قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

مصر "العفية" تتحرك لإنقاذ سكان غزة.. وتوبخ إسرائيل بشأن سيناء |تقرير

السيسي
السيسي
×

توترات كبيرة تشهدها منطقة الشرق الأوسط نتيجة تأزم الموقف بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعد عملية طوفان الأقصى، التي نفذتها الفصائل الفلسطينية المختلفة، ونتج عنها خسائر كبيرة في صفوف الإسرائيليين - بحسب مواقع عبرية "بلغ قتلى قوات ومواطني دولة الاحتلال أكثر من ألف قتيل".

وعلى وقع هذه التوترات المشتعلة بين الطرفين، تم تداول مجموعة من الأخبار على مدار اليومين الماضيين حملت الزج باسم مصر وسيناء داخل الأحداث، حيث لمح بعض العسكريين في جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى إمكانية تهجير مواطني قطاع غزة باتجاه الأراضي المصرية وتفريغ القطاع من مواطنيه على أن تكون سيناء وطنا بديلا لهم.

عملية تفريغ ممنهجة لقطاع غزة

ويشهد قطاع غزة عملية تفريغ ممنهجة وضربات دامية منذ ثلاثة أيام ينفذها جيش الاحتلال ردا على عملية طوفان الأقصى التي قامت بها حركة المقاومة الإسلامية حماس والفصائل الفلسطينية المختلفة داخل إسرائيل ونتج عنها خسائر فادحة في صفوف قوات الاحتلال.

وحول التوترات القائمة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، وردا على ما يثار من جدل وتسبب في حالة نقاش واسعة بين المصريين عن مساع إسرائيلية بأن تصبح سيناء وطنا بديلا لأهالي قطاع غزة، أكدت مصادر أمنية مصرية رفيعة المستوى أن القضية الفلسطينية تشهد الآن منعطفا هو الأخطر في تاريخها.

وقالت المصادر- في تصريحات للقاهرة الإخبارية- إن هناك مخططا واضحا لخدمة أهداف الاحتلال القائمة على تصفية الأراضي الفلسطينية المحتلة من أصحاب الأرض وسكانها وإجبارهم على تركها بتخييرهم بين الموت تحت القصف الإسرائيلي أو النزوح خارج أراضيهم.

وحذرت المصادر من المخاطر المحيطة بتداعيات الأزمة الراهنة على ثوابت القضية الفلسطينية والحق الفلسطيني، مؤكدة أن هناك بعض الأطراف والقوى تخدم مخطط الاحتلال وتمهد له مبررات الأمر الواقع؛ لتزكية أطروحات فاسدة تاريخيا وسياسيًا سعى الاحتلال لطرحها على مدار الصراع العربي - الإسرائيلي بتوطين أهالي غزة في سيناء.

وشددت المصادر: هذا الأمر تصدت له مصر وستتصدى له ورفضه الإجماع الشعبي الفلسطيني المتمسك بحقه وأرضه، وأعلنته مقررات الجامعة العربية في سياقات مختلفة، واستقر هذا الأمر في الضمير العالمي بثوابت واضحة للقضية الفلسطينية التي تتم تصفيتها الآن.

وأكد الرئيس السيسي، أن مصر تتابع باهتمام تطورات الأوضاع في المنطقة، وعلى الساحة الفلسطينية.. مشددا على "أن التصعيد الحالي خطير للغاية وله تداعيات قد تطول أمن واستقرار المنطقة".

وقال الرئيس السيسي، في تصريحات له اليوم الثلاثاء، إن مصر تكثف اتصالاتها على جميع المستويات لوقف جولة المواجهات العسكرية الحالية، حقنا لدماء الشعب الفلسطيني، وحماية المدنيين من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، مشيرا إلى أن "مصر تؤكد أن السلام العادل والشامل، القائم على حل الدولتين، هو السبيل لتحقيق الأمن الحقيقي والمستدام للشعب الفلسطيني، وأن مصر لا تتخلى عن التزاماتها تجاه القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية".

مصر تطالب بحل فوري للأزمة

وأعرب الرئيس السيسي عن أمل مصر في التوصل لحل وتسوية للقضية الفلسطينية عن طريق المفاوضات التي تفضي إلى السلام العادل وإقامة الدولة الفلسطينية.. مشددا على أن "مصر لن تسمح بتصفية القضية على حساب أطراف أخرى".

وأكد السيسي، أن أمن مصر القومي مسئوليته الأولى، مشددا على أنه "لا تهاون أو تفريط في أمن مصر القومي تحت أي ظرف، وأن الشعب المصري يجب أن يكون واعيا بتعقيدات الموقف ومدركا لحجم التهديد".

فيما قال اللواء سمير فرج الخبير الاستراتيجي، إن الرئيس المعزول محمد مرسي كان قد اتفق مع أمريكا وإسرائيل على منح قطعة أرض من سيناء لأهالي غزة، وأن هذا التصريح صدر من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي اعتبره تفريغا للقضية الفلسطينية.

وأشاد فرج بالتخطيط والتنفيذ الذي قامت به المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر، والذي أثار دهشة العالم أجمع، موضحا أن المقاومة استخدمت أفكارا جديدة وصواريخ كثيرة، وتمكنت من اختراق القبة الحديدية والأسوار الحدودية، والوصول إلى 7 مستوطنات ومطار بن جوريون.

وأضاف أن هذه العملية ستكون نهاية لحكم بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية وقادة المخابرات الإسرائيلية، مؤكدا أن المقاومة الفلسطينية حققت انتصارا تاريخيا من خلال عملية طوفان الأقصى.

فيما حذر الدكتور محمد محمود مهران، أستاذ القانون الدولي، من مخطط إسرائيلي يستهدف تهجيرا جماعيا للفلسطينيين من قطاع غزة إلى سيناء، عقب الحصار والدمار الذي خلفته عملية "طوفان الأقصى" هناك، قائلا: "الهدف من هذا المخطط هو إفراغ غزة من سكانها الفلسطينيين، وإتاحة الفرصة لإسرائيل بالسيطرة الكاملة على القطاع".

وتابع أستاذ القانون الدولي: "أحذر من ذلك، لأن النزوح الجماعي سيشكل تهديدًا للأمن القومي المصري"، مؤكدا "ثقته بتمسك الفلسطينيين بكامل أرض فلسطين، ورفضهم المطلق لتكرار مأساة التهجير التي عاشوها أثناء نكبة 1948، واحترام مصر التام للقضية الفلسطينية، مشددا على ضرورة التزام الجميع بسيادة مصر وقوانينها، وعدم السماح بأي انتهاك لحدودها".

مصر تحذر إسرائيل بسبب غزة

فيما قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن توطين الفلسطينيين بغزة داخل سيناء غير مقبول، لأن الأمر يتعلق بالأمن القومي المصري الذي لا يمكن التهاون فيه، لافتا إلى أن إسرائيل تقوم بهذا الاعتداء الوحشي على المدنيين بهدف تفريغ غزة من الفلسطينيين - حسب التصور الإسرائيلي الذي تم التراجع فيه بنقل الفلسطينيين إلى سيناء.

وأضاف بدر الدين - في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن هذا التصور لا يقدم حلا للمشكلة بل يزيد من تأزمها، وورد في تصريحات سابقة للرئيس السيسي، أنه يجب العمل على حل القضية الفلسطينية سياسيا ودبلوماسيا بالتوصل إلى حل شامل وعادل لهذا الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مشيرا إلى أن الحل الشامل يتمثل في إقامة دولة فلسطينية على المناطق المحتلة من أراضيها في 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وأشار إلى أن هناك تداعيات خطيرة للأمر إذا لم يتم احتواء هذا الصراع في أقرب وقت ليس فقط على الأطراف المباشرة للخلاف وإنما على المنطقة والأطراف الإقليمية وربما العالم بأسره، موضحا أن الرئيس السيسي دعا مرات عديدة لنظر القضية لأن الحل لن يكون بتصدير المشكلة إلى الآخر.

واختتم: إسرائيل تصدر المشكلة إلى مصر ومع رد القوات المصرية حدث تراجع عن التصريحات الإسرائيلية؛ لأن مصر دولة ذات ثقل سياسي وأهمية استراتيجية بالمنطقة، وهذا حل غير متقبل على الإطلاق.

فيما قال المفوض العام للعشائر الفلسطينية، عاكف المصري، إن إسرائيل تسعى ومنذ العام 1948 إلى نفي مسؤوليتها الأخلاقية عن نكبة الشعب الفلسطيني، وأنكرت على اللاجئين حقهم في العودة الى أراضيهم التي هجروا منها.

وأضاف المفوض العام للعشائر الفلسطينية، أن فكرة الوطن البديل للفسلطينيين فكرة يهودية تهدف للتخلص من الوجود العربي الفلسطيني التاريخي في المنطقة التي تم احتلالها بالإضافة لـ غزة، وحاولت بعض الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة أن ترعى مثل هذه الصفقة .

وأشار المصري إلى أن فكرة الوطن البديل محاولة لإيجاد صيغة لإنهاء القضية الفلسطينية من خلال إيجاد كيان سياسي فلسطيني خارج الأراضي الفلسطينية، مشدداً على أن أهل غزة فى الأساس يرفضون مغادرة مكانهم مطلقا ويرفضون الوطن البديل حتى لو عرض عليهم، بدليل أنه فى حرب 2008 لم ينزح أى فلسطيني إلى مصر، مؤكدا على أنه لن يكون هناك مكان للدولة الفلسطينية إلا على أرض فلسطين.

قافلة مساعدات مصرية لغزة

ولفت إلى أن الفلسطينى فى غزة عنيد وصامد ولو فكر فى ترك وطنه لكان تركه فى الحرب السابقة أو فى الأيام الماضية أو حتى عندما فتحت الحدود ودخل مليون مواطن من غزة لسيناء ومحافظات مصر، كلهم عادوا لوطنهم لأنهم يعتزون به، ولن يتركوه أبدا مهما كانت التضحيات أو المغريات، منوها بأن قطاع غزة بعُرف القانون الدولى هى منطقة محتلة، وهناك مسؤولية دولية مباشرة على الإسرائيليين لحماية القطاع وحماية المدنيين فى القطاع.

وأعلن المفوض العام للعشائر الفلسطينية التضامن الكامل مع مصر ضد أي محاولات أو مشاريع تنتقص من السيادة المصرية على سيناء أو غيرها من التراب المصري، مؤكداً أن مصر كانت وتظل المساند الاكبر لقضية العرب الأولى بصفتها أكبر دولة عربية، ومصر لم ولن تتخلي عن دورها كقوة إقليمية تقود وتتفاعل وتناصر القضية الفلسطينية.

من جانبه أكد الجيش الإسرائيلي أنه لا توجد دعوة رسمية من جانب الإدارة الإسرائيلية بتوجيه سكان قطاع غزة نحو الأراضي المصرية، وجاء ذلك بعد تصريح وجه فيه أحد المتحدثين العسكريين نصيحة للفلسطينيين الفارين من الضربات الجوية على قطاع غزة بالتوجه إلى مصر.

وقال أفيخاي أدرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، في تغريدة له عبر منصة "إكس"، أن "جيش الدفاع في الأيام الأخيرة قام بحملة لاخلاء مناطق تشهد تواجدًا عسكريًّا لحماس من السكان المدنيين حيث يتم توجيه السكان الى مناطق ومآوٍ داخل حدود قطاع غزة دون الخروج منه".

وأكد المتحدث العسكري للجيش الإسرائيلي، إنه "لا توجد أية دعوة إسرائيلية رسمية لتوجيه سكان قطاع غزة نحو الأراضي المصرية".

وكان اللفتنانت كولونيل ريتشارد هيشت كبير المتحدثين العسكريين للجيش الإسرائيلي، قال لصحفيين أجانب: "أعلم أن معبر رفح على الحدود بين غزة ومصر لا يزال مفتوحا... وأنصح أي شخص يمكنه الخروج بالقيام بذلك"، لكن مكتبه أصدر بيانا بعد ذلك جاء فيه "توضيح: معبر رفح كان مفتوحا بالأمس، لكنه الآن مغلق".

من جانبه وجه الرئيس السيسي بإرسال قافلة مساعدات إنسانية وإغاثية إلى فلسطين، وذلك بعد ساعات قليلة من تحذير السلطات الإسرائيلية بقصف أي مساعدات توجه للقطاع.

التحالف الوطني للعمل الأهلي

وأعلن التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، أنه تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي فإنه يستعد لإرسال قافلة شاملة محملة بكميات ضخمة من المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية والعلاجية.

وتضم قافلة المساعدات أطباء من جميع التخصصات وأدوية وأجهزة طبية لدعم الأشقاء الفلسطينيين جراء أعمال العنف التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، فيما أعرب التحالف الوطني عن أسفه الشديد حيال تصاعد أعمال العنف بقطاع غزة، وهو ما يهدد السلام الدولي ويتنافى مع ميثاق الأمم المتحدة بالحفاظ على حقوق الإنسان.

وأكد التحالف الوطني على مواصلة جهوده في إرسال المزيد من المساعدات الإنسانية بكافة أشكالها حتى تحسن الأوضاع.

وكانت القناة 12 الإسرائيلية نقلت، اليوم الثلاثاء، عن مصادر إسرائيلية أنه تم توجيه رسالة إلى مصر مفادها أنها ستقصف أي قوافل أو شاحنات تنقل مساعدات لغزة، قبل أن يتم التراجع عن ذلك.