
وهكذا تظل معركة المنصورة الجوية المصرية أبلغ دليل على قوة وعظمة الطيار المقاتل المصرى، الذى حقق نصرا عظيما على القوات الجوية الإسرائيلية فى أشرف حروب العصرالحديث، وهى حرب أكتوبر 1973 المجيدة.
• فى يوم السادس من أكتوبر 1973 وقبل الساعة الثانية ظهرا :مصر بلد مهزوم، ورئيسه مهزوم, وبعد خمس دقائق فقط جيش مصر يحقق المعجزات، والسادات ثعلب قاهر المستحيلات! سلاما على من سبق عقله وزمانه، وسلاما على الزعيم السادات فى عليين.
• ملحمة"كبريت" تعد واحدة من أكثر المعارك التى أظهرت بسالة المقاتل المصرى أثناء حرب أكتوبر، وسطر أبطالها أكبر البطولات دفاعا وصمودا أمام ضربات العدو الإسرائيلى خلال فترة هى الأطول فى حرب أكتوبر، وراح ضحيتها 150 شهيدا قدموا أرواحهم فداء لاستعادة الأرض, وفى مقدمتهم قائد الكتيبة العقيد إبراهيم عبد التواب والذى يعد آخر شهيد فى الحرب.
• فى نصر أكتوبر نجحت أغنية على الربابة لأن الشاعر عبد الرحيم منصور أمسك كثيرين من قلوبهم بأن كتب شعور كل من هو ليس على الجبهة" ماملكش غير إنى أغنى وأقول تعيشى يامصر"، وفى قرارة نفس الملايين المحتشدين إلى جوار أجهزة الراديو والتليفزيون يتابعون البيانات العسكرية يقين بأنه لاسلاح غير الدعاء يمكن المشاركة به فى الحرب، وإن كان ثمة شعور أنه سلاح لايضع صاحبه فى الصفوف الأمامية إلى جوار من تراصت أرواحهم فوق فوهات بنادقهم أو كما قال عبد الرحيم منصور"وإيه هاكون جنب عشاقك يامصر" الأغنية من ألحان العبقرى بليغ حمدى.
• الحياة لاتمنح انتصارات مجانية، والانتصارات فى المعارك العظمى لاتأتى بالشعارات، بل بسواعد الرجال ودمائهم، وبتماسك المجتمعات وترابطها كالبنيان المرصوص الجميع فى واحد . كان ذلك هو درس نصر أكتوبر العظيم.