تساهم الجمعيات الأهلية في تمكين المرأة اقتصاديا عبر إتاحة مشروعات لها من خلال البيئة المحيطة وبإمكانيات بسيطة لا تقف عائقاً أمام تنفيذ مشروع بسيط يوفر عائد ثابت للمرأة المعيلة أو الفتيات.

وفي هذا السياق، اختارت آمنة مكى، تربية "ديدان الفيرمى كمبوست"، ليكون مشروعا خاصا يمكنها اقتصادياً و يساعدها في تلبية أعباء المعيشة، فى قريتها جراجوس الواقعة جنوب محافظة قنا.

بساطة المشروع والفكرة، دفعها للبدء في تنفيذ المهمة دون تخوف من التكاليف الباهظة تعوق تنفيذ الكثير من المشروعات، فقد بدأت تنفيذ مشروعها بـ كمية صغيرة من الدود، تتابع نموها بشكل شبه يومي، وكلها أمل أن تنمو وتتزايد لكى تصبح أول موزعة لهذه الديدان المربحة مالياً والنافعة للأرض الزراعية، خاصة في هذه المنطقة التي تجهل أهمية وفوائد هذه الديدان.

مهمة غريبة وربح مضمون

غرابة المهنة، خاصة في محافظة قنا، التي لم يعتاد أبنائها العمل فى هذا الأمر، يجعل المهمة محل متابعة واهتمام من قبل الكثير من السيدات الباحثات عن عمل يوفر لهم عائد مادى، يساهم مع أزواجهن فى تلبية الاحتياجات المعيشية المتزايدة، لهن و لأبنائهن، مع اعتزام الكثيرات منهن لتنفيذ فكرة المشروع داخل منازلهن خلال الفترة القادمة، خاصة أن أرباحها مضمونة حال تقديم الرعاية والاهتمام الكافى للديدان.

بالتنسيق مع الرقابة الادارية..محافظ قنا يطلق مبادرة "بلغنى"

انطلاق الحملة القومية للتحصين ضد مرض طاعون المجترات الصغيرة بقنا الأحد المقبل

قالت آمنه مكى محمود حسن " منسق جمعية الأمل بقرية جراجوس"، فكرة " ديدان الكمبوست" جاءت من خلال مشروع يسعى لتمكين المرأة اقتصادياً، وبعد فترة تدريبات على كيفية تربية الديدان وأماكن البيع والتسويق، قررت أن أبدأ فى تنفيذ الفكرة بكمية بسيطة من الديدان داخل منزلى، ومع رؤيتى على أرض الواقع لطبيعة المشروع و كمية الديدان البسيطة وهى تنمو وتتزايد، قررت أن يكون لدى مشروع متكامل من الديدان، و أسعى حالياً من خلال التعاون مع عدد من السيدات بالقرية لشراء كمية كبير من الديدان، لتربيتها بشكل علمى.

فترة الحضانة تصل لـ 45 يوم

وتابعت حسن، وبعد انتهاء فترة الحضانة للديدان التى تصل لـ 45 يوماً، سوف نبدأ فى تسويق المنتج من خلال البائع الذى يشترى أى كميات، بما يساعد السيدات فى تحقيق ربح مادى مناسب من خلال مشروع غير مكلف وغير مرهق، حيث لا تتجاوز تكلفة المشروع 500 جنيه، فضلاً عن عدم احتياج الديدان لتجهيزات مكلفة، فهو يعيش فى أى مكان وتحت أى ظروف جوية، شريطة أن يكون بعيداً عن الحشرات الضارة، حتى لا تتغذى عليه.

و أضافت حسن، بأن المشروع يمثل أهمية كبيرة لنا فى المجتمعات الزراعية، حيث تنتج الديدان كميات من " الفيرمى كمبوست" التى تستخدم كسماد طبيعى للأراضى الزراعية،حيث يتم استخراج مخلفات الديدان كل فترة، ويتم بيع الكيلو منه بـ 50 جنيه، كما أننا نحتاج لهذا السماد الطبيعي بشدة فى الفترة الأخيرة، لإعادة جودة المنتجات الزراعية التى كانت تنتجها أراضينا، ولمواجهة ارتفاع أسعار الأسمدة الكيماوية.

قفص بلاستيك وقطعة خيش مبلل

وأشارت حسن، إلى أن تربية الديدان تحتاج فقط إلى قفص بلاستيك أو أى طبق كبير، يتم وضع قطعة "خيش" مبلل فيها، ويوضع فوقها الديدان، مع كميات من بقايا ومخلفات الطعام المنزلى، ويتم بعد ذلك تغطية الوعاء أو القفص بقطعة كيس بلاستيك لمنع تيار الهواء المباشر، ويوضع القفص فى أى مكان بالمنزل، لكن يفضل أن يتم رش محيط القفص ببقايا زيت السيارات أو مبيد حشرى لعدم وصول النمل والحشرات الضارة للديدان، مع وضع قشر بيض بجوار بقايا الطعام، حتى لا تصاب الديدان بالحموضة، وبعد 45 يوم من الاهتمام والرعاية تنتهى دورة الديدان التى يمكن بعدها استخراج كمية مناسبة تمهيداً لبيعها.

و أوضحت حسن، بأنها خلال الفترة القادمة سوف تنفذ وحدة متكاملة مع عدد من سيدات القرية، يتم خلالها شراء 4 كيلو ديدان، لكى يكون الإنتاج أكثر والعائد أفضل، فضلاً عن توفير كم كافى من سماد الكمبوست، لبيعه للمزارعين أو استخدامه فى الأراضى المحيطة كسماد طبيعى.

ديدان الكمبوست