الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل الدعاء على الظالم يجوز؟.. بـ5 كلمات تتجنب الوقوع في الإثم وينصرك الله

الدعاء على الظالم
الدعاء على الظالم

لاشك أن مرارة الظلم وصعوبة وقعه على الإنسان هو ما يطرح سؤال عن حكم الدعاء على الظالم وهل هو جائز أم حرام ؟ ، خاصة ولم يتبق بيد المظلوم حيلة سوى الدعاء على الظالم ، لعل به يرفع مظلمته إلى السماء فيرتاح قلبه  ويهدأ باله وحاله، فلا ملجأ ولا منجي إلا الله عز وجل ، فهو نهم المولى ونعم النصير ، وحيث إن الدعاء على الظالم هو أول وأكثر وأسهل ما يلجأ إليه هذا المظلوم المقهور ، من هنا تنبع أهمية معرفة حكم الدعاء على الظالم وهل فيه حُرمة ؟.

الدعاء على الظالم

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عن الدعاء على الظالم ، إن الدعاء على الظالم المعاند لا شيء فيه وفعله أولي العزم من رسل الله كنوح وموسى -عليهما السلام- .

وأوضح «جمعة» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن للنبي  -صلى الله عليه وسلم -  عند ربه مقام عظيم، وقدر جليل، فاق كل الخلائق أجمعين، وكان  -صلى الله عليه وسلم -  يستحق تلك المكانة التي جعلها الله له، ويستحق أن نحبه بكل قلوبنا، فهو الذي كان يتحمل الأذى من أجلنا، ولا يخفى ما يؤثر من حلمه  -صلى الله عليه وسلم -  واحتماله الأذى.

وتابع: وإن كل حليم قد عرفت منه زلة، وحفظت عنه هفوة، وهو  -صلى الله عليه وسلم -  لا يزيد مع كثرة الأذى إلا صبرا، وعلى إسراف الجاهل إلا حلما، ويؤكد هذا الخلق العالي دعاءه لقومه الذين آذوه وعادوه، وما دعى عليهم، وإن كان الدعاء عليهم ليس بمنقصة.

وأكد أن الدعاء على الظالم المعاند لا شيء فيه وفعله أولي العزم من رسل الله كنوح وموسى عليهما السلام، فكان دعاء سيدنا نوح فقد قال القرآن عنه في دعائه على قومه : (وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الكَافِرِينَ دَيَّاراً)، وسيدنا موسى عليه السلام فقال تعالى : ( وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا العَذَابَ الأَلِيمَ ) .

وأضاف أنه قد كانا عليهما السلام على حق، ولكن كان المصطفى  -صلى الله عليه وسلم -  أحق، فقد روى الطبراني وذكره الهيثمي في مجمعه وقال رجاله رجال الصحيح : أن النبي  -صلى الله عليه وسلم -  لما كسرت رباعيته، وشج وجهه الشريف  -صلى الله عليه وسلم -  يوم أحد، شق ذلك على أصحابه شقا شديدا، وقالوا : لو دعوت عليهم. فقال : إني لم أبعث لعانا، ولكني بعثت داعيا ورحمة : اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون.

واستشهد بما أخرج البخاري في صحيحه عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها (قالت للنبي  -صلى الله عليه وسلم -  : هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد ؟ قال : لقد لقيت من قومك ما لقيت. وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة؛ إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني، فقال : إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك، وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم. فناداني ملك فسلم علي ثم قال : يا محمد فقال ذلك فيما شئت إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين. فقال النبي  -صلى الله عليه وسلم -  بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا).

حكم الدعاء على الظالم

قال الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن  إنه يجوز للمظلوم الدعاء على الظالم، مصداقًا لقول الله تعالى: «لَا يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللهُ سَمِيعًا عَلِيمًا»، (النساء:148)، منوهًا بأن النبى -صلى الله عليه وسلم- دعا شهرًا كاملًا وقنت في صلاته على الّذين غرروا بأصحابه من قبائل رِعْلٍ ذكوان وبني لحيان وعصية، حيث غدروا بسبعين من الصحابة وقتلوهم، ودعا عليهم باللعنة.

ودلل بما روي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما- قَالَ: «قَنَتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهْرًا مُتَتَابِعًا فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ وَصَلَاةِ الصُّبْحِ ، فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ إِذَا قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ، يَدْعُو عَلَى أَحْيَاءٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ، وَيُؤَمِّنُ مَنْ خَلْفَهُ» أخرجه وأبو داود (1443)، وفي لفظ لمسلم (679): «اللَّهُمَّ الْعَنْ بَنِي لِحْيَانَ، وَرِعْلًا وَذَكْوَانَ، وَعُصَيَّةَ عَصَوْا اللهَ وَرَسُولَهُ».

ونبه إلى أنه يجوز الدعاء على الظالم بجملة «حسبي الله ونعم الوكيل»؛ لأنها دعاء بمعنى «يارب انتصر لي والانتقام من الظالم»، مشيرًا إلى أن خلق الرحمة معناه الإحسان أو رقة في القلب تقتضي إرادة الإحسان إلى الغير، فخلق الرحمة يتنافى مع شعور الشماتة، كما أن دعاء المظلوم على الظالم يكون أمر مشروع ولكن الدعاء يكون بحدود المظلمة فإن تعدى المظلوم بالدعاء على ظالمه بما يفوق المظلمة تحولت الأدوار وبقي المظلوم ظالما.

وبين معنى قول الله-تعالى- في سورة التوبة "وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ" قائلًا: هذا ليس معناه انهم يشعرون بتكبر وتوصية على الخلق، ولكن ربنا- سبحانه وتعالى- شفى صدورهم بأنهم قد أقرت أعينهم بالنصر.

هل يجوز الدعاء على الظالم

ولفت الدكتور محمد وسام، مدير ادارة الفتوى المكتوبة وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية،  إلى أن الله تعالى لا يحب الجهر بالسوء من القول إلا من ظُلم والإنسان يدعو أن يكف الله ظلم الناس عنه وهذه أحوال ومقامات فمن الناس يدعو على من ظلمه ولا يستطيع إلا هذا ومنهم من يستشعر أن هذا قدر الله  فيصبر ويسامح وهذا مقاماً أعلى.

وأشار “ وسام ”  فى إجابته عن سؤال: «هل يجوز الدعاء على الظالم؟»، إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعلم الصحابة والتابعين قول "اللهم اعفو عمن ظلمني " العفو عند المقدرة ألا تحمل فى قلبك كراهية لأحد، وأن تستطيع الوصول على ألا تحمل مظلمة لأحد فالوصول لتلك المرحلة وهى أن تستشعر أن كل شيء بقدر الله وأمره وان الله سبحانه حكيم فى قدره فأنت راض بما قدر إليك.

وأفاد بأنه علمنا الرسول -صلى الله عليه وسلم - أن نترقى وأن نسمو عن أحقاد الناس فإن وصلت لذلك فبها ونعم وإن دعوت فيكون ذلك بمقدار من ظلمك لم تستطع فلا تعتدى بالدعاء حتى لا توصف بالاعتداء بعدما كنت مظلوما، ومن ثم فإن الدعاء على الظالم  جائز، ولكن الدعاء يكون له فن في اختيار الكلمات أقول " حسبي الله ونعم الوكيل" أو اللهم رد ظلم فلان عني ونختار الألفاظ في الدعاء.