كيف تسأل الله الرزق؟ سؤال يغفل الكثيرون عن جوابه، خاصة وأن الجميع اعتاد على أن الرزق يأتي بالدعاء فقط، والبعض الآخر يغفل أهمية العمل والسعي لطلب الرزق، وفي التقرير التالي نوضح كيف تسأل الله الرزق؟.
كيف تسأل الله الرزق؟
السعي لطلب الرزق هو أولى خطوات الفلاح والنجاح حيث قال بعض العلماء، إن نوم الصبح يمنع الرزق؛ ولهذا فهو يسمى بالحيلولة أي أنه يحول بين الرجل والرزق، وهذا فيه ترغيب للمسلم أن يجد ويجتهد في طلب الرزق من الصباح الباكر، ولقد رأى بن عباس ابناً له نائماً نوم الصبح، فقال له قم أتنام في الساعة التي تقسم فيها الأرزاق، وذلك وقت تَطلب فيه الخليقةُ أرزاقها، وهو وقت قسمة الأرزاق.
فيما قالت دار الإفتاء المصرية، إنه فيما ورد عن رسول لله– صلى الله عليه وسلم-، أن هناك واحد وعشرين كلمة من قالها في الصباح أو المساء أعتق الله- سبحانه وتعالى- ربعه من النار.
وأوضحت الإفتاء عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم – أرشدنا إلى فضل أذكار الصباح والمساء، وأوصانا بالحرص والمداومة عليها، ومنها واحد وعشرين كلمة تجعل الله يعتق قائلها من النار، وهي: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَصْبَحْتُ أُشْهِدُكَ وَأُشْهِدُ حَمَلَةَ عَرْشِكَ وَمَلَائِكَتَكَ، وَجَمِيعَ خَلْقِكَ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ».
واستشهدت بما ورد عن أنس بن مالك -رضي الله تعالى عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ أَوْ يُمْسِي: اللَّهُمَّ إِنِّي أَصْبَحْتُ أُشْهِدُكَ وَأُشْهِدُ حَمَلَةَ عَرْشِكَ وَمَلَائِكَتَكَ، وَجَمِيعَ خَلْقِكَ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ أَعْتَقَ اللَّهُ رُبُعَهُ مِنَ النَّارِ، فَمَنْ قَالَهَا مَرَّتَيْنِ أَعْتَقَ اللَّهُ نِصْفَهُ، وَمَنْ قَالَهَا ثَلَاثًا أَعْتَقَ اللَّهُ ثَلَاثَةَ أَرْبَاعِهِ، فَإِنْ قَالَهَا أَرْبَعًا أَعْتَقَهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ».
كيف تسأل الله الرزق؟
وقد جاء في فضل أذكار الصباح أيضا كثير من نصوص السُنة النبوية، فهو أحد السُنن التي حرص وحث عليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لاغتنام فضل أذكار الصباح أو دعاء الصباح ، بل إنه -صلى الله عليه وسلم- شدد على ضرورة ترديد دعاء الصباح مكتوب مفاتيح الجنان أو أذكار الصباح واستفتاح اليوم بها واغتنام فضله العظيم، فقد ورد النبي –صلى الله عليه وسلم- أن الحرص على دعاء الصباح وترديد أذكار الصباح عامة يكفي الإنسان الكثير من الشرور والهموم الدنيوية والأخروية، ويحفظه من شياطين الإنس والجن ، وما قد يتربص به من شر.
وقت أذكار الصباح
وقت دعاء الصباح أو وقت أذكار الصباح فعنه اختلف العلماء في أفضل أوقات أذكار وأدعية الصباح وذهبوا في ذلك إلى عدّة أقوال، فمنهم من يرى أنّ دعاء في الصباح أو أذكار الصباح لها وقتًا خاصًّا، ومنهم من وسّع وقت أذكار الصّباح والمساء، وفيما يأتي بيان آراء العلماء في ذلك: ذهب فريق من العلماء إلى أنّ وقت دعاء الصباح أو أذكار الصّباح هو ما بين الفجر وشروق الشمس؛ فيبدأ وقت دعاء الصباح وأذكار الصّباح من بعد صلاة الفجر، ويمتدّ إلى وقت شروق الشّمس، فمن ردّد أذكار الصّباح بعد ذلك الوقت استحقّ الأجر عليها ولكنّه يكون قد فوّت أفضل أوقاتها .وذهب فريق آخر من العلماء إلى أنّ وقت دعاء الصباح أو أذكار الصباح هو من الفجر إلى انتهاء وقت الضحى، ولكن وقت الذّكر والدّعاء المستحبّ لأدعية الصّباح كما ورد في قول الفريق الأوّل، ولكن إن ردّد المسلم أذكار الصّباح بعد شروق الشمس إلى الضحى أو أنّه أخّر وقتها فإنّه يثاب على ذلك.
ورد أنَّ المواظبة على أذكار الصباح والمساء من الأعمال التي يُحبّها اللهُ لقوله عز في علاه: «وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا»، وقد وصَّى النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بذلك، لأنّ الأذكار تربط المسلم بربّه، وتُعلِّق قلبَه به، وتُحصِّنه من الشياطين والشرور المختلفة، إلى جانبِ حلول البركة في الصحّة، والمال، والأولاد. حماية المسلم من شرّ ما خلق من الإنس والجن، وتقرّبه من المولى ليغفر ذنوبه، ويمحو سيئاته، ويزيد حسناته، ينور بصيرته؛ لذلك هناك الكثير من الأذكار التي يستطيع المسلم مناجاة ربه بها.
وعن عظيم أجر دعاء الصباح وبركته، ما يأتي:
• أذكار الصباح والمساء، والمداومة عليها سبب من أسباب: فتح باب الخيرات والبركات.
• الحفظ والسلامة من شرور الدنيا والآخرة.
• تحصيل الأجور العظيمة من الله سبحانه.
• صلاح العبد، فصلاحه متوقف على صلاح جوارحه، وصلاحها متوقف على صلاح قلبه، وصلاحه لا يتم إلا بمحبة الله وتعظيمه، وهذان لا يتحققان إلا بذكر الله.
• إشعار العبد بأنه مفتقر إلى ربه، ومحتاج إليه.
• أذكار الصباح والمساء هي أفضل سلاح لدفع الشر قبل وقوعه، وحتى بعد وقوعه.
• أذكار الصباح والمساء قوت للأرواح والقلوب، تورث في القلب السرور، والطمأنينة، والسكينة، والراحة.
• في أذكار الصباح والمساء اعتراف العبد بنعم الله العظيمة عليه، وشكره على تفضّله وإحسانه، وتقوية لصلته بربه.
دعاء الصباح مفاتيح الجنان
اللهم يا فاتح الأبواب، ومنزل الكتاب، وجامع الأحباب يا الله، ارزق أحبتي رزقاً كالأمطار يا الله، واجمعهم بكل من يحبون، وهوّن عليهم كل صعب، واجعل أيامهم عيداً، ويومهم سعيداً، وعمرهم مديداً يا الله، واجعل لهم من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً.
اللهم افتح أبواب السعادة والراحة والأمل في قلوب أحبتي، واجعلهم في حرزك وحفظك وجوارك وتحت كنفك اللهم ألبسهم ثياب الصحة والعافية، وارزقهم من واسع رزقك، وتقبل أعمالهم بالقبول الحسن يا الله.
اللهم افتح أبواب السعادة والراحة والأمل في قلوب أحبتي، واجعلهم في حرزك وحفظك وجوارك وتحت كنفك اللهم ألبسهم ثياب الصحة والعافية، وارزقهم من واسع رزقك، وتقبل أعمالهم بالقبول الحسن يا الله.
اللهم صبّح أحبتي بما يسرّهم، وكفّ عنهم ما يضرّهم، ويسّر لهم أمورهم، واجمعنا بجنتك.
كما اللهم فِي هَذَا الصباح ارزقنَا الرِّضَا وَالقَناعة بِمَا قَسَمت لنا، وَاجْعَلنا مِن الشّاكرِين لِنعَمك عَلينَا.
اللهم إنا نسألك أن تفتح لأدعيتنا أبواب الإجابة يا من إذا سأله المضطر أجاب. يا من يقول للشيء كن فيكون، اللهم لا تردنا خائبين.
اللهم ولا تصرفنا عن بحر جودك خاسرين ولا ضالين ولا مضلين، واغفر لنا إلى يوم الدين برحمتك يا أرحم الرحمين. أسعد الله صباحكم، وعطّر الله قلوبكم الطيبة بنسائم هذا اليوم المبارك، وثبّت يقينكم، ويرزقكم حلالاً يكفيكم، ويبعد عنكم كل شيء يؤذيكم، ويستركم فوق الأرض، ويرحمكم تحت الأرض ويوم العرض.
اللهمَّ وفقهم واحفظهم في حياتهم، وبارك لهم في رزقهم وذريتهم، وتمّم عليهم الصحة في ابدانهم، وأكتب لهم صباح أملٍ وتفاؤلٍ وانشراحٍ. كذلك اللهم أبعد عنهم كل حزنٍ وشقاءٍ، ويسّر أمورهم بنورٍ وضياءٍ.