كرم الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال احتفالية وزارة الأوقاف بالمولد النبوي الشريف أمس، الأربعاء، عددا من العلماء ورجال الدين، من بينهم القارئ الشيخ محمود الخشت، القارئ الإذاعي وعضو نقابة القراء المصرية، والذي غاب عن احتفالية منحه وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، وذلك نتيجة لظروف صحية.
احتفالية وزارة الأوقاف بالمولد النبوي
“صدى البلد” تواصل مع المتحدث الإعلامي لنقابة القراء محمد الساعاتي، الذي كشف بدوره عن أزمة مفاجئة تسببت في غياب الخشت عن تكريم الرئيس، إلا أنه طمأن محبي الشيخ الخشت على حالته الصحية، وأوضح أنه خضع لعملية قسطرة وأنه في حالة صحية مستقرة.
بدوره، هنأ الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، الخشت على منحه وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى.
وكتب وزير الأوقاف، عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: "يسرني أن أهنئ الشيخ محمود الخشت بتفضل سيادة الرئيس/ عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بمنحه وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى.. وأتمنى له الشفاء العاجل وتمام العافية ومزيدا من التوفيق".
محمود الخشت في سطور
ولد القارئ الشيخ محمود الخشت بقرية طموة مركز الجيزة بمحافظة الجيزة، في الخامس عشر من شهر مارس عام 1960، وذلك في بيت قرآني، حيث كان جده الشيخ حسن الخشت أحد محفظي القرآن الكريم وقرائه بالقرية.
وكان كتاب جده هو أول كتاب بالقرية والمنطقة المجاورة، ومن خلال الكتاب الذي ورثه والده استطاع الوالد محمد الخشت أن يلقن ابنه محمود القرآن الكريم منذ الصغر وبأسلوب سهل يسير حتى يحببه في القرآن حفظا وتلاوة، فاستطاع الوالد الشيخ محمد أن يحفظ ابنه محمود القرآن الكريم كاملا بالأحكام قبل أن يبلغ التاسعة من عمره.
يروي الشيخ محمود الخشت أصعب لحظات حياته، حين خرج ليحيي أول سهرة بالقرية وعمره 12 عاما، فعرف أبوه أنه خائف ومرتبك، فاستعان الأب بالحاج خليل أبوهيبة ليقوما بتوصيل الشيخ محمود إلى مكان السهرة، حيث تجمع الأطفال، وإذا بالأطفال يزفونه زفة محترمة فتمنى أن تبتلعه الأرض، فكان الأب يسير امامه والحاج خليل يسير خلفه لحجب الأطفال عنه خوفا على الزي من البهدلة.
ويضيف: “بعد هذه السهرة، حصلت على أجر قدره جنيه واحد، وفكر والدي أن يأخذني للشيخ سعد أبوطالب بالحوامدية لأتلقى عليه أحكام التجويد والتلاوة وعلوم القرآن والقراءات، واستقبلني الشيخ سعد أعظم استقبال ورحب بنا وبدأ يجري لي اختبارات ليتعرف على إمكاناتي ومواهبي في الحفظ والتجويد، فوجد لدي نبوغا، فاحتضنني وأحسن رعايتي واهتم بي، وظللت أتردد على الشيخ سعد حتي بلغت الخامسة عشره من عمري، واستطعت خلال هذه السنوات الثلاث أن أصقل موهبتي بما تلقيته عن الشيخ سعد من أحكام وعلوم قرآنية وقراءات متواترة صحيحة، مكنتني من قبول سهرات بجميع أنحاء محافظة الجيزة وامتدت إلى القاهرة الكبرى وعرفت كقارئ للقرآن الكريم”.
وتابع: “وفي عام 1997 تم اعتماده كقارئ بالإذاعة، ويذكر في ذلك أن اللجنة بحمد الله لم تجاملني، بل أثنت علي جميعها وحصلت على درجات عليا، وكان أحد أعضاء اللجنة قد أشار علي بأن أعطي نفسي فرصة 6 أشهر للخروج من شخصية العبقري الشيخ غلوش الذي تأثرت به كثيرا، وقد قال لي أمام اللجنة: أنت ممتاز ولكن يجب علئ القارئ الإذاعي أن يستقل بشخصيته في التلاوة تماما، وأنت تميل بعض الأحيان لأحد العباقرة الشيخ غلوش، فسوف نمنحك الفرصة لأنك ممتاز وسوف تجاز كقارئ إذاعي إن شاء الله، وبعدها تم اعتمادي قارئا بالإذاعة وقمت بتسجيل أربع تلاوات للإذاعة عرضت على اللجنة فأجازتها”.
واستطرد: “وبعد عام من التحاقي بالإذاعة، سجلت نصف ساعة أجازتها اللجنة، فأصبحت قارئ إذاعات طويلة وأخذت مكاني على خريطة الإذاعات الخارجية، فقرأت الفجر والجمعة والاحتفالات الدينية، وبعدها التحقت بالتليفزيون كقارئ قرآن كريم”.
وعن حبه للشيخ محمد متولي الشعراوي، يقول الشيخ محمود الخشت: “كثيراً ما كنت أتردد على استراحة الإمام الشعراوي أمام مسجد السيدة نفيسة، حيث كان هذا المكان محراباً لمحبي الإمام ومتنفسا لمن يشعر بالضيق، وكان أهل العلم والقرآن يجدون فيه روضة من رياض العلم والمعرفة، وكان كثيرا ما يطلب مني أن أقرأ القرآن، وفي حضور الإمام الشعراوي الذي كان يسمع مني بإنصات وخشوع ويدعو لي دائما بالتوفيق لأداء أعظم رسالة وهي تلاوة كلام رب العالمين”.
وعن سفرياته، يقول الشيخ محمود الخشت: “لقد سافرت إلى المراكز الإسلامية بدول العالم المختلفة لإحياء ليالي شهر رمضان، كذلك موفدًا من وزارة الأوقاف كما سافرت إلى زيمبابوي، وأوكرانيا، وماليزيا، وأستراليا، والقدس، والعراق، وطهران، وباکستان”.