الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

80 مخزنا من الكنوز.. تفاصيل كشف أثري مبهر لأحد ملوك مصر القديمة

هرم ساحورع
هرم ساحورع

اكتشاف مجموعة من المخازن داخل هرم الملك ساحورع، هذا ما نجح فيه أعضاء البعثة الأثرية المشتركة في المجلس الأعلى للآثار، بالتعاون مع جامعة فورتسبورج الألمانية، والعاملة في منطقة أبو صير التاريخية، جنوب الجيزة، لأول مرة.

كشف أثري مبهر

اكتشاف 80 مخزنا

وأكد الدكتور مصطفى وزير، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن الاكتشاف الجديدة، سوف تساهم في كشف النقاب ومعرفة أسرار فلسفة الهندسة المعمارية المصرية في هرم الملك ساحورع، وهو ثاني ملوك الأسرة الخامسة لعام 2400 قبل الميلاد، كما أنه أول ملك يدفن في منطقة أبو صير.

وأضاف الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أنه سوف يتم إتاحة المخازن المكتشفة للدراسة فور انتهاء البعثة الأثرية من أعمالها، موضحا أنه سيتم إتاحة هذه المخازن الفرعونية وافتتاحها لاستقبال الزائرين من المصريين والأجانب في وقت قريب.

من جانبه، قال الدكتور محمد إسماعيل خالد، رئيس البعثة المصرية الألمانية المشتركة العامة بمنطقة أبو صير، إن عدد المخازن الفرعونية التي تم اكتشفها بلغ حوالي 80 مخزنا، مشيرا إلى أنه رغم، تضرر الأجزاء الشمالية والجنوبية في منطقة المخازن بشدة وخاصة السقف والأرضية، إلا أنه لا يزال من الممكن رؤية بقايا الجدران الأصلية وأجزاء من الأرضية.

وأكد إسماعيل، أنه سوف يتم ترميم الـ 80 مخزنا المكتشف حديثا وتوثيقها توثيقا أثريا دقيقا، ما يساهم في فهم التصميم الداخلي لهرم الملك ساحورع بشكل كبير، حيث نجح فريق العمل أيضا في الكشف عن الأبعاد الأصلية والتصميم الأصلي للغرفة الأمامية لحجرة الدفن الخاص بالملك ساحورع، والتي تعرضت لأضرار مع مرور الوقت حيث عانى الجدار الشرقي لها من أضرار بالغة، ولم يكن بالإمكان اكتشاف سوى الركن الشمالي الشرقي و 30 سم من الجدار الشرقي، إلا أن البعثة قامت ببناء جدران داعمة جديدة بدلا من الجدران المهدمة.

ولفت إلى أن البعثة نجحت أيضا في الكشف عن آثار ممر منخفض كان قد ذكرها المعماري الإنجليزي "جون بيرينج" والذي يعد من أوائل المستكشفين للتصميم الداخلي للهرم عام 1836، حيث ذكر أن هذا الممر كان مليئًا بالحطام والقمامة وأنه لم يكن قادرًا على الدخول نظرا للحالة الإنشائية المتهدمة للهرم، ومع ذلك، فقد اقترح أن هذا الممر المنخفض قد يؤدي إلى مجموعة من المخازن الخاصة بتخزين الأثاث الجنائزي.

وقال الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين في وزارة الآثار، إن منطقة أبو صير، مشتقة من الاسم المصري القديم، بر أوزير، والتي تعني مقر الإله أوزوريس، وتضم مقابر ملوك الأسرة الخامسة ومنها هرم ساحورع ، وهرم الملك نفر-إير-كا-رع (كاكاى) وهرم الملك نفر-اف-رع ، وهرم الملك نى -أوسر رع، حيث قام  ملوك الأسرة الخامسة بالاهتمام بعقيدة الشمس بمظاهر عديدة من بينها إقامة معابد لعبادة معبود الشمس في منطقة "ابو صير".

وأضاف شاكر، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، إن الإطار العام لمعبد الشمس، يتكون اعتماد على معبد الملك "ني وسر رع" من (معبد الإله، ثم طريق صاعد، ثم معبد الوادي)، ويتكون معبد الإله من بوابه تؤدي الى صالة طويلة توصل بدورها الى صالة عرضية ذات ثلاث مداخل يؤدي الغربي منها الى فناء المعبد المكشوف والذي يتضمن مسلة، ومائدة قرابين حيث تجرى الطقوس مباشرةح  لإله الشمس.

كشف أثري جديد

هرم الملك ساحورع

وتابع: وإلى اليسار من المسلة توجد مقصورة تتضمن مناظر الإحتفال بعيد "سد"(اليوبيل الثلاثيني)، ويؤدي مدخله الواقع في الناحية الشرقية الى صالة كبيرة تتوسطها أربعة أساطين، وتؤدي الصالة إلى صالتين متعامدتين توصلان إلى ثلاثه مداخل الغربي منها يؤدي إلى الطريق الصاعد كما عثر فى الناحية الجنوبية من المعبد على حفرة مركب طولها 30م. 

وأوضح، كبير الأثريين بوازرة الآثار، أن هذه الأهرامات كانت قد تهدمت بشكل شبه كامل حيث بنيت صلب الأهرام من الطوب اللبن ، بينما المعابد لا زالت قائمة بسبب تشيدها من الأحجار، مشيرا إلى أن الملك ساحورع وتعني "القريب من رع "، كان ملكا لمصر القديمة والحاكم الثاني للأسرة الخامسة (حوالي 2465 - 2325 قبل الميلاد)، وقد حكم لمدة 12 عامًا في أوائل القرن الخامس والعشرين قبل الميلاد خلال فترة المملكة القديمة. 

وأكد عهد ساحورع يمثل القمة السياسية والثقافية للأسرة الخامسة، وأثناء حكمه كانت لمصر علاقات تجارية مهمة مع الساحل الشرقي، حيث أطلق ساحورع عدة بعثات بحرية إلى لبنان لشراء أشجار الأرز، وقد شهد عهده ازدهار البحرية المصرية، 
والتي تضمنت أسطولًا في أعالي البحار.

وأمر ساحورع بأول رحلة استكشافية موثقة إلى أرض بونت، والتي جلبت كميات كبيرة من المر والملكيت والإلكتروم والأخشــاب الثمينة لصناعة الحلي وأدوات الزينة، وربما اسـتوردت عن طريقها أقزامًـا وجلود الفهود والنمور وحيوانات نادرة مما يليها جنوبًا، وذلك في مقابل مبادلة أهلها بالمصنوعات المصرية التي تروج بينهم وترضي أذواقهم. 

وأكمل: وسجلت حوليات الفرعون ساحورع ثاني فراعنة الأسرة الخامسة من صور هذه الاتصالات أنه وردت في عهده كميات هائلة من منتجات بونت، وصور فنانوهأفرادًا من هذه البلاد في مناظر معبده بأبو صير على هيئة الخاضـعين لسطوته، وإن كانوا في الأغلب ممن  يتاجرون مع دولته.

وأشار إلى أن ساحورع، أمر بشن حملات عسكرية ضد زعماء القبائل الليبيين في الصحراء الغربية،،  وإعادة الماشية إلى مصر، كما أرسل المزيد من الحملات الاستكشافية إلى مناجم الفيروز والنحاس في سيناء، وبنى هرمًا لنفسه في أبو صير، وبالتالي تخلى عن المقابر الملكية في سقارة والجيزة ، حيث بنى أسلافه آثارهم.

وأوضح أن هرم ساحورع يعد أصغر بكثير من أهرامات الأسرة الرابعة السابقة ولكن الزخرفة والهندسة المعمارية لمعبد جنائزيه أكثر تفصيلاً، وتم تزيين معبد الوادي والجسر والمعبد الجنائزي لمجمع الأهرامات بأكثر من 10000 متر مربع (110.000 قدم مربع) من النقوش الرائعة متعددة الألوان، والتي تمثل أعلى شكل وصل إليه هذا الفن خلال فترة المملكة القديمة، حيث أدرك قدماء المصريين هذا الإنجاز الفني الخاص وحاولوا محاكاة النقوش البارزة في مقابر الملوك والملكات اللاحقين. 

وأضاف أن مهندسو مجمع أهرامات ساحورع استخداموا أعمدة النخيل (أي الأعمدة التي تتخذ عاصمتها شكل سعف النخيل)، والتي سرعان ما أصبحت سمة مميزة للعمارة المصرية القديمة.

كشف أثري مبهر