EN 
تربط مصر والصين علاقات إستراتيجية تمثل ركيزة لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين، وتحرص مصر على دعم التعاون المشترك بين القاهرة وبكين والنهوض به إلى آفاق أرحب خلال المرحلة المقبلة بما يتناسب مع حجم العلاقات القوية بين البلدين، ويعكس علاقة الصداقة الوطيدة التي تربط الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس شي جين بينج، رئيس جمهورية الصين الشعبية.
استفادة متبادلة بين مصر والصين
وأثبتت العلاقات المصرية الصينية قدرتها على مواكبة التحولات الدولية والإقليمية على مدار السنوات الماضية ، مؤكدا أن العلاقات المصرية الصينية تاريخية قائمة على الاحترام المتبادل.
كما شهدت الاستثمارات الصينية المباشرة فى مصر ارتفاعًا يقدر بـ 106 ملايين دولار فى النصف الأول من عام 2017، بزيادة تقدر بـ 75 % عن نفس الفترة من العام السابق، وبهذا احتلت الصين المرتبة السادسة فى قائمة الدول المستثمرة فى مصر بعد أن كانت فى المركز الـ 15 عام 2016، إضافة إلى استثمارات بكين فى منطقة التعاون الصينى - المصرى.
وفي هذا السياق، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الأحد، وفداً صينياً رفيع المستوى، برئاسة "لي شي"، عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، وذلك بحضور المستشار عبد الوهاب عبد الرازق رئيس مجلس الشيوخ، وسفير الصين بالقاهرة.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمي، بأن "لي شي" نقل خلال اللقاء تحيات وتقدير الرئيس الصيني "شي جين بينج" للرئيس السيسى، وهو ما بادله الرئيس بتأكيد خالص تحياته وتمنياته الطيبة للرئيس الصيني.
وأشاد الرئيس السيسى بالتجربة التنموية الصينية المتميزة، مؤكداً توافر فرص عديدة لتحقيق الاستفادة المتبادلة للبلدين، وجرى في هذا الإطار استعراض جهود زيادة التعاون في مجالاتٍ عدة، من بينها التبادل التجاري، وتوطين الصناعة ونقل التكنولوجيا والطاقة، وكذلك السياحة والعمل المناخي الدولي.
وتجدر الإشارة إلى أن ارتفاع حجم التبادل التجاري بين مصر والصين شهد زيادة مطردة خلال الخمسة أعوام الماضية، حيث بلغت نحو 87. 13 مليار دولار عام 2018، بزيادة بلغت 29.3% عن نفس الفترة من 2017 لكي تحتفظ بكين بمكانتها كأكبر شريك تجاري لمصر، وأكبر بلد مصدر إلى القاهرة، فيما بلغ حجم الواردات الصينية إلى مصر نحو ٨.٧ مليار دولار عام 2018 بزيادة بلغت 28%، بينما بلغ حجم الصادرات المصرية إلى الصين نحو 8ر1 مليار دولار عن ذات العام، وذلك لأول مرة في تاريخ التبادل التجارى بين البلدين.
العلاقات الصينية المصرية
وتعتبر الصين أكبر مستثمر في مشروع محور تنمية قناة السويس، ووفرت منطقة "تيدا" الصينية في شمال غرب خليج السويس فرص عمل لأكثر من 3 آلاف مصري، وعملت الصين مع مصر ودول عربية معا لربط المناطق الصناعية في أبوظبي والسويس وجازان بالموانئ القريبة.
ومن جانبه، قال السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن العلاقات المصرية الصينية تشهد في الفترة الأخيرة تطورات كثيرة ارتقت إلى العلاقات الاستراتيجية؛ على صعيد المشروعات والاستثمارات الصينية، وكذلك على صعيد العلاقات التجارية وصلت إلى أكثر من 14 مليار دولار في عام 2021.
وأضاف مساعد وزير الخارجية الأسبق في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن هناك توافقًا في الآراء بين مصر والصين في العديد من القضايا، خاصة قضايا الشرق الأوسط، حيث إن الصين تؤمن بأن حل المشكلات والقضايا يتم وفقًا للقانون الدولي والأمم المتحدة والاتفاقات ذات المرجعية لحل أزمات الشرق الأوسط.
واختتم حسن حديثه قائلاً: إن الصين تتعاون في مجال التنمية عن طريق إسهامها في المشروعات المصرية، وفي مجال الطاقة التقليدية أو المتجددة.
ومن جانب آخر، قال الدكتور محيي عبدالسلام، الخبير الاقتصادي، إن الصين تعد أكبر شريك تجاري لمصر، ما يشير إلى حجم العلاقات الاقتصادية بين الدولتين، إذ أن هذه العلاقات ممتدة على مدى أكثر من 6 عقود، وأخذت خلالها أشكالاً كبيرة من التعاون الاقتصادي والثقافي والعلمي وفي قطاعات أخرى.
وأضاف عبدالسلام في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن مصر تمثل أهمية كبيرة للصين، كسوق استهلاكية واسعة تضم أكثر من 100 مليون مستهلك، مشيراً إلى أن العلاقة بين مصر والصين لها خصوصية نابعة من حرص مصر على إقامة علاقات دبلوماسية مع الصين منذ 1956، وأصبحت مصر بوابة الصين لقارة أفريقيا بعد ذلك.
وتابع قائلاً إنه خلال السنوات الأخيرة، قام الرئيس عبدالفتاح السيسي بزيارات عدة إلى جمهورية الصين، شهدت تأسيساً لمحاور التعاون المشترك بين البلدين، وهو ما تعكسه الأرقام الصادرة عن عدة جهات رسمية فى الصين ومصر، حيث ارتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين، علاوةً على ارتفاع حجم الاستثمارات الصينية في مصر.
