تُصنف قنابل الفسفور الأبيض على أنها أسلحة حارقة، مما يعني أنها بالإضافة إلى قوتها التفجيرية التدميرية، لديها القدرة على نشر النار، وفي هذا السيناريو، تنشأ النار من احتراق الفوسفور، الذي يحترق عند درجة حرارة تقريبية تبلغ 1500 درجة فهرنهايت.
ويمكن لقنابل الفسفور الأبيض أن تنشر هذا الحريق عبر منطقة تمتد على مساحة كبيرة للغاية، حيث يستمر الفسفور في الاحتراق حتى يتم استهلاكه بالكامل، اعتمادًا على وجود الأكسجين المتوفر في الهواء.
ويمكن أن تكون الإصابات الناجمة عن قنابل الفسفور الأبيض أكثر خطورة وتشكل تحديات أكبر للعلاج الطبي مقارنة بالإصابات الناجمة عن القنابل التقليدية، حيث يحتاج الأطباء إلى تدريب متخصص لمعالجة هذه الإصابات المحددة وحماية أنفسهم من حروق الفوسفور أثناء عملية العلاج.
ما هي قنبلة الفسفور الأبيض؟
الفوسفور الأبيض، وهو مادة كيميائية تشبه الشمع، غالباً ما يبدو مصفراً أو عديم اللون ويرتبط برائحة تشبه رائحة الثوم، وفقاً للبعض.
وعند تعرضه للأكسجين، فإنه يخضع للاشتعال الفوري ويخدم دورًا مهيمنًا في الأسلحة نظرًا لقدرته على الاحتراق السريع والسطوع.
وأثناء العمليات في وضح النهار، يتم استخدام الفوسفور الأبيض لتوليد ستائر من الدخان، لأنه ينبعث منه كميات كبيرة من الدخان عند اشتعاله.
ويمكن أن يؤدي اشتعالها السريع إلى حرائق أرضية سريعة الانتشار، وبمجرد اشتعالها، يكون إخمادها أمرًا صعبًا للغاية.
يلتصق بالجلد ويخترق العظام
من الجدير بالذكر أن الفسفور الأبيض يلتصق بأسطح مختلفة، بما في ذلك الجلد والملابس.
هذه الخصائص مجتمعة تجعلها خطيرة للغاية بالنسبة للمدنيين، لأنها يمكن أن تسبب حروقًا عميقة، وحتى اختراق العظام، وقد تشتعل من جديد بعد العلاج الأولي.
لوائح استخدام الفوسفور في الحرب
ويخضع الفوسفور، على الرغم من خصائصه الحارقة، لقواعد تنظيمية صارمة وليس حظرًا كاملاً بموجب القانون الدولي.
والمثير للدهشة أنه لا يتم تصنيفه كسلاح كيميائي وفقًا لاتفاقية الأسلحة الكيميائية.
مُحرّم دوليًا
وعند استخدامه كسلاح، يتمتع الفوسفور بالقدرة على إطلاق نيران مدمرة على أهدافه، مما يتسبب في أضرار عشوائية، وبالتالي، فإن استخدامها على مقربة من المدنيين محظور تمامًا، حيث يفرض القانون الدولي تمييزًا واضحًا بين الكيانات المدنية والعسكرية.
ووثقت هيومن رايتس ووتش حالات سقوط ضحايا بين المدنيين نتيجة لاستخدام الفسفور الأبيض في مناطق حرب مختلفة حول العالم.
الاحتلال يستخدم الفسفور الأبيض ضد الفلسطينيين
أفادت وسائل الإعلام الفلسطيني، بأن طائرات حربية إسرائيلية قصفت، منطقة ميناء الصيادينوالطريق الساحلي غرب مدينة غزة بعشرات الصواريخ والقذائف الفسفورية.
ووفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، ألقت طائرات حربية عدة قنابل من الفسفور الأبيض بالقرب من ميناء الصيادين، وسط غارات مكثفة على المنطقة المحيطة به.