قال الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، إن من فضل الله- عز وجل- علينا أن جعل لنا في السنة المشرفة علاجا لما يعترينا من الأمور التي تضايق المسلم في حياته.
وأضاف: ومن ذلك ما ورد ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم بشأن علاج الأمور السابقة وذلك، أن تردد الذكر الآتي في هذا الحديث روى البخاري عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي طلحة: التمس غلاما من غلمانكم يخدمني؛ فخرج بي أبو طلحة يردفني وراءه، فكنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما نزل . فكنت أسمعه يكثر أن يقول ( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال ) الحديث البخاري، و"الهم" هنا لما يتصور من المكروه الحالي والحزن لما وقع منه في الماضي، و"الكسل" هو التثاقل عن الأمر، والجبن" ضد الشجاعة، وهو الخوف والجزع من ملاقاة العدو، و"ضلع الدين" ثقله وشدته، و"غلبة الرجال" قهرهم.
وأشار إلى أن هذا الدعاء له فائدة عظيمة لمن واظب عليه للنجاة من كل هذه الأشياء التي استعاذ منها النبي صلى الله عليه وسلم يتضح ذلك مما رواه أبو داود عن أبي سعيد قال : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم المسجد فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة، فقال يا أبا أمامة : مالي أراك جالسا في المسجد في غير وقت الصلاة ؟ قال هموم لزمتني وديون يا رسول الله قال : ألا أعلمك كلاما إذا قلته أذهب الله همك وقضى عنك دينك؟ قال : قلت بلى يا رسول الله، قال قل إذا أصبحت وإذا أمسيت (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال )، قال: ففعلت ذلك؛ فأذهب الله همي وقضى عني ديني.
وأورد المنذري في الترغيب عن أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله إحدى ثلاث إما أن يعجل له دعوته وإما أن يدخرها له في الآخرة وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها قالوا إذا نكثر قال الله أكثر ) .