"النار كلت كل حاجة.. بضاعة بـ48 مليون جنيه في سنتر واحد بس بقت فحم ورماد، مش باقي غير 4 مصاحف كلام ربنا محفوظ".. كلمات اختلطت بدموع مالك سنتر التهمته النيران في حريق سوق عتريس بالسيدة زينب وسط حريق ضخم حول السوق بالكامل لأطلال.

لم يتبقَ إلا المصحف

فجر الاثنين والمحلات جميعها مغلقة، فوجئ صاحب أحد المحلات بمنطقة السيدة زينب بطرقات مرتفعة على باب شقته أيقظته بفزع من نومه ليخبره العاملون لديه بالمحل سبب قدومهم في هذا التوقيت قائلين "السوق بيولع".

انطلق مالك السنتر عله ينقذ أي كمية من البضائع التي يتخطى ثمنها ملايين الجنيهات، وفور وصوله الى مكان الحريق، فوجئ بألسنة اللهب تتصاعد الى عنان السماء والنيران تلف كافة المحلات والسنتر بطوابقه الأربعة.

حريق هائل بجوار مسجد السيدة زينب.. تفاصيل |فيديوجراف

حريق كبير في السيدة زينب.. والحماية المدنية تدفع بسيارات الإطفاء

3 ساعات من مجابهة النيران

3 ساعات كاملة كافحت قوات الحماية المدنية النيران التي التهمت الباكيات وفرش الباعة وتسبب في خسائر بمليارات الجنيهات، حيث روى مالك سنتر، تفاصيل ساعات الجحيم التي انتهت بخراب بيوتهم – على حد تعبيره.

وقال إن اكثر من 50 أسرة تشردوا بعد فقدان بضاعتهم، ورأس أموالهم في الحريق التي أكل الأخضر واليابس، مضيفا أنه خسر بضائع بمبلغ 48 مليون جنيه بعدما حرر بها شيكات بمبلغ 22 مليون جنيه لاصحابها.

وأضاف أن كافة العاملين وأصحاب المحلات فقدوا كل شيء فجأة، ومنهم من لديه أطفال لا يعلم كيف سينفق عليهم، ومنهم من لديه ديون ولا يعرف كيف يسددها، مناشدا شركة الكهرباء باعادة التيار الكهربائي للمنطقة واصلاح التوصيلات التالفة حتى يتمكنوا من اعادة العمل تدريجيا بالسوق وتنظيف المحلات.

معاينة النيابة

وكشفت معاينة النيابة والأدلة الجنائية لموقع حريق السيدة زينب أن النيران التهمت عدد من باكيات الملابس وغيرها من فرش الباعة الجائلين حيث التهم الحريق 10 باكيات و20 فرش في السوق من بضائع ملابس وأدوات منزلية وخردوات وغيرها، مما تسبب في خسائر بالملايين فادحة.

واستمعت النيابة لأقوال الشهود الذين قالوا إن الحريق يرجح أن يكون سببه ماس كهربائي ولكنهم غير متأكدين لأن الحريق شب في الساعات الأولى من اليوم وهم غير متواجدين واستيقظوا على خبر الحريق فتوجهوا للمكان فوجدوا النيران التهم البضائع.

كما قال شهود العيان إن الحريق استمر لما يقرب من ثلاث ساعات حتى تم السيطرة عليه وتبريده لمنع تجدد النيران.

قرارات النيابة

وقررت ندب الأدلة الجنائية لفحص الحريق وتقدير الخسائر والكشف عن ملابسات وأسباب الحادث، وأمرت النيابة باستدعاء شهود العيان وملاك المحلات والباكيات التي احترقت في الحريق لحصر الخسائر والتلفيات.

وتمكن رجال الحماية المدنية من السيطرة على حريق داخل السوق التجارية خلف مسجد السيدة زينب دون إصابات، بعدما انتقلت قوات الحماية المدنية وتمت السيطرة عليه.

وكانت غرفة عمليات شرطة النجدة، قد تلقت بلاغا يفيد بنشوب حريق داخل سوق في السيدة زينب، وتم الدفع بـ 5 سيارات إطفاء لمكان الحريق، وفرض كردون أمنى بمحيط الحريق لمحاصرته ومنع امتداده وتمت السيطرة عليه، وتحرر محضر بالواقعة، لتتولى النيابة المختصة التحقيق.