صلى الله عليه وسلم هي أكثر الكلمات بحثًا في ذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وفي احتفاء المولد النبوي الشريف ينبغي أن تعلم بعض أسرار قولك صلى الله عليه وسلم، ومتى تكتب صل الله عليه وسلم.
صلى الله عليه وسلم
جاء الأمر الشرعي بالصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بنص الكتاب والسنة، فأما الكتاب؛ فقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56].
والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بحسب دار الإفتاء من أقرب القربات، وأعظم الطاعات، فمَن تمسّك بها فاز بالسعادة في الدنيا، وغُفر ذنبه في الآخرة؛ فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم أصل كل خير في الدارين، وهو شفيع الخلائق في الآخرة، والصلاة على جنابه الشريف شفيع الدعاء في الدنيا.
وفي حكم قول صلى الله عليه وسلم نقل جمعٌ من الفقهاء والعلماء الإجماع على أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فرض على الجملة، وأنها تجب على كل مسلم مرة في العمر، وعلى استحباب الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم كلما ذكر؛ قال الإمام الحطَّاب في "مواهب الجليل" (1/ 18، ط. دار الفكر): [والصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وآله وسلم: فرضان؛ مرة في العمر. قال في "الشفاء": قال القاضي أبو بكر بن بكير: افترض الله على خلقه أن يصلوا على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ويسلموا تسليمًا، ولم يجعل لذلك وقتًا معلومًا، فالواجب أن يكثر المرء منها ولا يغفل عنها، وذكر قبل ذلك أن الإجماع على أن الصلاة عليه صلى الله عليه وآله وسلم فرض على الجملة، وأن المشهور عن أصحابنا: أنها إنما تجب مرة في العمر، وكرر ذلك] اهـ.
وقال العلامة ابن مازه في "المحيط البرهاني" (1/ 367، ط. دار الكتب العلمية): [قال أبو الحسن الكرخي: الصلاة على النبي واجبة على الإنسان في العمر مرة، إن شاء فعلها في الصلاة أو في غيرها، وعن الطحاوي: أنه يجب عليه الصلاة كلما ذكر، قال شمس الأئمة السرخسي: وما ذكر الطحاوي مخالف الإجماع؛ فعامة العلماء قالوا: إن الصلاة على النبي كلما ذكر مستحبة، وليست بواجبة] اهـ.
صلى الله عليه وسم أم صل؟
وأوضحت دار الإفتاء المصرية، أن البعض لا يدرك كيفية كتابة الصلاة الصحيحة على سيدنا محمد، والفرق بين «صلِّ» و و«صلى».
وبينت لجنة الفتاوى الإلكترونية أن هذه المسألة خلافية، موضحة أنالصلاة على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إما أن تكون بصيغة الأمر الذي هو بمعنى الدعاء؛ لأن الأمر إذا صدر من الأدنى للأعلى فإنه يخرج عن معناه الحقيقي إلى معنًى مجازي هو الدعاء، وذلك كأن يقول القائل: «اللهم صَلِّ على سيدنا محمد»، ففي هذه الحالة تحذف الياء من كلمة (صَلِّ)؛ لأنها في هذه الحالة فعل أمر معتل الآخر، وفعل الأمر المعتل الآخر يبنى على حذف حرف العلة.
وأفادت بأن القاعدة النحوية تقول الفعل المعتل الآخر يُبنى على حذف حرف العلة، لذلك فعند فعل الأمر منه والمراد من الأمر هنا الدعاء، يجب حذف حرف العلة، فنقول «اللهم صلِّ على سيدنا محمد».
واستكملت: وإما أن تكون الصلاة على النبيِّ صلى الله عليه وآله سلم بصيغة خبرية يقصد بها الإنشاء، كأن يقول القائل: «صَلَّى اللهُ وسلم على سيدنا محمد»، ففي هذه الحالة يثبت حرف العلة، في كلمة «صَلَّى»؛ لأنه فعل ماضٍ مبني على الفتح المقدر على الألف المقصورة، وقد منع من ظهوره التعذر، ومن أخطأ في ذلك جاهلًا أو غير قاصد لمعنًى غير صحيح فلا إثم عليه، ولكن ينبغي تصحيح مثل هذه الأخطاء اللغوية وعدم الوقوع فيها.
وأشارت إلى أنه خلاصة الأمر تحذف الألف اللينة في الدعاء «اللهم صلِّ على سيدنا محمد»، ولا نحذفها في غير ذلك «محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم».
طاقة حب ورحمة وحنان
يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء: كان سيدنا رسول الله ﷺ طاقة حب ورحمة وحنان ورأفة ورقة تسري روحها في كل شيء، والشجرة التي استظل تحتها النبي ﷺ في وادي الأردن وهو ذاهب في رحلته إلى الشام، والتقى عندها ببحيرا الراهب - وقيل إنه راهب البُحيرة ولذا سُمي بهذه الأحرف بَحيرا- باقية إلى يومنا هذا، لا شجرة سواها في صحراء قاحلة وهي خضراء، وبحساب علماء الطاقة فإن لها طاقة نورانية هائلة.. يستظل بها الناس إلى يومنا هذا!
وتابع: كأن الله شاء لها أن يُهذبها؛ فلو نظرت إليها لوجدتها على هيئةٍ غريبة كأن بستاني قد فعل فيها فنه وجماله... ولكنه أمر الله - سبحانه وتعالى - .. شجرة باقية إلى يومنا هذا..! ما الذي جعلها مورقة؟! يقول أهل الله: إن الذي جعلها كذلك أن من جلس تحتها واستظل بظلها مَحَبَّةٌ مُطْلَقَةٌ، وهو الذي نقول عنه محمد بن عبد الله ﷺ..مَحبةٌ مُطْلَقة..؛ لا يعرف الكراهية، ولا يعرف الحقد، ولا يعرف الحسد، ولا يعرف الكبر، ولم تَرد على قلبه تلك المعاني.. سيدنا محمد بن عبد الله رسول الله ﷺ..بأبي أنت وأمي يا سيدي يا رسول الله.