الحياة ليست وردية، ولا تسير على وتيرة واحدة، لكنها في نفس الوقت حلوة بتناقضاتها المتنوعة، أكثر شيء ثابت فيها التغيير، لأن الحال يتقلب بين ليلة وضحاها والظروف تتغير وتختلف بين الحين والآخر، ويبقى الفرح قرارًا نتخذه أكثر من كونه حدثًا ننتظره يأتي إلينا، ويبقى التغيير للأفضل إرادة قوية وصلبة نتحدى بها الظروف والصعاب المعاكسة.
يجب أن نظل كالشمس الساطعة وسط الغيوم، وكثيرة غيوم الحياة الضاغطة التي تأتي لتحجب نورنا المتمثل في شغفنا وحماسنا، وتعكر صفو أيامنا وتضعنا بين اختيارين لا ثالث لهما، إما الاستستلام واليأس أو المقاومة والاستمرار، وهنا يأتي قرار الفرح الذي نتخذه لمقاومة المشهد المظلم.
هناك أحداث كثيرة تأتي لتفرح قلوبنا، ولكن يجب على الإنسان أن يكون مستعدا للفرح الدائم خاصة بعد كل حدث سلبي ليجدد عهده مع الحياة ويتأقلم مع تقلباتها.
أما عن التغيير، فكل منا يسعى ويجتهد ويجاهد في تطوير وتغيير حياته للأفضل، ويكون هذا التغيير مستمرًا طوال حياتنا في سعينا الدائم نحو الأفضل، نواجه عقبات، صراعات، أزمات، لكن بإرادتنا القوية نستطيع أن نواجه كل ما يقف أمامنا حتى نفرض واقعًا جديدًا ونتغير للأفضل، هنا يكون السر في الكلمة المفتاحية "أنا أريد" التي تجعلنا نحدد أهدافًا ونسعى للوصول إليها ونشعر بالنجاح عندما نحققها.
كل إنسان يفتخر بخطواته نحو الأفضل ولو كانت بسيطة أو بطيئة، المهم أن تكون ثابتة ولها تأثير، الناس مع الأسف لا ترى إلا النتائج، أما نحن فنفرح بكل خطوة نتخذها إلى الأمام ولو على أضيق نطاق، لذلك يجب ألا نقارن أنفسنا بغيرنا، لأن كل شخص فينا له ظروفه الخاصة، قارن نفسك بنفسك فقط، بين الأمس والحاضر، وقتها ستكون سعيدا وستلتمس التغيير الإيجابي.