تشهد عملية طوفان الأقصى التي تنفذها حركة المقاومة الإسلامية حماس والفصائل الفلسطينية المختلفة داخل عدد من المدن والبلدات الإسرائيلية تطورا كبيرا في عمليات القتال، وتصعيدا على مستوى الأخبار خاصة مع دخولها اليوم الثالث.
وزادت أعداد القتلى والجرحى من الجانبين، حيث يؤكد الجانب الإسرائيلي مقتل 800 شخص من مواطنيه، فيما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد أكثر من 400 شخص في قطاع غزة، وإصابة حوالي 2300 أخرين.
انفجارات مطار بن غوريون
وتحتجز المقاومة الفلسطينية أكثر من 100 أسير إسرائيلي بينهم ضباط رفيعي المستوى، بينما يؤكد جيش الاحتلال أن تل أبيب أضعفت قدرات المقاومة بالتزامن مع استمرار الغارات الجوية على غزة، بالتزامن مع إطلاق المقاومة 3284 صاروخا باتجاه المدن الإسرائيلية وتحديدا عسقلان الساحلية الجنوبية، وتؤكد حماس أن مقاتليها يجرون عمليات في منطقة مفكيم جنوب إسرائيل وشمال قطاع غزة.
وسمع دوي انفجارات، في إسرائيل منذ ساعات، حيث أكدت المقاومة أنها تستهدف مطار بن غوريون الدولي والتي يقع خارج نطاق تل أبيب مباشرة.
أما على المستوى الدولي، فقد أعلنت الولايات المتحدة أمس، على لسان وزير الدفاع عن تحريك مجموعة حاملة طائرات تابعة للبحرية إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك مدمرات الصواريخ الموجهة وطرادات الصواريخ الموجهة ويقول المسؤولون إن الولايات المتحدة تنشر أيضًا المزيد من الطائرات المقاتلة في الشرق الأوسط، وردا على ذلك اتهمت حماس الولايات المتحدة بالمشاركة في «العدوان على الشعب الفلسطيني».
إسقاط مروحيات إسرائيلية
وأيضا على مسار التصعيد، رصدت تقريرا لقناة العربيةن لحظة استهداف مروحيات إسرائيلية بصواريخ أرض جو، موضحا أن كتائب الـ.ـقـ.ـسـ.ـام نشرت مقطعا مصورا للحظة استهداف مووحيات إسرائيلية بصواريخ ارض جو، وقال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان عاجل منذ قليل، إن الرد الإسرائيلي على هجوم حماس سيغير الشرق الأوسط.
وأمر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، بفرض "حصار كامل" على قطاع غزة، مشيرًا إلى "قطع إمدادات الكهرباء والطعام والوقود"، حسبما نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، في حين دوت صافرات الإنذار في جميع أنحاء إسرائيل، تحسباً للصواريخ التي تطلقها الفصائل الفلسطينية في غزة.
أهداف تصعيد أمريكا والغرب
في هذا الصدد، قال الدكتور خالد شنيكات، أستاذ العلوم السياسية الأردني، إن ما يجري الآن في الأراضي المحتلة هو أمر غير مسبوق في الصراع العربي الإسرائيلي، ويمكن وصفه بالصدمة والفشل الاستخباراتي الإسرائيلي، وترويع لإسرائيل لم تشهده منذ 50 عاما، منذ حرب أكتوبر 1973، وهناك مراقبة كبيرة للمشهد من الولايات المتحدة الأمريكية، وقد حركت بالفعل حاملة طائرات بجوار إسرائيل على الشواطئ الإسرائيلي وهذا له هدفين.
وأضاف شنيكات، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن الهدف الأول من تحريك حاملة الطائرات الأمريكية، تأكيد الدعم الكامل من الولايات المتحدة الأمريكية، لإسرائيل، وهو ما ذكره الرئيس الأمريكي ووزير الخارجية وأعضاء الكونجرس، مشيرا إلى أن الهدف الثاني، هو توفير الدعم اللازم حال احتاجت إسرائيل إلى الأسحلة والذخائر، خال حدث نقص لما لديها، وفتح مخازن الدفاع الأمريكية لأي شئ تحتاجه إسرائيل، والتهيئة لهجوم بري حال ما تطلب الأمر لذلك، مثل دخول حزب الله على الخط.
أما عن موقف القوى الدولية، أكد شنيكات، أن الصين وروسيا موقفهم واضح، وهو ضرورة إيجاد حل سلمي، وليس أكثر من ذلك، أما الدولة الأكثر انخارطا هي الولايات المتحدة، وقد يدفعها دخول حزب الله الحرب، إلى التدخل بشكل واضح، ولكن دخول حزب الله مرهون بحسابات دولية أخرى في مقدمتها إيران.
أما عن سيناريوهات التهدئة، أشار شنيكات إلى أن السيناريو الأقرب، هو الذي تقوم به إسرائيل حاليا وهو قصف مكثف تمهيدا للدخول بريا، ما قد يترتب عليه تدمير البنية التحتية لحماس، مع ملاحظة أن التدخل البري يحمل مخاطر كبيرة، وقد يكلف إسرائيل ثمنا غاليا من قواها البشرية، خاصة وأنها خسرت حتى الآن 750 قتيل، وهناك بعض المصادر الإعلامية التي تشير إلى 1000 قتيل، أي أكثر من عدد القتلى في حرب أكتوبر.
وتابع: أما السيناريو الثاني، هو اتجاه إسرائيل للتهدئة خاصة في ظل استمرار القتال وتكبدها خسائر كبيرة، إلا أن هذه غير وارد بشكل كبير، مع سقوط كثير من الأسرى والقتلى، وشعور إسرائيل بالحاجة إلى حفظ كرامتها وماء وجهها، مشيرا إلى أن الطرف الأكبر الذي يتحكم في الصراع هو الموقف الأمريكي الأوروبي.
إسرائيل تتكبد خسائر فادحة
كان وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، وجه أمس بتحريك مجموعة حاملة الطائرات الهجومية جيرالد فورد إلى شرق البحر المتوسط، في محاولة لإظهار الدعم لإسرائيل بعد عملية طوفان الأقصى.
وقال أوستن إن الولايات المتحدة ستزود إسرائيل على وجه السرعة بعتاد وموارد إضافية تشمل الذخائر، وقرر البنتاجون إرسال حاملة طائرات F16 وF35 إلى شرق المتوسط قابلة السواحل الإسرائيلية.