الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بطولات البحرية بمعارك الاستنزاف.. تدمير 4 سفن ورصيف إيلات وإغراق 14 إسرائيليا

تكريم اللواء نبيل
تكريم اللواء نبيل عبد الوهاب

تحل علينا اليوم الذكرى الـ50 لـ حرب أكتوبر المجيدة، اليوم الذي انتصرت فيه إرادة مصر جيشا وشعبا، على عدوان وغطرسة العدو الإسرائيلي، حيث تمكنت القوات المسلحة المصرية من اقتحام أقوى مانع مائي في العالم وهو قناة السويس، واجتياح خط بارليف الذي روجت له إسرائيل بأنه يحتاج إلى قنبلة ذرية لاختراقه، ما لا يدع مجالا للشك، في قوة الجندى المصري صاحب العزيمة والنصر.

وكانت السنوات قبل حرب أكتوبر، وتحديدا مرحلة حرب الاستنزاف، صاحبة بطولات أكدت أن لمصر يد طولى تستطيع أن تضرب في العمق الإسرائيلي، وهو ما نفذته القوات البحرية، من بطولات في عمليات إيلات، حيث أجرى "صدى البلد"، حوارا مع الربان/ نبيل عبد الوهاب، بطل الضفادع البشرية، والمشارك في الإغارة على ميناء إيلات، أكثر من مرة، ليروي كيف كانت المعارك قبل الحرب في أيامها، ودوره في استعاد الأمة الجريحة كرامتها وانتزعت نصرها.

محرر صدى البلد مع الربان نبيل عبد الوهاب

بطولات الجيش بحرب الاستنزاف

قال اللواء نبيل عبد الوهاب، أحد أبطال الضفادع البشرية والمشارك في الإغارة على ميناء إيلات، إن فترة حرب الاستنزاف، كانت من أكثر الفترات جمالا وبطولة في تاريخ الجيش المصري، وتعتبر "تطعيم للمعركة"، بمعنى أنها تدريب لحرب أكتوبر لمعرفة نقاط ضعف وقوة العدو واستغلالها، وخلال هذه الفترة حدثت العديد من البطولات من كل أفرع القوات المسلحة، من برية وجوية وبحرية.

وأضاف عبد الوهاب، أنه عقب عدوان 5 يونيو، حدثا معركة رأس العش وتمكنت خلالها كتيبة صاعقة من التغلب على لواء مدرع إسرائيلي بدباباته، وظلت رأس العش وبور فؤاد حرة ولم تدخلها القوات الإسرائيلية،

وتابع: القوات البحرية أيضا نفذت عمليات أكثر من رائعة في هذا التوقيت، فقد نجحت القوات في تدمير المدمرة إيلات والتي كانت فخر البحرية الإسرائيلية وتمثل نصف قواتها، وذلك في 21 أكتوبر عام 1967، كما دمرت المدمرات المصرية منطقة تجمع العدو في رمانة وبالوظة وتم تدمير مراكز تجمع الجنود، كما أغرقت القوات البحرية المصرية الغواصة داكار أمام سواحل الاسكندرية.

وفيما يتعلق بالضفادع البشرية، فقد نفذت عمليات رائعة منها في حرب الاستنزاف، ومنها في حرب أكتوبر، ومنها عمليات خارج نطاق العمليات، حيث عملية الحفار في ساحل العاج، وكانت هذه العملية متعبة حيث تتبعت قوات الضفادع البشرية الحفار من داكار في السنغال وقبل ما تبدأ العملية، تحرك الحفار، وتتبعوه حتى أبيدجان وتم تدميره هناك.

اختراق ميناء إيلات 5 مرات

وقال الربان نبيل عبد الوهاب، إنه فيما يتعلق بـ عمليات إيلات، فهي أكثر من عملية، لان معظم الناس يعتقدون أن الإغارة على إيلات كانت عملية واحدة، ولكن في الحقيقة، فقد نجحت قوات الضفادع البشرية المصرية من اختراق ميناء إيلات 5 مرات، نفذت خلالها 3 عمليات ناجحة، هذه العمليات كالتالي:

  • الإغارة على ميناء إيلات في 16 نوفمبر 1969.
  • الإغارة على ميناء إيلات في 5 فبراير 1970.
  • الإغارة على ميناء إيلات في 15 مايو 1970.

وتابع: كنا نذهب إلى إيلات عن طريق الأردن ، وكانت المعدات والذخائر تصل إلى العراق عبر مطار إتش ثري ثم نقلها إلى الأردن باعتبارها معدات تابعة لحركة فتح، وبعد ذلك ننزل من حدود الأردن - السعودية والتي تبعد عن إيلات بحوالي 24 كم.

الاختراق الأول لميناء إيلات

كانت المرة الأولى في 9 نوفمبر ووقتها لم تنفذ العملية لأنه لم نجد سفن في إيلات، ولكننا استفدنا لأنه كان يعتبر تدريبا في مناطق العدو، وفي طريق عودتنا وجدنا أمامنا لانش ساعر "دورية إسرائيلية"، فما كانت من قائد العملية سوى أنه تحرك باتجاه اللانش، وفجأة أطفأ اللانش المسلح بمدفع نصف بوصة، أنوراه هاربا، ظننا منهم تقريبا بأننا لانش انتحاري، في حين أننا لم نكن نمتلك أسلحة سوى 6 ألغام TNT وزن الواحد منها 50 كجم، وخزان بنزين بسعة 100 لتر، ما يؤكد أن الجندي الإسرائيلي جندي جبان.

حوار الربان نبيل عبد الوهاب أحد أبطال الضفادع البشرية المشارك في الإغارة على ميناء إيلات

أما العملية الأولى في إيلات، كانت يوم 16 نوفمبر عام 1967، ودخلنا الميناء وتم تلغيم سفنتين داليا وهيدروما، ولم تحدث خسائر في العملية سوى استشهاد الرقيب فوزي البرقوقي، والذي مات بطريقة بطولية، حيث مات بإحدى حوادث الغطس، وهو تسمم أكسجين، حيث أن الضفادع البشرية تغطس بأكسجين صافي وليس فيه أي خطورة إلا في أعماق معينة، وهي حادثة بسيطة وعلاجها بسيط وهو الصعود إلى سطح الماء واستنشاق الهواء ثم استكمال العملية، ولكن فوزي البرقوقي فضل أن يكمل المهمة وهو يعلم أنه سيموت، ولم يصعد إلى السطح حتى لا يتم كشف أمر الضفادع البشرية.

كواليس وبطولات العملية إيلات

وبالفعل وضعت اللغم الخاص بي في منتصف المركب، وقام البرقوقي بوضع اللغم الخاص به في مؤخرة المركب تحت غرفة الماكينات، واستشهد بها، حيث أن الغواص يموت بسبب حادث تسسم الأكسجين في خلال 3 دقائق، ولكنه استشهد بفدائية كبيرة، وبالنسبة لجثمانه كما هو معتاد في الحروب هناك أوامر بترك الشهداء وأن ينجو الضفدع البشري بنفسه حتى لا تكثر الخسائر في رحلة العدو، ولكني رفضت أن أتركه حتى لا يطفو جثمانه على السطح بعد أيام وتستغله إسرائيل في عمل بروباجندا بانهم أسقطوا ضفدع بشري مصري، وهذا غير صحيح فقد استشهد البرقوقي بفدائية بحادث غطس، وهذه العملية أكدت أن مصر أيضا لديها القدرة على ضرب العمق الإسرائيلي.

أما العملية الثانية، فكانت إسرائيل قد أغارت على مواقع رادار في الزعفرانة مستخدمة ناقلة الجند بيت شيفع، وناقلة الدبابات "بيت يام"، وهجموا على الموقع الذي لم يكن به سوى رادار، وفكوا الرادار وسرقوه، فجاءت أوامر القيادة السياسية بتدمر السفنتين، لتحدث العملية في 5 فبراير، وبالفعل تم تدمير السفتنين، ما دفع الحكومة الإسرائيلية لاستجواب موشيه ديان وزير الحرب الإسرائيلي، والذي تعهد بأن الضفادع البشرية المصرية لن تدخل إيلات مرة أخرى وفعل استحكامات أمنية كثير كانت كالتالي:

  • زيادة حجم العبوات الناسفة التي تلقى بالماء.
  • إنشاء شباك حديدية على مدخل الميناء تفتح نهارا وتغلق مساء في وقت عمل الضفادع البشرية.
  • منع المراكب من المبيت في الميناء وأن تخرج منه مساء وتبيبت في الخارج حتى لا تكون هناك سفن وقت عمل الضفادع البشرية.

ولذلك لجأنا إلى استخدام متفجرات أكبر ووضعها تحت الرصيف الحربي وضبطها للانفجار بعد 12 ساعة، وهو موعد وصول السفن، واستخدامنا متفجرات أكبر بدلا من الـ TNT بحجم 50 كجم ولكن حجمها في الماء صفر، واستخدمنا ألغام هكسوجين بقوة تدميرة مرة ونصف ضعف، وبوزن 125 كجم بوزن صفر في المياه، ولكن بسبب كثرة العبوات الناسفة التي كانت تلقى في المياه تضرر أحد الألغام في المؤقتات ووزنها تحت الماء فأصبح اللغم يطفو على السطح، ولكن قمنا بتثبيته عبر أحزمة الغطس.

وبالفعل وضعنا الألغام أسفل الرصيف الحربي وضبطنا المؤقت، ولكن الضرر في المؤقت، جعل اللغم الاول ينفجر أسفل الرصيف في تمام الساعة 7 صباحا، وكان الانفجا شديد دمر الرصيف الحربي، وعندما نزلت الضفادع البشرية الإسرائيلي، لحصر خسائر الرصيف، انفجر اللغم الثاني، ما تسبب في مقتل 14 ضفدع بشري، وهذه نتيجة أفضل بكثير من غرق السفن، لان السفن كانت أمريكا تعطي إسرائيل منها مجانا، أما جندي الضفادع البشرية الذي يتم اختياره بعناية ويمر بتدريبات صعبة، يصعب تعويضه.

الاختراق الخامس لميناء إيلات

أما الاختراق الخامس والأخير لميناء إيلات كانت في أبريل عام 1970، وكانت الخطة تصقضي بأن تذهب مجموعة واحدة إلى الميناء وتقعد في جزء من السفينة بيت يام الطافي فوق الماء، حتى موعد مجئ السفن إلى الميناء، ونجح الاختراق بالفعل ولكن كان المكان في السفينة الغارقة ضيق ولم يسع الضفادع البشرية وتم إلغاء المهمة.

أما في حرب أكتوبر، فتم نقل مجموعة الضفادع من الإسكندرية إلى رأس غارب، وبدأت الحرب بالفعل في 6 أكتوبر وكنا نسمع الأخبار في الراديو ولكن لم نشترك في العمليات حتى يوم 8 أكتوبر، وأخدنا أمر العملية وهي أن إسرائيل كانت محتلة الضفة الشرقية لخليج السويس، وكان هناك شركة بتروبل للبترول، وهي شركة بلاعيم، وكان يوجد بها 42 بئر يجمعون الانتاج في منصة الانتاج، ثم يتم نقل البترول عبر خطوط أنابيب إلى البر في خزانات، وكانت العملية مقسمة إلى أن تقوم الضفادع البشرية بتدمير منصة الانتاج في البحر، فيما تقوم الصاعقة البحرية بتدمير الخزانات في البر.

وبالفعل تمت عملية الإغارة بنجاح، ولكن بسبب البحر العالي والأمواج العالية لم تراني قوارب الانزل، فما كان امامي سوى العودة 24 كم سباحة إلى الضفة الغربية بدلا من السباحة 5 كم إلى الضفة الشرقية التي كانت تحلتها إسرائيل، وعندما وصلت الضفة الغربية كانت الألغام قد انفجرت.

صدى البلد يكرم الربان نبيل عبد الوهاب