منذ أيام حصل الروائي النرويجي يون فوسه على جائزة نوبل في الآداب، وتزامنًا مع إعلان الأكاديمية السويدية عن الفائز بالجائزة كان حوارنا مع الكاتب والروائي يوسف القعيد، والذي اقترب من حياة أديب نوبل نجيب محفوظ؛ لذلك أردنا من خلال الحوار التالي التعرف أكثر على حياة محفوظ.
في رأيك لماذا لم يفز أي أديب عربي بجائزة نوبل بعد نجيب محفوظ؟
لأن لجنة نوبل لها حساباتها الخاصة، وقد حصل عليها محفوظ في أكتوبر عام 1988م، فمن منحوه الجائزة من وجهة نظري لن يعطوها لأي كاتب عربي آخر. فمحفوظ هو أول وآخر عربي سيفوز بالجائزة.
هل خطط محفوظ للحصول على جائزة نوبل؟
زوجة نجيب محفوظ عطية الله إبراهيم عندما دخلت عليه في الأول من أكتوبر عام 1988م، لكي تبلغه بحصوله علي الجائزة وجدته نائمًا نومة العصرية، حيث كان يعد نفسه للسهر مع أصدقائه وقال لها بالحرف الواحد: “بطلي تخاريف ومتقوليش التخاريف دي كتير”. كان متصورًا أن الأمر غير حقيقي إلى أن جاءه سفير السويد في المنزل ليبلغه بخبر حصوله على الجائزة قبل إعلانها رسميًا من جانب إدارة الجائزة. فنجيب محفوظ لم يسعى إليها، ولم يتخيلها أصلًا، وإنما حصل عليها فجأة بدون تخطيط مسبق، إذ لم تكن أعماله قد ترجمت بعد لكثير من اللغات حين حصد الجائزة.
لماذا رفض السفر للسويد لاستلام الجائزة؟
لأسباب صحية فهو لم يكن يفضل السفر كثيرًا، وقد سافر في حياته ثلاث مرات فقط قبل نوبل، الأولى كانت إلى يوغسلافيا بقرار من الرئيس جمال عبد الناصر، والمرة الثانية كانت إلى اليمن بقرار من عبد الناصر أيضًا. أما المرة الثالثة فكانت إلى لندن لتلقي العلاج طبي. فنجيب محفوظ لم يكن يحب السفر إطلاقًا. فعندما قرر رفض السفر للسويد لاستلام الجائزة تعرض لضغوطات شعبية ورسمية كبيرة، لكنه رفض بشكل نهائي.
لماذا كتب محفوظ بالفصحى ولم يكتب بالعامية؟
محفوظ حرص على الكتابة باللغة العربية الفصحى، فلم تجذبه العامية المصرية، لم يقع تحت تأثيرها بالرغم أنه كان من قراء شعرها، و كان صديقًا مقربًا من الشاعر صلاح جاهين.
كيف استقبلتم نبأ تعرضه لمحاولة اغتيال بسبب رواية أولاد حارتنا؟
كان وقتها قادمًا إلينا للجلوس في مقهى كازينو قصر النيل، وقد حاول شاب الاعتداء عليه و قام بضربه، وتم نقله إلي مستشفى الشرطة المواجه وهناك تم علاجه، واكتشفنا الأمر عندما تأخر عن موعده خصوصًا أننا كنت نعلم أنه حريص على الالتزام بمواعيد، ووقتها أبلغنا أحد الأشخاص بتعرضه للاغتيال على يد شاب قام بالاعتداء عليه. وقد حكم عليه بالإعدام فقد اعترف برغبته في قتل نجيب محفوظ لأنه من وجهة نظره كتب رواية تدعو إلى الكفر.