الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

50 عاما على ملحمة أكتوبر.. حكاية البطل زغلول وهبة سليمان صائد الطائرات

الجندي المقاتل زغلول
الجندي المقاتل زغلول وهبة

تحتفل مصر بالذكرى 50 لـ انتصارات أكتوبر المجيدة، تلك الحرب التي سطر فيها جنود مصر البواسل وقادتهم ملحمة خالدة سيظل صداها ملء السمع والبصر إلى أن تقوم الساعة، ملحمة جاءت لتنهي سنوات من الأكاذيب والخديعة وتزييف الحقائق عاشها ورددها وتفاخر بها المحتل الإسرائيلي.

وتعد حرب أكتوبر المجيدة، علامة مضيئة في تاريخ العسكرية المصرية العريقة، فقد تبارت فيها جميع التشكيلات والقيادات في أن تكون مفتاحا لنصر مبين، دفع فيه المصريون أثمانًا غاليةً من دمائهم الطاهرة، ليستردوا جزءًا غاليًا وعزيزًا من أرض الوطن، وهي سيناء.

البطل زغلول وهبة سليمان 

50 عاما على حرب أكتوبر 

حرب أكتوبر المجيدة لم تكن مجرد معركةٍ عسكريةٍ خاضتها مصر وحققت فيها أعظم انتصاراتها، وإنما كانت اختبارًا حقيقيًا لقدرة الشعب المصري على تحويل الحلم إلى حقيقة، فلقد تحدى الجيش المصري المستحيل ذاته، وقهرهُ، وانتصر عليه، وأثبت تفوقه في أصعب اللحظات التي قد تمر على أي أمة.

وكان جوهر حرب أكتوبر هو الكفاح من أجل تغيير الواقع من الهزيمة إلى النصر ومن الظلام إلى النور ومن الانكسار إلى الكبرياء، فقد غيرت الحرب خريطة التوازنات الإقليمية والدولية.

وكانت صيحات الله أكبر في السادس من أكتوبر عام 1973، تزلزل قناة السويس، حينما عبر عشرات الآلاف من أبطال القوات المسلحة إلى الضفة الشرقية للقناة، لاستعادة أرض الفيروز من العدو الإسرائيلي، تكبد فيها العدو خسائر لا يمكن أن ينساها أبدًا، واستعاد المصريين معها كرامتهم واحترامهم أمام العالم.

فلقد علّمنا نصر أكتوبر العظيم أن الأمة المصرية قادرةٌ دومًا على الانتفاض من أجل حقوقها وفرض احترامها على الآخرين، تعلمنا في حرب أكتوبر أن الحق الذي يستند إلى القوة تعلو كلمته وينتصر في النهاية، وأن الشعب المصري لا يفرط في أرضه وقادرٌ على حمايتها.

وتمر علينا  اليوم الذكرى الخمسين على نصر السادس من أكتوبر عام 1973، حيث حققت مصر في حرب أكتوبر معجزة بكل المقايس، ستظل خالدة في وجدان الشعب المصري وفي ضمير الأمة العربية، وقام جيل حرب أكتوبر برفع راية الوطن على ترابه المقدس، وأعاد للعسكرية المصرية الكبرياء والشموخ في النصر العظيم.

ولقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، عندما وصف جند مصر بأنهم خير أجناد الأرض، ومن هذا المنطلق فلم يسبق للعرب أن انتصروا على إسرائيل منذ قيامها على الأراضي العربية عام 1948؛ إلا في معركة السادس من أكتوبر بفضل هؤلاء الأبطال والذين كان من بينهم الجندي المقاتل زغلول وهبة سليمان، رامى صواريخ الكتف "الاستريلا أو سام 7 أو الحية أو الضبع الأسود".

وكان  ل "صدى البلد"، لقاءًا مع الجندي المقاتل زغلول وهبة سليمان، للحديث عن ذكريات انتصار 6 أكتوبر العظيم، وعن عوامل نجاح حرب أكتوبر  والدور الذي قام به قادة القوات المسلحة في ذلك الوقت.

وبدأ المقاتل البطل في التعريف بنفسه قائلا: "أنا المقاتل زغلول وهبة سليمان، رامي صواريخ الكتف "الاستريلا أو سام 7 أو الحية أو الضبع الأسود"، حيث تم تجنيدي بتاريخ 26 نوفمبر 1969، والتحقت بعدها بإخدى معسكرات التدريب وبعد انتهاء فترة التدريب الأساسي تم اختياري للخدمة ضمن قوات الدفاع الجوي كرامي "رشاش ثقيل"، فنجحت واجتازت  الكشف الطبي حينها، ثم التحقت بمعسكر أبو قير للحصول على الفرقة الخاصة بالسلاح الجديد فى مدرسة المدفعية المضادة للطائرات بالمعمورة بالإسكندرية".

البطل رفقة محررة صدى البلد 

تفاصيل يوم النصر المجيدة 

وتابع البطل المقاتل زغلول وهبة سليمان، أنه خلال 6 أشهر أنهى الدورة التدريبية، وبعد الانتهاء منها، وتحديدا في يونيو 1970، تم نقلهم رفقة عدد من الجنود للجبهة، وتم تشكيل إحدى كتائب الدفاع الجوي  وتم تكليفه كحكمدار دفاع جوي، مشيرا إلى أنه تمكن من إسقاط طائرتين للعدو الإسرائيلي من طراز "سكاى هوك"، الأولى بمنطقة الجفرة بالسويس يوم 30 يونيو 1970، والثانية يوم 10 أكتوبر 1973 بمنطقة أبو حماد بجوار مطار أبو حماد.

وواصل: "من أجمل أيام حياتي يوم 30 يونيو 1970، حيث استمر صاروخ الكتف استيلا، كسلاح جديد في الجيش حينها، حيث أنه كان له تأثير كبير جدا على الطيران المعادي المنخفض،.

وتابع :"خلال فترة جيشي التي استمرت 5 سنوات، مررت بـ 48 منطقة، بداية من السويس حتى القنطرة، كذلك القاهرة والمنوفية".

وأردف: "سلاح المدفعية هو العامل الرئيسي للعبور في حرب أكتوبر، وحينها كل الجنود كانوا يضربون كغطاء جوي لعبور الضباط والجنود من الأسفل، وكل أنواع المدفعية كانت تضرب في لحظة واحدة، وحتى الآن صوت الضرب والطلقات في أذني رغم مرور خمسون عاما على النصر".

وأكد الجندي المقاتل: "في يوم 6 أكتوبر، كنت عسكري في حماية المعابر في الفرزات، ومن ثم انتقلنا أنا وزملائي إلى أحد المطارات يوم 8 أكتوبر، وذلك من أجل حمايته، حيث أنه كان معرض لهجوم العدو حينها، ويوم 5 أكتوبر كنت أقف على طريق بورسعيد القنطرة، وكننا نرى فقط أشياء غريبة، وهي سيارات تحمل تنكات، مثل تنك البنزين، وظهر أن هذا هو المعبر الذي تم فتحه في القناة، وتم فتحه لأربعة أجزاء".

وأضاف: "بسقوط أول طائرة من طراز فانتوم تم تحطيم أسطورة الفانتوم، ثم حصلت على درجة عريف مقاتل"، مشيرا إلى أنه "في يوم 8 أكتوبر عام 1973، تم نقله ومجموعته لإحدى المطارات بمحافظة الشرقية، لحمايته من محاولات العدو الإسرائيلي، وذلك لأنه من أقرب المطارات للجبهة، وفي صباح اليوم التالي تم توزيعه ومجموعته على مواقع بدائرة المطار وفي منتصف يوم 10 أكتوبر، بدأ هجوم من قبل قوات العدو عبارة عن سرب من طائرات الفانتوم وسكاى هوك، يقوم بالهجوم على المنطقة، وبالفعل استطاع إسقاط طائرة من طراز "سكاى هوك"، ولم يستطع الطيران المعادي أن يصيب المطار، وسادت السعادة والسرور لسقوط الطائرات، وهذا هو الواجب الذي كنت مكلف به".

ولفت إلى أنه ترك الخدمة داخل الجيش، في أول سبتمبر 1974، وبعدها بدأ في استلام عمله كمدرس بإدارة شبرا الخيمة التعليمية بالقليوبية، وحتى عام 2015، معقبا: "قضت 41 عاما بعد خروجي من الخدمة العسكرية احتفل بنصر أكتوبر المجيد ما بيني وبين نفسي"، موجها كلمة عن تكريمه بأن هذا من أعظم التكريمات فى حياته، قائلا: "لو عاد بي الزمن مرة أخرى لقدمت حياتي فداء لهذا الوطن الغالي، وكلمتي لأبناء مصر جيشكم حماكم فكونوا سندا له فهو خير أجناد الأرض".

الجدير بالذكر، أن حرب أكتوبر 1973، كانت نقطة تحول في التاريخ المصري، وكان الهجوم الناجح الذي شنه الجيش المصري ضد قوات العدو في سيناء بمثابة إنجاز كبير.

ولم تعيد الحرب السيادة المصرية على سيناء فحسب، بل حطمت أيضًا أسطورة الجيش الذي لا يقهر.

وقد تم الاحتفال بالنصر باعتباره انتصارًا للإرادة الوطنية والصمود وتجمع المصريون معًا، وأظهروا وحدتهم وتصميمهم على استعادة سيناء، وقد غرس هذا الشعور بالهدف الجماعي والتضحية شعوراً عميقاً بالفخر والحب للأرض التي كانت تحت الاحتلال لمدة ست سنوات.

البطل زغلول وهبة سليمان