الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

11 أم 13 زوجة.. كم عدد أمهات المؤمنين الصحيح؟ الأزهر للفتوى يوضح

كم عدد أمهات المؤمنين
كم عدد أمهات المؤمنين الصحيح؟

يتساءل الكثيرون عن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم اللائي هن أمهات المؤمنين، وذلك بالتزامن مع الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، ليجيب مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية من خلال صفحته الرسمية عن عدد أمهات المؤمنين الصحيح.

كم عدد أمهات المؤمنين الصحيح؟

وقال الأزهر للفتوى: تزوّج سيدنا رسول الله ﷺ إحدى عشرة امرأة خلال حياته، وقيل ثلاث عشرة، ست قرشيات، هنَّ: خديجة بنت خويلد، وسودة بنت زمعة، وعائشة بنت أبي بكر الصديق، وحفصة بنت عمر بن الخطاب، وأم سلمة، وأم حبيبة بنت أبي سفيان.

وأربع عربيات من غير قريش، هنَّ: زينب بنت جحش، وجويرية بنت الحارث، وزينب بنت خزيمة، وميمونة بنت الحارث، وواحدة من غير العرب، هي: صفية بنت حُيي من بني إسرائيل، وقد تُوفّيت اثنتان منهنّ في حياته ﷺ، هما: خديجة بنت خويلد، وزينب بنت خُزيمة.

واختُلِفَ في مَارِيَةُ بِنتُ شَمْعُون القِبْطِيَّة، ورَيْحَانَةُ بِنْتُ زَيْدٍ النَّضْرِيَّة رضي الله عنهما، هلْ كانتا من الزَّوجات أم مِن السَّراري! والرَّاجِح: أنَّهما كانتا زوجتين.

وشدد: "لم تكن زيجات النَّبي ﷺ إلا لأهداف سامية، وغايات عالية، وبوحي الله سُبحانه، فمن زوجاته من كنّ أرامل أُوذين في ذات الله، ومنهنّ ابنتا صاحبيه وصديقيه اللتان تزوجهما إكرامًا لأبويهما، ومنهنّ زينب بنت جحش التي تزوجها بوحي الله؛ إبطالًا للتَّبني، على غير رغبة منه؛ خشيةَ أن يقول النَّاس: تزوَّج امرأة زيد الذي تبنَّاه، ولم يتزوج ﷺ بكرًا إلا عائشة.

وبين أن أمّ المؤمنين هي كُنية تُطلَق على الواحدة من زوجات سيدنا رسول الله ﷺ، والذي كناهنّ هو الحقُّ سُبحانه وتعالى في مُحكَم كِتابه؛ إذ يقول: {النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ..} [سورة الأحزاب: 6]؛ لبيان مكانتهنَّ من سيدنا رسول الله ﷺ، وما يجب لهنَّ على المؤمنين من حبٍ واحترامٍ، وتوقيرٍ وإكرامٍ، وأنهنَّ لهم كأمهاتهم في المكانة والتَّحريم.

 ما حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف؟

قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية إنَّ بدرَ التتمةِ، وسيدَ الأئمَّةِ، نبينَّا محمدًا ﷺ هو الذي أتمَّ اللهُ تعالىٰ به النعمةَ، وقوَّم به الملةَ، وهدىٰ به العربَ والعجمَ، وحلَّت به أكابرُ النِّعَم، واندفعت به عظائمُ النِّقَم، فميلادُه ﷺ كان ميلادًا للحياة.

وتابع: في يوم الميلاد تتم نعمةُ الإيجاد التي هي سببُ كلِّ نعمةٍ بعدَها، ويومُ ميلاد النبي ﷺ سببُ كلِّ نعمةٍ للخَلْقِ في الدنيا والآخرة، حيث كرَّم اللهُ تعالىٰ أيامَ ميلادِ الأنبياء علىٰ نبينا وعليهم الصلاة والسلام، وجعلها أيامَ بركةٍ وسلامٍ؛ فقال سبحانه وتعالىٰ عن سيدنا يحيىٰ بن زكريا علىٰ نبينا وعليهما الصلاةُ والسلامُ: {وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ...} [مريم:15]، وقال علىٰ لسان سيدنا عيسىٰ ابنِ مريم علىٰ نبينا وعليهما السلام: {وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ...}. [مريم:33]

وأضاف: كما كانت لبني إسرائيلَ أيامٌ نجَّاهم اللهُ تعالىٰ فيها من ظلمِ فرعونَ وبَطْشِهِ، وأمر نبيَّه موسىٰ علىٰ نبينا وعليه الصلاةُ والسلامُ أن يذكِّرهم بها؛ فقال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا موسىٰ بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَىٰ النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} [إبراهيم:5]، فكذلك من أيام الله تعالىٰ علىٰ أهل الأرض مولدُ النبي ﷺ الذي دفع اللهُ به عن أهل الأرض ظلماتِ الغيِّ والبغيِ والضلالة.

وشدد: قد سنَّ لنا رسولُ اللهِ ﷺ بنفسه جنسَ الشكرِ لله تعالىٰ علىٰ ميلاده الشريف؛ فقد صحَّ أنه ﷺ كان يصوم يوم الاثنين، فلما سُئل عن ذلك قال: «ذلك يومٌ وُلِدتُ فيه». [أخرجه مسلم]، موضحا: وإذا ثبت ذلك وعُلم فمن الجائز للمسلم -بل من المندوبات له- ألا يمرَّ يومُ مولدِه من غير البهجة والسرور والفرح به ﷺ، وإعلانِ ذلك، واتخاذِ ذلك عُنوانًا وشعارًا.

قال الإمام السخاويُّ رحمه الله تعالىٰ في (الأجوبة المرضية جـ3 صـ1116 ط. دار الراية 1418هـ): ثم ما زال أهلُ الإسلامِ في سائر الأقطار والمدن العظام يحتفلون في شهر مولده ﷺ وشرَّف وكرَّم، يعملون الولائمَ البديعةَ المشتملةَ علىٰ الأمورِ البهِجَةِ الرفيعة، ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات، ويُظهرون السرورَ، ويَزيدون في المبرَّاتِ، بل يعتنون بقراءة مولدِه الكريمِ، وتظهر عليهم من بركاته كلُّ فَضْلٍ عميم)اهـ.

وما ذكره الإمامُ السخاويُّ رحمه الله تعالىٰ هو ما نقصده بعمل المولدِ النبويِّ الـمُنيف صلىٰ الله وسلم علىٰ صاحبه.

وتساءل: هل ينكر عاقلٌ ذو لُبٍّ سليمٍ جوازَ الفرحِ بمولدِه، والاحتفاءِ بطلعته المُنيرةِ علىٰ الأرض ﷺ بهذه الطريقة الشرعية التي تندرج كلُّ تفصيلةٍ منها تحتَ أصلٍ من أصولِ الشرع الشريف، وقواعده الكلِّيَّة!، مشددًا عليه؛ فالاحتفال بمولده ﷺ من المندوبات، وهو مظهر من مظاهر تعظيمه وتوقيره ﷺ الذي هو عنوان محبته ﷺ، التي لا يكتمل إيمانُ العبدِ إلا بتحقيقها.