الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أسوأ سلسلة خسائر.. الحصاد الوفير يهوي بسعر القمح عالميا وانفراجة كبرى محليا

القمح
القمح

يتجه سعر القمح نحو تسجيل أسوأ سلسلة خسائر فصلية منذ 14 عاما، إذ أدى الحصاد الوفير في أجزاء من نصف الكرة الشمالي إلى تعويض النقص الناتج عن التوترات المستمرة في البحر الأسود بعد إنهاء اتفاق الحبوب.

وهبطت الجمعة، العقود المستقبلية في بورصة شيكاغو بنحو 11 بالمئة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وتستعد للانخفاض الفصلي الرابع.

أسوأ سلسلة خسائر للقمح

ورغم إنهاء روسيا لاتفاق الممر الآمن للحبوب في يوليو الماضي، الذي سمح لأوكرانيا بتصدير شحناتها، إلا أن الإمدادات الوفيرة أدت إلى تقييد الأسعار، وكانت روسيا واحدة من الدول التي جنت حصادا وفيرا، وقد يستمر انخفاض أسعار القمح طويلا ويتحول إلى المستوى الأساسي للأسعار.

وفي هذا الصدد، قال مايكل وايتهيد، رئيس قسم توقعات الشركات الزراعية في مجموعة "أستراليا أند نيوزيلندا" المصرفية: "الأحداث المحيطة ببداية الصراع في أوكرانيا أوضحت أن العالم يمكنه الآن - وفي هذا العصر - إيصال شحنات الحبوب إلى الأماكن التي تحتاج إليها. وقد يدوم هذا السعر المنخفض للقمح لفترة طويلة، ويتحول إلى المستوى الأساسي للأسعار".

ومنذ انهيار صفقة الحبوب؛ لجأت أوكرانيا إلى استخدام طرق تصدير بديلة مثل نهر الدانوب، الذي قصفته روسيا بشكل متكرر في الأشهر الأخيرة، كما بدأت السفن أيضاً بالعودة إلى موانئ كييف المطلة على البحر الأسود، لكن من غير المعلوم حتى الآن ما إذا كانت الجهود المبذولة لإعادة فتح الممر الآمن للحبوب ستعزز الشحنات.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور أشرف كمال، أستاذ الاقتصاد الزراعي: "بالرغم من سلسلة خسائر التي حققتها أسعار القمح، ولكن الدولة تقوم بجهود كبيرة لتحقيق الأمن الغذائي في مصر، فشحنات القمح تتوالى بشكل مستمر لتغطية الاحتياجات طوال العام وذلك وفقا لتوجيهات القيادة السياسية في هذا الشأن".

وأوضح كمال، في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الأزمات المتلاحقة التي حدثت في العالم بدءا من أزمة كورونا وحتى الحرب الروسية الأوكرانية ستؤدي إلى تعديلات في الفكر الاقتصادي والأهمية الزراعية على مستوى العالم، والحكومة المصرية تبذل جهود حثيثة في هذا السياق منذ عام 2014.

وأكد أن ملف الأمن الغذائي في أولويات الدولة المصرية، لافتا إلى ما تقوم به الدولة من جهود لاستيراد القمح بجانب بعض السلع الأساسية نتيجة الأزمات التي مر بها العالم، وتمكنت مصر من رفع المخزون الاستراتيجي لها لزيادة اطمئنان المواطنين.

تعطيل اتفاق تصدير الحبوب

وأظهر مسح أجرته هيئة الإحصاء الكندية، الثلاثاء الماضي، انخفاض إنتاج القمح في كندا بنسبة 14.2 في المائة في عام 2023 مقارنة بعام 2022، وذلك بسبب انخفاض هطول الأمطار عن المتوسط وارتفاع درجات الحرارة، ولذلك، انخفضت أسعار القمح في شيكاغو بنسبة 10 في المائة تقريباً هذا الشهر، مع تزويد السوق بشكل جيد بالحبوب الروسية الرخيصة.

ورفعت شركة سوفيكون  الروسية للاستشارات الزراعية، توقعاتها لمحصول روسيا هذا العام إلى 92.1 مليون طن متري من 87.1 مليون طن العام الماضي.

وكانت روسيا أعلنت في وقت سابق من يوليو الماضي، أنها أبلغت تركيا وأوكرانيا والأمانة العامة للأمم المتحدة رسميًا بعدم موافقتها على تمديد اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، الذي كان يتعين تمديده في 17 يوليو الماضي.

وقال أردوغان، حينها- في مؤتمر صحفي بالعاصمة الهندية نيودلهي على هامش اجتماعات قمة العشرين، أن أنقرة "تولي أهمية قصوى لإيصال الحبوب إلى الدول الإفريقية والفقيرة"، موضحًا أنه "من غير الممكن استمرار اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود إذا استثنى روسيا".

وهدفت الاتفاقية التي أبرمت برعاية أنقرة والأمم المتحدة في صيف العام 2022، إلى تأمين صادرات الحبوب من كييف عبر المواني الأوكرانية المطلة على البحر الأسود.

وأنهت روسيا في يوليو الماضي العمل بهذا الاتفاق المهم لإمدادات الغذاء العالمية، موضحة أنّ العقوبات الغربية تُعرقل وصول منتجاتها الزراعية والأسمدة إلى الأسواق الدولية.