سعت القيادة السياسية إلى أن تكون العاصمة الإدارية الجديدة شاملة للأنشطة والمرافق كافة، والتي تعد أول مدينة ذكية تكنولوجية يتم تأسيسها ضمن رؤية مصر 2030، بحيث تشكل جسرًا حضاريًا يعمل على خلق كيان سياسي واقتصادي وثقافي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لتوفير مناخ اقتصادي مزدهر وبنية تحتية تكون نواة لمعيشة رغدة وتنمية مستدامة، ولكي تساعد على توفير فرص عمل عديدة للشباب.

وثيقة تاريخية للأجيال

وفي هذا الصدد، تحدث الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، عن مكاسب عادت على المواطن من مشروع العاصمة الإدارية الجديدة.

أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أمس الثلاثاء، أن العاصمة الإدارية وفرت 400 ألف فرصة عمل مباشر وغير مباشرة، موضحاً أن مشاريع المدينة وفرت مئات الآلاف من فرص العمل للشباب.

وقال مدبولي، خلال حواره التليفزيوني في برنامج "من العاصمة"، المذاع علي قناة "إكسترا نيوز" الفضائية، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي أطلق فكرة العاصمة الإدارية الجديدة في عام 2015 وبدأ العمل الفعلي على تنفيذها في عام 2016، مضيفا: "البعض يسأل لماذا عاصمة جديدة في مصر، ونقول إن دولًا كثيرةً نفذت عواصم جديدة وهناك دول تنفذ عواصم جديدة وبعض الدول أعلنت أنها ستنفذ المشروع".

وتابع مدبولي: "ماليزيا سبقتنا بمدينة جديدة كعاصمة إدارية جديدة، والصين تنفذ حيا حكوميا بمنطقة جديدة بالكامل خارج بكين، ونيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي حضرت قمة بريكس والتقيت مع رئيس إندونيسيا وقال لي إنه تم الإعلان عن عاصمة جديدة مختلفة عن جاكرتا وجرى البدء في التنفيذ".

التواصل بين الحكومة والمواطن

وأردف مدبولي، أنّ المملكة الأردنية الهاشمية أعلنت أنها في سبيلها لعمل حي حكومي جديد ومنطقة إدارية جديدة، مشددًا على أن أهم شيء هو التواصل المباشر بين الحكومة والمواطن، موضحًا: "سننقل المستوى الاستراتيجي في عملية إدارة الدولة إلى الحي الحكومي بالعاصمة الإدارية وستظل منافذ تقديم الخدمات المباشرة للمواطن موجودة في بعض الأماكن بالقاهرة أو في كل المحافظات".

وواصل رئيس الوزراء: "العاصمة الإدارية نقلة حضارية ونوعية حقيقية وليست مجرد انتقال من مكان لآخر، حيث نسعى إلى خلق البيئة المناسبة للموظف حتى يؤدي عمله جيدا، لذلك، كانت عملية اختيار الموظفين لها بُعد معين، فقد غلّبنا فئة شباب المستقبل، وهذا لا يعني أننا لم نختر كبار السن، فالقيادات وعنصر الخبرة موجود، ولكن كانت هناك غلبة لفئة الشباب".

وردًا على سؤال حول سبب تنفيذ الدولة للعاصمة الإدارية الجديدة وليس القطاع الخاص،أوضح الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، أن كافة المدن الجديدة تابعة لهيئة المجتمعات العمرانية وهي هيئة اقتصادية مختصة بإنشاء المدن الجديدة ولا تتلقى مقابل من الدولة، مشيرا إلى أن دورها هو تنمية المدينة وإتاحة بنية أساسية كبيرة (شبكات مرافق، ومحطات مياه، كهرباء، صرف صحي، غاز) ثم يأتي عقب ذلك دور القطاع الخاص لإكمال المسيرة.

وتعد العاصمة الإدارية الجديدة هي مدينة ذكية جديدة، تعد من أجدد المشروعات الاستثمارية الخاصة بالتطوير العقاري في مصر، ومن المتوقع أن ينمو هذا المشروع البنائي الضخم من 18 مليون نسمة إلى 40 مليون نسمة بحلول عام 2050، وهو المشروع الذي من شأنه إدخال مفهوم جديد لطبيعة الحياة السكنية بمصر.

مساحه العاصمة الإدارية الجديدة

قُسمت العاصمة الإدارية الجديدة إلى مراحل؛ نظرًا لمساحتها الشاسعة التي تجاوزت مساحات عواصم ودول هامة. وللإجابة عن سؤال ما هي مساحة العاصمة الإدارية الجديدة في مراحلها الثلاث! قمنا بحساب كل مرحلة على حدة كالتالي:

- المرحلة الأولى: تبلغ مساحتها ما يقرب من 40 ألف فدان، أي ما يوازي 161.87 كم2 من إجمالي مساحة العاصمة الإدارية بالكيلو متر.
- المرحلة الثانية: تبلغ مساحتها حوالي 47 ألف فدان، أي ما يوازي 190.2 كم2 من إجمالي مساحة العاصمة الإدارية الجديدة بالكيلومتر.
- المرحلة الثالثة: تبلغ مساحتها حوالي 97 ألف فدان، أي ما يوازي 392.54 كم2 من إجمالي مساحة العاصمة بالكيلومتر.

واهتم القائمون على تنفيذ العاصمة الإدارية الجديدة بتوجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بجعل العاصمة مدينة خضراء ينتشر بها الحدائق والأشجار، هذا بجانب بعض المميزات الأخرى بالعاصمة؛ ألا وهي:

• فخامة التصميم المعماري المستوحى من التصميمات الأوروبية العالمية.
• البحيرات الصناعية.
• نظام لتوليد الكهرباء في حالة انقطاعها.
• سهولة إتمام المعاملات الحكومية؛ نظرًا لنظام الهيئات الحكومية الجديد بالعاصمة.
• اتساع الشوارع
• سهولة التنقل منها وإليها

والجدير بالذكر، أن تضم العاصمة الإدارية الجديدة أول مدينة للفنون والثقافة على مساحة 127 فدانًا بداخلها دار للأوبرا ومسرح للموسيقى، كما تضم أول مركز سيطرة وتحكم أمني وخدمات السلامة العامة عن طريق 6 آلاف كاميرا في المدينة، وسيتم ربط العاصمة بخط سكك حديدية جديد مع كل شبكات السكك الحديدية في الجمهورية، وكذلك ربط مشروع القطار الكهربائي بمدينة العاشر من رمضان وبلبيس عن طريق القطار الكهربائي وإنشاء مطار دولي بالعاصمة الإدارية على مساحة 16 كم، كما تضم أعلى برج في إفريقيا بطول 345 مترًا ويتكون من 120 طابقًا، ويتضمن فندقًا عالميًا ووحدات سكنية ومهبطًا للطائرات الهليكوبتر.