أودعت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بمجمع محاكم بدر، برئاسة المستشار محمد السعيد الشربينى حيثيات حكمها بمعاقبة متهم في إعادة محاكمته بالسجن المشدد 10 سنوات، ووضع المحكوم عليه تحت المراقبة الشرطية لمدة 5 سنوات تبدأ من تاريخ انقضاء مدة العقوبة المقضى بها، في اتهامه بالانضمام إلى جماعة «أنصار بيت المقدس» الإرهابية.
قالت الحيثيات إنه بعد مطالعة الأوراق وتلاوة أمر الإحالة وسماع طلبات النيابة العامة والمداولة، استقر في يقين المحكمة وأطمأن اليها وجدانها وارتاح اليها ضميرها، مستخلصة من أوراق الدعوى وماتم فيها من تحقيقات وما دار بشأنها بجلسات المحاكمة تتحصل في انه وعلى اثر قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011، تطلعت البلاد إلى عهد جديد تكون فيه مصر وطنا لكل المصريين.
إلا أن جماعات الظلام والضلال أبت إلا أن تكون لها دور في إدارة البلاد والسيطرة عليها، وهنا نظرت الجماعات الارهاربية والتي اطلق عليها الاخوان المسلمين العنان للنيل من امن واستقرار هذا الوطن، فظهرت جماعة اطلق عليها الدولة الإسلامية «تنظيم داعش» وهذا تنظيم ارهابى موطنه في العراق وسوريا وليبيا ويسعى إلى نشر الرعب والقتل والتخريب والتدبير إلى مصر وغيرها من البلدان الأخرى فيما وراء المشرق العربى.
وأضافت الحيثيات أنه ظهرت حركة تدعى انها إسلامية وهى لاتمت إلى الإسلام، وانها هي تنظيم مسلح يتبع الأفكار السلفية الجهادية وتهدف أعضاؤها إلى إعادة الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة الإسلامية ولو بالقتل والتدبير واتوا على الاضر يابس واستباحوا لانفسهم واستحلوا دماء المسلمين والمسيحين كما استباحوا سلب النساء وانتهجوا النزعة الدينية المتشددة حيث تبنوا الأفكار الجهادية والتكفيرية وتكفير العاملين بالقوات المسلحة والشرطة واستهدافهم بالعمليات الدعائية وتضمنت الأوراق ما ثبت من التحقيقات دور كل متهم في هذه القضية وفقا لما هو مبين بأمر الإحالة.
فقد أسست تلك الجماعة هيكلا تنظميا لها قائما على انشاء خلاف عنقودية تعمل كل منها بمعزل عن الاخر تلافيا للرصد الامنى، وتولى البعض من أعضائها ضم عناصر للجماعة من معتنقى أفكارهم ومن الهاربين من السجون ابان يناير 2011 وممن تلقوا تدريبات عسكرية على يد عناصر تنظيم القاعدة بالخارج وآخرين تم استقطابهم وضمهم ومن بينهم المتهم الماثل محمد عبدالقادر، وقد أعدت الجماعة لاعضائها برنامجا ارتكن على ثلاثة محاور، أولها فكرى يقدم على عقد لقاءات تنظيمية بصفة دورية يتم خلالها تدارس الأفكار والتوجهات التكفيرية ومطالعة المواقع الجهادية على شبكة المعلومات الدولية ودراسة كتب فقة الجهاد، والمحور الثانى حركى، تمثل في دراسة أساليب كشف المراقبة وكيفية التخفى باتخاذ أسماء حركية واستخراج بطاقات تحقيق شخصية جديدة وتغير أرقام هواتفهم وعدم الصلاة في مساجد بعينها
وأكدت الحيثيات أن المحور الثالث للجماعة الإرهابية عسكريا تمثل في انشاء معسكرات بسيناء والاسماعليه لاعداء عناصر الجماعة بدنيا عسكريا لرفع قدراتهم القتالية وتدريبهم على كيفية استخدامهم الأسلحة النارية وحرب المدن والشوارع واعداد وتصنيع العبوات المفرقعة وكيفية استخدامها تمهيدا لتنفيذ عمليات إرهابية بالبلاد، وتأسيس خلايا عنقودية بعدد من المحافظات وأن تنظيم بيت المقدس قبل ظهوره كان يسمى التوحيد والجهاد، واتخذ لنفسه مقرا في شبه جزيرة سيناء التي أصبحت ذراع تنظيم الدولة الإسلامية في سيناء المصرية، هي الجماعات الجهادية المصرية التي ظهرت وكانت الأكثر ظهورا، وتزامن ظهور هذه الجماعة مع سقوط نظام الأخوان وقامت بمبايعة تنظيم الدولة الإسلامية وتعتبر جماعة أنصار بيت المقدس التي أصبحت تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية هي فرع لهم في سيناء الجناح العسكرى للاخوان المسلمين الأكثر ظهور على الساحة المصرية.
وأشارت الحيثيات إلى أن أنصار بيت المقدس اعتمدت على الفكر السلفى الجهادى وكانت تعتبر الأقرب إلى فكر تنظيم القاعدة فقد فضلت الجماعة اشهارها الجماعة اشهار مبايعتها لتنظيم الدولة الإسلامية وقدوافق هذه البيعة أبوبكر البغداادى وقد أعلنت عن نفسها مطلع عام 2011 عن تبنيها تفجير أنابيب الغاز واطلاق عده صواريخ وهم يتخذون مايعرف بجبل الحلال وبعد مبايعة بيت المقدس لتنظيم الدولة الإسلامية زادت حركتهم بشكل ملحوظ من خلال العمليات النوعية بالهجوم والتورط في كثير من العمليات العسكرية على الجيش والشرطة واستهداف الميسيحين والقضاة وضرب السياحة مما أثر بالسلب على المصريين.
ويعتبر تنظيم جماعات الدولة أبرز الجماعات المتشددة وأكثرها عنفا وقد قامت مؤخرا بتغيير اسمها إلى ولاية سيناء ووسعت في نشاطها الاجرامى وركزت لتشمل القاهرة والجيزة وكل محافظات مصر، وواصلت عملياتها حتى وصلت إلى الصحراء الغربية المترامية الأطراف والتي تعتبر منطقة لجذب السياح واتاحت تضاريس المنطقة الجبلية مكان مناسب لاخفاء الهاربين والمسلحين إلى جانب قربها من الحدود مع ليبيا وقد انضم المتهم الماثل محمد عبدالقادر مع باقى المحكوم عليهم لتنظيم داعش واعدوا عدتهم لتنفيذ مخططهم الارهابى بناء على تعليمات التنظيم الارهابى وارتكبوا وقائع هذه القضية.